موضوع تعبير عن حضارة مصر وجمالها

كتابة:
موضوع تعبير عن حضارة مصر وجمالها

مصرُ أم الدنيا

مصر الجميلة بكلّ ما فيها من حضارة وتاريخ عريق يمتدّ لآلاف السنوات قبل الميلاد، هي بالفعل تستحقّ أن تكون منارة العالم في اكتشاف التاريخ القديم، فقد قامت فيها حضارة عريقة جدًا وهي الحضارة الفرعونية التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم، بكلّ ما فيها من أسرار وغموض وتاريخ يروي حكاية الإنسان المصري القديم.

لهذا تستحق مصر أن تكون أم الدنيا بلا منازع، فهي التي جاءت ثم جاء التاريخ لتقف على شرفة العالم وتعلمهم كيفية بناء الحضارات التي تصمد آلاف السنين، وتكتب تاريخها بحروف ذهبية.

مصر التي تحتضن نهر النيل هي أيضًا هبة النيل التي لا ينطفئ نورها، وهي البلد العظيم الذي لم يكتفِ بمكوث حضارة واحدة فيه، وإنما جمع الكثير من الحضارات التي تعاقبت عليه، ممّا جعل تاريخ مصر ثريًا جدًا.

لهذا فإنّ مصر منبعٌ للشخصيات التاريخية التي أحدثت أثرًا عظيمًا، ولم تزل بصماتها واضحة إلى اليوم، فقد زخرفت حروفها بالجمال وتعاقب عليها الملوك والملكات الذي صنعوا لها كيانًا لا يوجد في أيّة دولة غيرها، فهي تستحق أن تكون حاضنة الجمال والتنوع الطبيعي الرائع بكلّ ما فيه من سحر.

تحتضن مصر أماكن أثرية مثل: الأهرامات، وتمثال أبو الهول، والعديد من المعابد الفرعونية القديمة والقصور التي خلفتها الممالك التي حكمت مصر، وتتميّز بطبيعة خلابة ما بين الساحل والصحراء والطبيعة الخضراء المذهلة، كما يوجد فيها تنوع كبير في الإنتاج والصناعات وأهمها صناعة الفن، كما أنها دولة زراعية بامتياز.

مصر حواء القرى وقرارة التاريخ

مصر العظيمة بكلّ ما فيها هي حواء القرى وقرارة التاريخ؛ إذ إنّ التاريخ حين يبدأ بتدوين ما لديه لا بدّ وأنه سيبدأ بذكر مصر وملوكها وملكاتها، ولا تخلو مصر من عظماء الفكر والدين والفلسفة والفن والغناء والتمثيل والرسم والموسيقى وغير ذلك؛ إذ إنّ مصر أبدعت في جميع مجالات الحياة ولم تدع مجالًا لأي شيءٍ يفوتها، لهذا يليق الجمال بها وبأهلها الطيبين الذي يعشقون الضحك ولديهم حسّ الفكاهة الكبير، حيث إنّ مصر بلد الجمال والتنوع والبلد الذي لم ينحنِ يومًا ولم يتراجع عن مواقفه العربية الأصيلة أبدًا.

مصر بكلّ ما فيها من محافظات وقرى ومناطق متنوعة، يشعر الزائر لها بأنّ كل بقعة وكل مكان في مصر يتمتع بخصوصية غريبة لا تشبه أيّة خصوصية موجودة في الأماكن الأخرى، وهذا ما يجعلني أتمنى أن أزورها ولو مرة في حياتي، وأنبهر بكلّ ما فيها عندما أراه وأعيش تفاصيله المدهشة، فمصر تتنوع فيها اللهجات والأصناف الزراعية، ويتنوع فيها الطقس، كما تتنوع طريقة الحياة لأنها بلدٌ منفتح على جميع الحضارات.

أجمل ما في مصر أنني اكتشفت أنها بلدٌ يعيش مجده بكامل تفاصيله، ويمنح لشعبه أفقًا واسعًا؛ لهذا وأنتَ في مصر تشعر بأنّك بين أهلك ووطنك، وتستطيع أن تشم رائحة العراقة التي تفوح من شوارعها، لهذا ليس غريبًا أبدًا أن يخرج من مصر آلاف من العظماء الذين كتبوا أسماءهم في كتب التاريخ المشرف، وأحدثوا بصمة رائعة لا يستطيع أي أحد إنكارها؛ إذ إنّ مصر لها هويتها الخاصة وأعيادها التي تحتفل بها كل يوم.

مصرُ مهدُ الحضارة

كانت وما زالت مصر مهد الحضارة بترتيبها الزمني كافة، إذ لم تكتفِ باحتضان الحضارة الفرعونية العريقة التي نشأت على أطراف نهر النيل العظيم الذي هو أطول أنهار العالم، بل مرت عليها الحضارة الفارسية والعثمانية والإسلامية واليونانية والقبطية والفاطمية، إضافة إلى العهد الملكي الذي امتد فيها لسنواتٍ عديدة، وكل حضارة من هذه الحضارات تركت خلفها تاريخًا مطرزًا بالجمال لا تتسع له الكتب لتنصفه.

أحببتُ مصر كثيرًا من تاريخها، وشعرتُ بفخرٍ كبير وأنا أستمع إلى كل التفاصيل المتعلقة بها منذ فجر التاريخ إلى اليوم، إذ إنني وأنا أقرأ بتاريخ مصر العريق لفتني هذا التنوع الرائع فيها، وأعجبني تعاقب كلّ الملوك الذين حكموها وعاشوا في كنفها، وشعرت كثيرًا برغبة كبيرة بأن أعيش تفاصيل كل حضارة على حِدى، وأن أقابل جميع الملوك والملكات الذين حكموها، وأعرف تفاصيلها القديمة والحديثة.

مصر علمتني درسًا رائعًا؛ وهي أنّ المجد ليس له حدود أبدًا، وأنّ التميز هو هبة من الله تعالى الذي أنعم عليها بطبيعة خلابة وأطول نهر في العالم وحضارات غنية بتاريخها، وفي الوقت نفسه أعطاها شعبًا رائعًا ووطنيًا من الطراز الأول.

مصر في عيون العالم العربي

في الختام، لا بدّ من إدراك الحقيقة الرائعة التي يعلمها جميع من في الوطن العربي؛ وهي أنّ لمصر مكانة تاريخية وحضارية عميقة لا يُشقّ لها غبار، وأنها الشقيقة الكبرى لكلّ دول العرب من المحيط إلى الخليج.

ولطالما قامت مصر بحل الخلافات والدفاع عن القضايا العربية، وطالما كانت السباقة إلى الخير، كما أن مصر بالنسبة لأبناء العرب هي حاضنة الإبداع العربي، ويتمنى كل شخص أن يذهب إليها لتكون مكان انطلاقته الفنية أو الأدبية وحتى العلمية، فهي منارة العلم والمعرفة والدين.

يتّجه إليها الكثير من أبناء العرب للدراسة في جامعاتها العريقة التي يُشهد لها بالإتقان والإبداع، وخاصة جامعة القاهرة والأزهر الشريف وجامعة الإسكندرية، أمّا عن مكانة مصر السياسية في العالم العربي فمن المعروف أنّ مصر تحتضن مقر جامعة الدول العربية، ولطالما كانت بجيشها وقيادتها المدافع الأول عن القضايا العربية، حيث حاربت في حروب عدة، وكانت جزءًا من الاتحادات العربية مثل: اتحاد مصر والسودان واتحاد مصر وسوريا.

المجد لمصر بكلّ ما فيها من عروبة أصيلة، وكلّ ما فيها من انتماء للأمة العربية الواحدة، والمجد لشعبها الصامد المثابر الطيب، وطوبى لعلمائها وتاريخها النابض بالكرامة والكبرياء والابتكار والإبداع.

4974 مشاهدة
للأعلى للسفل
×