تلوث الغلاف الجوي
الغلاف الجويّ هو عبارةٌ عن طبقةٍ تُغلِّف كوكب الأرض ويتكوّن من غازاتٍ مختلفةٍ أهمها النيتروجين والأكسجين وخليط من غازاتٍ أخرى كالأرغون والنيون وبخار الماء وغيرها، وهو ذو أهميةٍ بالغةٍ لاستمرارية الحياة على الأرض ولكن نتيجة سلوك الإنسان الجائر في التعامل مع الطبيعة واستخدام التكنولوجيا في التصنيع والانتاج، فنتج عنه تلوث الغلاف الجوي الذي أثر سلبًا على التركيبة الكيميائيّة والنِّسب المئويّة للغازات فيها واستُبدلت بغازاتٍ خطيرةٍ على صحة الإنسان وسلامته وغيّرت من النظام والتوازن الطبيعيّ في البيئة.
تكمن أهمية الغلاف الجويّ المحيط بالأرض في عزّل الأرض وسكانها عن الإشعاعات الضارة الصّادرة من الشمس وغيرها من الأجرام السماويّة فيقوم الغلاف الجوي بامتصاص الأشعة فوق البنفسجيّة ويمنع وصولها للأرض ويعكسها إلى الفضاء، كما أنّ للغلاف الجويّ دورٌ في المحافظة على اعتدال درجة حرارة الكرة الأرضية، كما أنّه يعمل على نقل الماء حول الأرض من مكانٍ إلى آخر حيث يُقدر علماء الجغرافيا والطقس أنّ حجم الماء الموجود في الغلاف الجويّ للأرض يُقدّر بنحو 12,900م³ وتتساقط هذه الكمية على هيئة أمطارٍ فوق المسطحات المائيّة وجزءٌ منها على اليابسة.
بعد الثورة الصناعيّة وعصر النهضة الحديث زاد نشاط الإنسان الصناعيّ عن طريق زيادة عدد المصانع التي تنتج العديد من الغازات السّامة والضارة نحو الغلاف الجويّ، وكذلك زاد عدد وسائل المواصلات التي تنفث دخانها في الجو، وتزامن مع ذلك القطع الجائر للغابات والأشجار والمناطق الحُرجيّة من أجل استخدامها في الصناعة والتجارة أو لخلق مساحات واسعة للعمران والتوسع العمرانيّ ممّا نتج عنه ضرر كبير في الغلاف الجويّ أُطلق عليه اسم تلوث الغلاف الجوي للتنبيه لهذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للإنسان ولكل حضارته.
تتنوّع أشكال وصور ملوِّثات الغلاف الجويّ فمنها ما هو صلبٌ كالغبار والمواد الناتجة من ثوران البراكين، ومنها ما هو غازيٌّ حيث يتطاير إلى الغلاف الجويّ كأول أكسيد الكربون الناتج من احتراق المواد وهو من الغازات شديدة السُّميّة، وأكاسيد النيتروجين على اختلاف تركيباتها والناتجة من اتحاد غازيّ الأكسجين والنيتروجين والتي تهدد حياة الإنسان إذ إنّها تسبب التهابات الرئة ولديها القدرة على الاتحاد مع الهيموجلوبين وبالتالي تُعيق وصول الأكسجين إلى الخلايا كونها تحل محلّه، والهيدروكربونات وهي الغازات الناتجة من اتحاد الكربون والأكسجين والهيدروجين والتي تنطلق إلى الغلاف الجويّ مسببةً الغيوم السوداء وهي السبب وراء ثُقب الأوزون الحاصل في الغلاف الجويّ بسبب اتحاد ثلاث ذرات من الأكسجين مع بعضها البعض O3 بدلًا من ذرتيّن كما هو الوضع الطبيعي قبل التلوث، وغاز ثاني أكسيد الكبريت الناتج من احتراق الغاز الطبيعيّ والصخر الزيتيّ والبترول وهو ذو رائحةٍ نتنةٍ ويتسبب في حدوث الأمطار الحامضيّة التي تؤثر على خصوبة التربة وبالتالي على المحاصيل الزراعيّة كما أنها تضر بالثروة السمكية.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: