المرافق العامة ملكية تخدم الجميع
المرافق العامة ملكية لجميع أفراد المجتمع، والحفاظ عليها واجبٌ على الجميع، لهذا فإنّ التعدّي عليها خطأ فادح، ولا يجوز بأيّ حالٍ من الأحوال، خاصة أنّ المرافق العامة تقدم خدمات مهمة، ولا يمكن الاستغناء عنها.
تشمل المرافق العامة جميع البنى التحتيّة والأنظمة التي تبنيها الدولة وتجهزها للمواطنين، وتكلف مبالغ مالية باهظة سواء على الإنشاء أو الصيانة، ومن حق الجميع الانتفاع بها وواجبهم الحفاظ عليها، لأنّ وجودها ضروري لتحسين مستوى المعيشة وزيادة مستوى الرفاهية، والعمل على تلبية الحاجات الضرورية.
الحفاظ على المرافق العامة واجبك نحو المجتمع
المرافق العامة مُتاحة للاستخدام من قبل الجميع، فهي مشاعٌ متاحٌ للاستخدام والفائدة كما لو أنَّها ضمن الملكية الخاصة لكلّ واحدٍ منا، لهذا فإنّ حق الانتفاع بهذه المرافق لا يقتصر على أصحاب مناصب معينة أو مستوى اجتماعي معين، بل هي لنا جميعًا، ومن الضروري الارتقاء بهذه المرافق للحفاظ عليها بكامل طاقتها، لأنَّها تقدم خدمات حيوية نوعية، فلا نستطيع الاستغناء عنها.
البعض من المرافق العامة إن لم تكن جميعها، تحسن معيشتنا وتُساعدنا في قضاء أمورنا، إنها العصا السحرية بالنسبة لنا، فرفع جودتها وصيانتها بشكلٍ دوري أمرٌ حتمي لا بدّ منه، ولهذا تسعى الحكومات في مختلف دول العالم إلى وضع جدول دوري لصيانتها، كما لو أنّها طفلٌ مدلل علينا الحفاظ عليه، لهذا علينا التوعية بأهمية الحفاظ عليها.
من المرافق العامة التي تعدّ متنفسًا لنا جميعًا الحدائق العامة، فهو أيقونة الجمال بالنسبة لنا، ولا نتصور أن تختفي هذه الأيقونة من حياتنا، وكذلك الإشارات الضوئية والشوارع والجسور واللوحات الفنية المنشترة في الشوارع والشواخص المرورية واللوحات الإرشادية ووسائل النقل العام، ولوفكرنا في اختفائها لعرفنا أهميتها الكبرى، فهي شريان الحياة بالنسبة لنا.
من المرافق العامة التي ينبغي أن نحافظ عليها كما لو أنها ملكية خاصة بالنسبة لنا: المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الحكومية العامة وغيرها الكثير من المرافق التي تقدم خدمات حيوية لا يجوز المساس بها أبدًا، فهي بالنسبة لنا ثروة لا يجب التفريط فيها، وعلينا حفظها من الخراب والتدمير الذي يُسبب تعطل حياتنا وتعليمنا وتداوينا.
حفاظنا على المرافق العامة يعني أننا مواطنين مسؤولين ومنتمين لوطننا، فالحفاظ عليها واجبٌ علينا وأمانة معلقة في أعناقنا، إذ يجب صيانتها دوريًا واتخاذ جميع التدابير الوقائية اللازمة لذلك، ووضع نظام مراقبة دقيقة لها لضمان الاستفادة منها لأقصى حد ممكن، كما يجب الاهتمام بنوعية المواد الخام المستخدمة فيها، ونختارها كاختيارنا أثاث بيوتنا.
الحفاظ على المرفق العامة أمرٌ ضروري، لهذا يجب تعيين أشخاص مسؤولين عن نظافتها، والقيام بالفحص والتفتيش وحماية المباني العامة والآثار من العبث، ووضع ما يلزم فيها كي يُساعدنا على الاهتمام بها مثل وضع سلات جمع القمامة في كلّ مكان، وإرشاد الناس إلى طريقة الاهتمام بها، لتكون دومًا في أبهى حُلّة كما لو أنّها عروسٌ تحتفل بلقاء الأحبة.
عندما تكون المرافق العامة نظيفة ومرتبة، يساعدنا هذا في الحفاظ على هذا المستوى من التنظيف والترتيب، تمامًا كما نعتني بهندامنا وأناقتنا، ويجب تعزيز الأشخاص الذين يحافظون عليها وتشجيعهم وتقديم المكافآت لهم لتشجيع غيرهم على الاقتداء بهم، وفرض عقوبات على كل شخص يتسبب بتخريب ودمار أي جزء من المرافق العامة، وتغريمه ماديًا ومعنويًا.
للمرافق العامة أهمية كبرى في حياتنا، فهي تمثل ثروةً اقتصاديةً وواجهةً راقيةً للبلد الذي توجد فيه، والحفاظ عليها في أفضل حالاتها يعطي صورة إيجابية عنها وعنا، لأنها المرآة التي تعكس صورة إيجابية أو سلبية عنا، وهذا بحدّ ذاته يُشكل نقطة جذب للسياحة المحلية والعالمية ونقطة جذب للاستثمارات والمستثمرين، ولذلك تدعم الاقتصاد المحلي.
المرافق العامة تُحافظ على سلامتنا جميعًا وتمنحنا مستوى عالٍ من الرفاهية والتعليم، وتشجعنا على استخدامها، فبدلًا من أن نلجأ لاستخدام سياراتنا الخاصة لن يكون لدينا أدنى مشكلة في استخدام وسائل النقل العام، إنّها جسرنا الذي نعبر عليه باتجاه الراحة، كما أنّ اهتمامنا بها يجعلنا نشعربالراحة والثقة والانتماء، ويعزز فينا أواصر المحبة والتعاون والحفاظ على النظافة.
تتدهور حالة المرافق العامة في بعض الأحيان نتيجة أسباب عديدة يجب الوقوف عندها للتخلص منها، وأهم سبب هو ضعف التوعية بأهميتها، وعدم تعليم أبناء الشعب طرق الحفاظ عليها وطرق استخدامها بالشكل الصحيح، كما أنّ الحفاظ على المرافق العامة مرتبط بالحفاظ على البيئة لأنها جزء مهم منها، فهي مساحة لممارسة الكثير من الأعمال التي تخصنا.
الغابات مثلًا من المرافق العامة التي تتعرض كثيرًا للحرائق، والتقطيع، والتخريب، وإلقاء القاذورات، والكتابة على الجدران، وهذا بدوره يُسبب فجوة لدينا ويجعلنا نعيش في حالة عجيبة لما نراه من أوضاع متردية لهذه المرافق، لهذا علينا جميعًا أن نكون على قدرالمسؤولية وألّا نتوانى عن صيانة المرافق العامة والاهتمام بها، وأن نعتبرها ملكًا شخصيًا لكلّ واحدٍ فينا.
كل واحد منا عندما يحافظ على المرافق العامة بكلّ ما يملك من إخلاص، يكون قد أدى واجبه تجاه وطنه بكلّ حب وولاء وانتماء، لأنّه أدرك أهمية أن يكون له بصمة واضحة في الحفاظ على المقدرات الوطنية التي هي ملكٌ للجميع، وعلينا أن نكون منارة في الجمال والحرص على مقدراتنا ومرافقنا.
لا تتوانوا لحظةً واحدةً عن أداء هذا الواجب ونبذ كل ما يؤدي إلى دمارها وتخريبها، خاصةً في بعض الأوقات التي يحدث فيها شغبًا نتيجة آراء سياسية أو رياضية أو غير ذلك، فالمرافق العامة فرصة لنا جميعًا كي نعكس صورة جميلة عن وطننا.
تخريب المرافق العامة جرم أخلاقي وقانوني
في الختام، لا بدّ من إدراك حقيقة مهمة جدًا، وهي أنّ تخريب المرافق العامة جرمٌ أخلاقي وقانوني، ولا يقوم به إلا شخص مستهتر لا يعرف أهمية الانتماء والولاء للوطن، فهذه المرافق من الوطن وإليه، وأي مساسٍ بها يعبر عن شخصية إنسان ضعيف أخلاقيًا ولا يُبالي بالمصلحة العامة، ولا يهتم براحة غيره من أبناء الشعب.
أي اعتداء على المرافق العامة يتسبب بحدوث فجوة في الخدمات، كما قد يُسبب الكثير من الحوادث وتعطل في الحياة العامة، لهذا فإنّ أقل واجب يجب القيام به هو عدم الإضرار بالمرافق العامة أبدًا.