موضوع تعبير عن الممرضة

كتابة:
موضوع تعبير عن الممرضة


وظيفة الممرضة

وظيفة الممرضة من أسمى المهن على الإطلاق، وهي من المهن القديمة في التاريخ، إذ مارست النساء مهنة التمريض منذ زمنٍ بعيد، نظرًا للحاجة إلى الاعتناء بالمرضى وتقديم الرعاية لهم، وقد برزت مهنة الممرضة أيضًا في التاريخ الإسلامي بشكلٍ كبير، حيث كانت المسلمات يُرافقن الجنود إلى الحرب للاعتناء بالجرحى، وتقديم الرعاية التمريضية لهم، وقد تطوّرت مهنة الممرضة عبر الزمن حتى وصلت إلى وضعها الحالي اليوم، وأصبحت من أكثر المهن انتشارًا، وهي مهنة إنسانية تحتاج إلى القدرة الكبيرة والمهارة العالية، والرغبة الحقيقة في مساعدة المرضى دون كللٍ أو ملل.


أوّل ممرضة في الإسلام هي الصحابية الجليلة رفيدة الأسلمية التي كانت تُطبب المرضى والجرحى من المسلمين، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عظمة هذه المهنة ومكانتها الكبيرة في الإسلام، وهذا أيضًا تشجيع لبنات المسلمين حتى يُقبلن على دراسة التمريض وممارستها، خاصة أنّ التمريض اليوم أصبح تخصصًّا مرموقًا في جميع جامعات العالم، ويوجد إقبال كبير على دراسته من قبل الإناث، رغم أنّ النظرة إلى مهنة الممرضة في السابق لم تكن لائقة، وكان فيها الكثير من الخوف من قبل الأهالي لأنّ الممرضة تبيت في المستشفى في كثير من الأحيان، لكن في الوقت الحاضر أصبحت من المهن المطلوبة بكثرة.


وظيفة الممرضة تختزل فيها الكثير من المعاني العظيمة، فهي مهمتها تخفيف الألم عن المصابين والتقليل من معاناتهم، وإدخال السرور والفرح غلى القلوب، فالممرضة التي تؤدي وظيفتها بأمانة وإخلاص وطاقة إيجابية، تكون قادرة على إعطاء الكثير من الحب والرعاية للمرضى، وهذا يجعلهم في مزاجٍ يُساعدهم على التعافي السريع من آلامهم، لهذا وصف الشعراء والأدباء الممرضة بأنها ملاك الرحمة بثوبها الأبيض وابتسامتها واللطيفة وتعاملها اللطيف، فهي تعمل دون أي تذمر، وتُطعم المريض بيديها، وتُقدّم له الدواء كما لو أنّها تقدمه لأحدٍ من عائلتها، ويقول الشاعر واصفًا الممرّضات:

بيضُ الحمائمِ حسبُهُنّ

أنّي أُردِّدُ سجعهنّهْ

رمزُ السلامةِ والوداعة

منذ بدءِ الخلق هُنَّه

مُرُّ الدواء يفيك حلوٌ

من عذوبةِ نطقهنّهْ


تلفّ الممرّضة بين أسرة المرضى كما لو أنها فراشة تنشر العطر والفرح في القلوب، وتجعل من أسرّة المرضى مكانًا للأمل والبهجة وسط الألم والمرض، فهي وردة متفتحة يتحوّل طعم الدواء المرّ بفضلها إلى طعمٍ يُشبه العسل، كما تتحوّل الإبرة بوخزاتها المؤلمة إلى مجرّد نغزة لا تؤلم وإنما تمنحالأمل بالعلاج، فهي تُؤدّي مهمتها دون أي تقاعس ودون أن تُشعر المريض بصعوبة ما يواجهه من مرض، وهي لا تعرف الشكوى أبدًا، ولا تجد طعم الراحة طالما كان المرضى بحاجتها، فالممرضة تحمل على كاهلها مسؤولية عظيمة، وتؤدّي مهنة راقية، ولا غرابة أبدًا أن يشع التفاؤل من عينيها.

مواصفات الممرضة الناجحة

من أهم صفات الممرضة الناجحة أنّها تحرص على الاطّلاع على جميع المعلومات اللازمة لتطوير مهنتها، فتبحث عن كل ما هو جديد، ولا تخجل من السؤال عن أي شيءٍ لا تعرفه، وتدرس جميع حالات المرضى الجديدة باستفاضة وتواظب على القراءة والاطلاع من أهل الخبرة، وتسأل الطبيب دون أي خجل، وتتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه المرضى، ولا تتنصل من مهماتها مهما كانت الظروف، فهي تعرف جيدًا مدى حاجة المرضى لها، حيث إنّ الممرضة بطبيعة الحال تكون أكثر التصاقًا وتعاملًا مع المرضى من الطبيب، لهذا فهي الأقدر على معرفة ما يحتاجون وتقييم حالتهم المزاجية.


يجب على الممرضة الناجحة أن تكون ذات تركيزٍ عالٍ وتيقظ كبير أثناء تلقي الأوامر من الطبيب، لأنّ وظيفتها لا تحتمل الأخطاء أبدًا، كما يجب أن تحافظ على الوجه البشوش وعدم الخلط بين مشاكلها الخاصة وبين مهمتها في رعاية المرضى، وألّا تكذب على المريض مهما كلف الأمر، وأن تتصرفبالأخلاق الحسنة بحيث تكون قدوة في لطافتها ودماثة أخلاقها، ومن واجبات الممرضة الناجحة أن تشرح جميع الخطوات التمريضية اللازمة للمريض، وأن تُعلمه بالأدوية التي يجب أن يأخذها وطرق إعطاء هذه الأدوية، وأن تعلمه ببعض الأخطار المترتبة عليها، والأعراض الجانبية التي قد يشعر بها.


من صفات المُمرّضة النّاجحة أنّها تُحاول دائمًا التودُّد للمرضى، خاصة أثناء غضبهم، وتُعلّمهم كيفيّة التّعايش مع آلامهم وأمراضهم، كما تُحافظ على نظافة المريض وتُساعده على أن يعتني بنفسه بالطريقة الصحيحة، وتُعلّمه كيف يكون بمظهر لائق طوال فترة إقامته في المستشفى، والأهم من هذا كله الحفاظ على خصوصية المريض وعدم الحديث عن مرضه أمام الآخرين، أو البوح بأي تفاصيل مُتعلّقة به، بالإضافة إلى مراعاة حالة المريض النفسية ومراعاته من جميع النواحي، والعمل على تقوية إيمانه والشد من عزيمته، وإعطائه كل الراحة النفسية التي يحتاجها.


الممرضة الناجحة تستطيع نزع الخوف من قلب المريض، فدورها مع المريض يفوق أحيانًا دور الطبيب لأنها تمكث مع المريض مدة أطول، لهذا من واجب الممرضة الناجحة أن تكون متماسكة، وألّا تجعل العاطفة تغلبها في تعاملها مع المريض، لأن هذا يُسبّب له الإرباك، فالممرضة في بعض الأحيان تجلس مع مرضاها وتقضي معهم أوقات أكثر من تلك التي تقضيها في بيتها، ومن واجبات الممرضة الناجحة أيضًا ألّا تستهزئ بالمرضى أبدًا مهما كانت الأسباب، وألّا تخبرهم بأي قصص مؤذية أو تجارب سيئة سابقة عن مرضهم، أو أنّ العلاج لا جدوى منه، وعدم إدخال الخوف إلى قلوبهم؛ لأنّ هذا يُسبب إصابتهم بالإحباط واليأس.


الممرضة الناجحة لا تتناقش بأي خطأ مع الطبيب أمام المرضى حتى لا تُسبّب لهم الإزعاج، ولا تُنفّذ أوامر الطبيب بشكلٍ عشوائيّ، بل على أساس علمي متقن، بحيث تكون على دراية تامة بتطوّرات العلاج وكل ما يحتاجه المريض، ومعرفة الإجراءات التي يطلبها الطبيب من المريض، وأن تحرص على نمط الرعاية اليومي وسؤال المريض عن أي أعراض طارئة يشعر بها، وأن تكون دقيقة جدًا في إعطاء العلاج وتنفيذ الإجراءات العلاجية المختلفة وطريقة إعطاء الدواء، فإذا اتّصفت الممرّضة بهذه الصفات فهي بحق تستحق لقب الممرضة المثالية.


دور الممرضة في الصحة المدرسية

وجود الممرضة في حرم المدرسة أصبح أمرًا ضروريًا جدًا، ولهذا تحرص المدارس في الوقت الحاضر على تفعيل دور المُمرّضة داخل المدرسة، بحيث يكون لها غرفتها الخاصة، لتستقبل مَن يحتاج المساعدة، ففي كثيرٍ من الأحيان يُمكن حدوث أمر طارئ في المدرسة، وهذا يستدعي وجود الممرضة التي لديها خبرة في التعامل مع الحالات الطارئة، فتتولى رعاية من يحتاج، فالممرضة في المدرسة قادرة على إعطاء الحقن المختلفة، ومنح الطالبات مختلف الأدوية المسكّنة للأعراض الواضحة التي لا تحتاج إلى تشخيص طبيب، كما تستطيع أخذ قراءةضغط الدم، وإعطاء الرأي فيما يتعلق بإسعاف الطالبات أو المعلمات للمستشفى أم لا.


من مهام الممرضة في المدرسة أن تقوم بعمل اختبار لمستوى السكر في الدم والكشف عن ارتفاعه أو انخفاضه لاتخاذ الإجراء اللازم، وقياس درجة الحرارة، وتفقّدالنظافة الشخصية للطالبات بشكلٍ دائم، والتوعية بالأساسيات التي يجب أن يقمن بها تجاه ذلك، وتقديم التوعية الطبية الصحيحة للطالبات والمعلمات حول مختلف الأمراض، كما يُمكن أن تقوم الممرضة بإعطاء محاضرات إرشادية في الحرم المدرسي، وزيادة التوعية الطبية، وتقديم الإسعافات الأولية التي تنتج عن حوادث السقوط أو التزحلق أو الأمراض الخفيقة الطارئة والأعراض المصاحبة لها مثل الدوارن وتقييم الحالة فيما إذا كانت تحتاج إلى مراجعة طبيب أم لا.


وجود الممرضة في المدرسة يُعطي شعورًا بالاطمئنان بالنسبة للطالبات والمعلمات، خاصة أنّ الممرضة تقوم بحملات توعوية بشكلٍ دوري، وهذا ينعكس إيجابًا علىالثقافة الصحية في المدرسة، فالممرضة هي رمز العطف والمواساة بالنسبة لكل من يُعاني من الأمراض، وعلى الرغم من أنّ أعداد الممرضات في الوقت الحاضر أصبحت كبيرة جدًا في العالم، إلّا أنّ وجود الممرضة في المدرسة لا ينتشر في جميع الدول، وهذا ما يجب تفعيله بشكلٍ دائم بحيث يكون وجود ممرّضة واحدة على الأٌقل في كلّ مدرسة أمرًا إجباريًا خشية حدوث أيّ طارئ.


يجب اختيار ممرضة المدرسة بعناية، بحيث تكون قادرة على التعامل مع الطالبات في سن المدرسة، والتعامل مع مشاكلهنّ الصحية بطريقة صحيحة، ومراعاة الظروف النفسية التي ترافق أعمارهنّ وكل ما يتعلّق بهنّ، فوظيفة الممرضة في المدرسة لا تقل أهمية عن وظيفة المعلمة والمديرة، وهي من الوظائف التي لها أجرٌ عظيم عند الله تعالى، لأنها تعمل على التخفيف من معاناة المرضى صدرٍ رحب، وفي الوقت نفسه لها مردود مادي، ووجود الممرضة في المدرسة يُشجع الطالبات على أن يلتحقن في الجامعات لدراسة التمريض، لهذا يجب أن تكون الممرضة ذات وجه بشوش وقدوة حسنة أمام الطالبات.

3823 مشاهدة
للأعلى للسفل
×