موضوع تعبير عن تركيا

كتابة:
موضوع تعبير عن تركيا

الطبيعة في تركيا

تقع الجمهوريّة التركيّة المعروفة باسم تركيا في قارّة آسيا ويقع قسمٌ منها في قارة أوروبا وهو جزء صغير مقارنة بمساحة تركيا الكبيرة التي تزيد على 780 ألف كيلو متر مربّع، فتأخذ تركيا مساحةً تجعل منها حلقة ربط بين عدّة دول وكلّ دولة من تلك الدول تمتاز بمناخ معيّن، فذلك يجعل تركيا تنفتح على مناخات متعدّدة مختلفة، فتحدّها من جهة إيران ومن أخرى العراق التي فيها يجري الرافدان، وسوريا أيضًا ذات المناخ الشامي، وأيضًا تحدّها عدد من دول القوقاز مثل: أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، ومن الدول الأوروبيّة: اليونان وبلغاريا، وتطلّ على عدّة بحار هي البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأسود وبحر إيجة.



كلّ ما سبق يجعل من تركيا تمتلك موقعًا استراتيجيًّا طبيعيًّا يجعل منها دولة متعدّدة المناخات، وذلك يمنح تركيا طبيعة ساحرة خلّابة يجعلها مقصد السائحين الذين يقطعون آلاف الكيلو مترات ليصلوا إليها ويقضوا فيها أيامًا من أجمل أيّام عمرهم، فليس غريبًا آنذاك أن تتمتّع تركيا بوجود الجبال فيها والمروج الخضراء الشاسعة والشلالات الخلّابة والبحيرات والمسطّحات المائيّة التي توجد في الغابات الكثيرة في تركيا، وأيضًا وجود الأنهار الكثيرة من تركيا يجعلّها جنّة على الأرض قد وجدت لها مكانًا بقوّة بين بلدان العالم.



من المناطق الطبيعيّة الساحرة في تركيا هناك بحيرة فان أو وان باللغة التركيّة، وهي أكبر بحيرة في تركيا، تقع في شرق الأناضول وفيها عدّة جزر وكذلك تطلّ على هذه البحيرة عدّة مدن؛ إذ إنّ مساحتها تبلغ نحوًا من 12500 كيلو متر مربّع، وهذه البحيرة وإن كانت ذات مياه مالحة إلّا أنّها فيها مناظر طبيعيّة خلّابة لم توثّر فيها الملوحة التي في البحيرة، وتطلّ البحيرة على بعض الجبال ذات المشهد الخيالي الساحر، عدا عن ذلك فالجزر التي فيها التي يقصدها السيّاح من كل دول العالم لما فيها من سحر وجمال، هذا عدا عن الشواطئ الرملية التي فيها والميناء وغيرها من المقوّمات التي تُكسِبُها جمالًا على جمالها.



أيضًا هناك جبال طوروس التي تُعدُّ بحقّ أعجوبة من أعاجيب تلك البلاد، فجبال طوروس كما نعلم تفصل بين منطقتين لكل منهما بيئة مختلفة بعض الشيء هي الأناضول والشام، فتكون بذلك جبال طوروس ذات مناخ مذهل يجعل منها مقصدًا سياحيًّا مهمًّا نظرًا لما تحتوي عليه من أنهار وبحيرات وغابات وأشجار جميلة كشجرة الأرز التي تُعدُّ جبال طوروس موطنها الأصلي، هذا عدا عن إطلالتها الخلّابة التي تجعل من يدخل يتمنّى ألّا يخرج منها، وبالإضافة للأرز الذي صار قليلًا فيها هنالك غابات كثيفة تحوي أشجارًا من الصنوبر والبلّوط وغيرها ممّا يجعل من تلك الغابات مكانًا متناغمًا متنوعًا يسرّ الناظر إليه.



ما دامت تركيا دولة تحوي المتناقضات من المعالم الطبيعيّة فلا بدّ أن نتحدّث عن منطقة اسمها تلال باموكالي، وباموكالي باللغة التركيّة يعني قلعة القطن، وهي مكان طبيعيّ سياحيّ في الجنوب الغربي من تركيا، وتلال باموكالي هي تلال يغطّيها الجليد والمياه ذات اللون الأزرق، ومع أنّها منطقة جليديّة إلّا أنّها تحوي على الكثير من الينابيع المعدنيّة الساخنة التي يقصدها الناس للاستجمام، وهناك أيضًا جبل حسن داغي الذي هو عبارة عن بركان خامد تغطّيه الثلوج، ويقصده السائحون من أجل ممارسة التزلّج على الجليد.



أيضًا من المعالم الطبيعيّة الساحرة في تركيا هناك جبل بولو كوب أوغلو الأخضر الزاهي الذي يتمتّع بطبيعة فريدة جعلَت الناس يطلقون عليه لقب جنة الله على الأرض نظرًا لما فيه من أشجار وغابات ومناظر تسرّ النفس وتسلب العقل؛ إذ هو في الحقيقة سلسلة جبليّة، وهنالك أيضًا جبال إلجيز التي تقع في ولاية كاستاموني أو قسطموني كما يلفظها العرب، وهذه الجبال تقع في إقليم البحر الأسود، تطل هذه الجبال على البحر الأسود وعلى عدد من الغابات والأنهار والشلالات ذات المنظر البَهِج جاعلة من جبال إلجيز معلَمًا طبيعيًَّا سياحيًّا مهمًّا له ثقله في دولة تركيا.

معالم تركيا

يعود تاريخ تركيا إلى العصر الحجري القديم، وقد مرّت بها حضارات كثيرة جعلَت منها مقصدًا مهمًّا للسيّاح على مرّ الوقت، فقد شهدَت تركيا حضارات مختلفة كالرومانية واليونانية والبيزنطية وحديثًا كان لها حضور من خلال الحكم العثماني، ومن بعدها صارت تركيا دولة مستقلة مبنيّة على القوميّة الطورانية، فكلّ تلك الحضارات قد خلّفَت وراءها معالم تاريخيّة وحضاريّة مهمّة حديثًا وقديمًا، ومن المعالم التركيّة المهمّة هنالك محطة قطار حيدر باشا، وهي من أبرز المعالم الحضاريّة في تركيا وتحديدًا في مدينة إسطنبول، وهي شاهدة على عراقة البناء في العصر العثماني؛ إذ بُنيت سنة 1909م.



لعلّ مدينة إسطنبول هي المدينة التي لها نصيب الأسد من الآثار والمعالم، فمن آثار إسطنبول هنالك برج غالاتا الذي يُقال إنّه بني عام 507م وتعرّض لزلزال قوي قد أثّر فيه، ثُمّ أٌعيد بناؤه في القرن 14م ليكون بذلك أعلى مبنى في إسطنبول التي كانت عاصمة العثمانيّين آنذاك، وكان يُستعمل للمراقبة ولسجن المحكومين، وأيضًا من آثار مدينة إسطنبول التي تعود إلى العهد البيزنطي هنالك كنيسة صهريج البازيليك التي يعود زمنُ بنائها إلى القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور جستنيان الأول، وما زالت الكنيسة تحافظ على هيئتها الأصليّة بصورة كبيرة ما خلا بعض التغييرات الطفيفة.



هنالك كذلك متحف تشورا، وهذا المتحف في أصله كان كنيسة يُرجّح زمن بنائها في القرن الرابع الميلادي، وهي خليط من الفنّين البيزنطي واليوناني، تحوّلت في القرن 16م إلى مسجد، ولكن مع دخول أربعينيّات القرن العشرين تحول المسجد إلى متحف، ومثل هذا المسجد في إسطنبول هنالك مسجد آيا صوفيا الذي كان كنيسة أيضًا فيما مضي، ومع دخول السلطان العثماني الفاتح محمد بن مراد إلى القسطنطينيّة تحوّلت الكنيسة إلى مسجد وبقي على هذه الحال حتى مجيء مصطفى كمال أتاتورك الذي حوّل المسجد إلى متحف، لتعود الحكومة التركيّة وتعيد افتتاح المسجد مرة أخرى عام 2020م.



في إسطنبول هنالك قلعة يورس التي تعود إلى العهد الروماني والبيزنطي، وتطل على البحر الأسود ومضيق البوسفور، وكان لها دور كبير في حماية المدينة فيما مضى، ومثلها من قلاع إسطنبول قلعة روملي التي تعود إلى القرن السادس عشر إبّان الحكم العثماني، وهنالك الكثير من القصور القديمة الفخمة التي تعود إلى العصور العثمانية وما قبلها، فقسمٌ من هذه القصور قد تحوّل إلى متاحف مثل قصر توب كابي، ومنها بقي على ما هو عليه ولكنّه تحوّل إلى معلم سياحيّ مفتوح أمام السائحين الزائرين لهذه المدينة مثل قصر دولمة بهجة.



في تركيا كثير من القصور التي تحوّلت لمعالم سياحيّة وإن كانت تعود إلى العصر الحديث مثل قصر أتاتورك في ولاية طرابزون التركيّة، وكذلك من المعالم التاريخية الأخرى في تركيا التي تعود إلى العهد الروماني هنالك بوابة هادريان التي بنيت سنة 130م تكريمًا للإمبراطور هادريان، ويُمكن لمن يريد مشاهدة معالم تركيا القديمة أن يتجوّل في مدينة أنطاليا القديمة التي يشعر المرء فيها بنسائم التاريخ الجميل الذي قد مرّ على هذه المدينة فيما مضى وعلى تلك البلاد بأسرها، ومعالم تركيا الحضارية والتاريخيّة والطبيعية والسياحيّة تحتاج لأن يُفرَدَ فيها مجلّدات لغناها وكثرَتها على امتداد ذلك البلد الكبير.


لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: السياحة في تركيا.


العادات والتقاليد في تركيا

ختامًا نختم الجولة في تركيا بالوقوف على أبرز العادات والتقاليد فيها، والشعب التركي هو من الشعوب العريقة ذات الإرث الحضاري الكبير الذي قد خلّفته الحضارات المتعاقبة على دولة تركيا، فصارت معالم الحضارة تجري في عروق أبناء تلك الأمّة، ولعلّ أكثر الحضارات تأثيرًا هي الحضارة الأقرب إليهم وهي العثمانيّة، وهي كذلك التي ساهمت في إعطاء الشعب التركي كثيرًا من الصفات من خلال ترسيخ التعاليم الإسلامية بين أبناء تلك البقعة، ومن أبرز عادات الأتراك عادات شرب الشاي، فيمكن القول إنّ الشاي هو المشروب القومي للأتراك فينتشر فيها انتشارًا كبيرًا وتهتم به الأسرة التركية.



يُقدّم في أكواب خاصّة في طقس مميّز تحترمه الأسرة التركيّة، وحتى في تركيا تنتشر حدائق لشرب الشاي لزيادة رفاهية الأُسَر التي تحتفي بهذا المشروب، والأتراك من الشعوب التي تؤمن بالعين والحسَدِ كثيرًا، لذلك فإنّ الخرزة الزرقاء أو العين الزرقاء تنتشر عندهم كثيرًا في البيوت والأسواق ويتفنّن الأتراك بصنعها وابتكار أشكال لها، ومن عادات الأتراك التي تسبق حفل الزفاف هي ليلة الحنّاء التي تسبق ليلة زفاف الفتاة، وهي عادة قديمة ما يزال الأتراك يحافظون عليها إلى الآن، فترتدي العروس اللون الأحمر، وتصحبها عدد من صديقاتها اللواتي ينشدن بعض الأغاني الحزينة عن الوداع وإلى ما هنالك.


لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أبرز العادات والتقاليد في تركيا.

4459 مشاهدة
للأعلى للسفل
×