معاينة الحادث الأليم
كان ذلك اليوم أليمًا للغاية حينما كنتُ خارجًا من المنزل وأنا عازم على الذهاب إلى المنتزه الموجود في الحي، ركبت دراجتي النارية، وبدأت أتمايل مع الرياح وأعاركها فقد كانت تضرب وجهي مثل أمواج غاضبة في عرض البحر. كنت أسير بسرعة عالية لأنّي لا أحب عادةً التأخر عن مواعيدي، وأصدقائي ينتظروني في المنتزه منذ سبعة دقائق وعشرين ثانية، وهذا ما لا أحبه أن يحدث أبدًا، لكن الذي حصل كان أسوأ من الانتظار فلم أرَ نفسي إلا وأنا أطير في السماء وكل شيء تحتي الآن يبدو صغيرًا جدًّا.
نجوت من الموت بمعجزة!
كان ذلك الموقف أليمًا جدًّا، أنا الآن أبعد عن الأرض فوق العشرة أمتار، للحظة ما تراءت أمي أمام عيني، ترى كيف ستتلقى خبر موت ابنها، أجزم أنّها ستكون مأساةً حقيقيةً فأنا ما زلت في الخامسة عشر من عمري، وهي متعلقة بي إلى حدٍّ كبير.نصيحتي للسائقين
أخيرًا وقفت أمام باب المستشفى وأنا خارج منها، حمدت الله كثيرًا أني لم أخرج منها بالثوب الأبيض ليُصلى علي، إنّ أمي لا تحتمل ذلك وأنا لا أريد فراقها، ولكني الآن أوجه نصيحتي لكل السائقين المتهورين؛ تقيدوا بقواعد المرور، إنّكم تعرضون حياتكم وحياة غيركم لأخطار جسيمة.
أحمد الله أنّ صاحب السيارة التي ارتطمت بها لم يُصب بأذى، وأنا لن أُعاود فعلتي تلك أبدًا، نعم لقد عاينت حقيقة أنّ في العجلة الندامة، وفي التروي السلامة، كانت سلامةً حقيقيةً من موت محتم لا أريد أن أراه الآن، فالحمد لله على نعمة الحياة.