محتويات
حقوق المرأة يحددها الله
اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالمرأة ونظر إليها نظرة اعتزاز، بل وحددت الشريعة الإسلامية الحقوق الخاصة لها، إذ ضمنت لها حقها في الحياة والمسكن والتعلم والعمل والنفقة والطعام واختيار الشريك وحقها في الإنجاب وتكوين أسرة، بعدما كانت تُعاني من الظُلم والقهر والعُنف في الجاهلية، فقد جاء الإسلام على أساس العدل والمساواة بين الرجل والمرأة في كثيرٍ من أمور الحياة.
حيثُ كانت الفتيات توأد في سنٍ صغيرة، وكان الرجال الذين يُبشرون بالأنثى يختبئون من الناس ويُتوارون في بيوتهم عن الأنظار، خوفاً من جلبها للعار، وانتقد الإسلام عادات الجاهلية في قتل المرأة، وعدّ ذلك من أعظم الذنوب.
حقوق المرأة ليست ألعوبة بيد أهواء البشر
يظن الكثيرون أنّ حقوق المرأة التي أقرتها التشريعات الإسلامية والمؤسسات الحكومية، تجعل من المرأة ألعوبة بيد أهواء البشر خاصة الرجال ضعاف النفوس منهم، فخروج المرأة من منزلها بهدف الدراسة أو العمل لا يعني أنّها أصبحت متاحةً لأنواع البشر وأنّه بإمكان ضعاف الإيمان التعرض لها أو التحرُش بها.
ضمنت الشريعة الإسلامية لكِ أيتها المرأة حقك في التعليم ولكن بشرط عدم الانصياع وراء الكلام المعسول أو الاختلاط بالرجال بكافة مراكزهم، وإنّما حتَّمت عليكِ اتباع التشريعات الإسلامية وارتداء الملابس الساترة والتي تحميكِ من كافّة أشكال التعدّي عليكِ سواءٌ أكان في المدرسة أو في الجامعة أو في الطرقات.
يُمكنكِ أيتها المرأة الخروج من المنزل بقصد العمل وكسب رزقكِ خارج المنزل، فقد أُتيحت لكِ العديد من المجالات التي يُمكنكِ العمل ضمنها مثل؛ المدارس والجامعات والمستشفيات والمجالس البلدية والعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة بشرط التقيد بشروط الشريعة الإسلامية والالتزام بكافة القواعد الشرعية.
كما ينبغي على المرأة عدم الضحك بصوتٍ مُرتفع ومُمازحة الرجال ومُجاراتهم في الأحاديث الهابطة أو الجلوس معهم وتناول الطعام والشراب، كي لا تُتيح لهم الفُرص للاقتراب، مما يُسوِّل لهم التعامل معها بأساليب خارجة عن الأدب أو فتح المجال أمامهم للتلاعب بمشاعرها وأفكارها وبالتالي تشويه صورتها أمام الآخرين.
قام العديد من الرجال في شتّى المناصب باستغلال حقوق المرأة في تسيير مصالحهم وأهوائهم المتعددة حيثُ استغلوا المرأة ومكانتها في المجتمع، بهدف تحقيق مآربهم الدنيوية ومصالحهم في العمل، غير مُهتمين بنظرة الآخرين لهم ولا بأحكام الشريعة الإسلامية عليهم.
اشترط بعض أصحاب النفوس الضعيفة، على المرأة التي ترغب بالتقدم للوظيفة بعض الشروط المنافية للإسلام والفطرة البشرية السليمة، مثل خلع الحجاب ولبس ما يصفُ وما يَشِف، بهدف تحسين صورة المكتب وجذب الزبائن، ظنًا منهم أنّها الطريقة الأفضل لكسب الرزق مُتناسين وعد الله لهم.
حقوق المرأة صارت صراعًا بين أهل الخير والشر
بعدما زاد الاهتمام بحقوق المرأة صار الأمر صراعًا بين أهل الخير وأصحاب الشر، أهل الخير الذين يُريدون التقدم والصلاح لأحوال المرأة، وأهل الشر الذين أرادوا استغلال هذا الأمر بما يتوافق مع مصالحهم، يسعى الكثيرون من أهل الصلاح إلى مساعدة المرأة والوقوف إلى جانبها، وحمايتها وضمان حُصولها على حُقوقها كافة، فيسعون دائمًا للدفاع عنها والتحدث عن كل ما يخصها من قضايا.
شاهدتُ في كثيرٍ من المحافل المُجتمعية والندوات العالمية من يُنادون بنصرة المرأة والدفاع عن حقوقها، فقد أعدوا الكلمات وجهزوا العبارات وصعدوا يتحدثون في شؤونها، ويُناقشون بعض الظلم والقهر الذي يتعرضن له، وكيفية التعامل مع حالات العنف ضدها، أو من كتبوا عنها في الكتب والحكايات وأدرجوا المقالات الغنية بالحديث عنها وعن مناقبها.
تحدثوا عنها أمًّا وأختًا وزوجةً وحبيبةً، رفعوا من شأنها وحثوا العالم على احترامها وصونها وحمايتها، كما أقرت الشريعة الإسلامية، وكان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان وما زال خير قدوة للبشرية يُعلمنا كيفية التعامل مع المرأة ويحثنا بالابتعاد عن السلوكيات السيئة.
كما أمرنا خير البرية باحترامها وقد كان له صلى الله عليه وسلم مواقف جمّة في مُعاملة المرأة وتُوقيرها، وقد كان عادلا بين نسائه مُحبًا لهن، يستشيرهن في بعض القضايا، ويأمرهن بالإجابة على تساؤلات النساء الخاصة، وفي هذا مكانة عظيمة لهن، فقد كان يثقُ بآرائهن وهن اللواتي اجتهدن في تعلم الدين الإسلامي من منبعه الصافي.
أمّا أهل الشر فقد دأبوا على تشويه صورتها والمساهمة في انحرافها عن الطريق القويم من خلال الملابس الكاشفة، أو من خلال الدعوات والبرامج الهابطة، فقد دسوا السم في العسل، وأرسلوا لها كل ما يُحرفها عن الدين القويم من محطات إذاعية لا تبث إلا الفتنة والرذيلة ولا تُعلم إلا الفساد.
خدعوها بقولهم أنتِ الحسناء الجميلة التي لا ينبغي لها أن تخفي جمالها، والخروج والسهر واللهو واللعب والمرح كي تُرفه عن نفسها، وكي لا تكون عرضةً للظلم والقهر، بحجة أن في حجابها وعفتها ومُحافظة ذُويها عليها ظُلمٌ كبير وأسىً عظيم.
الحفاظ على حقوق المرأة هو حفاظ على دوام المجتمع
أخيرًا يُعتبر الحفاظ على حقوق المرأة من أهم سُبُل المحافظة على دوام المجتمع وتقدمه، وذلك لأنّ المرأة تُعتبر اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات؛ فهي الأم والزوجة والأخت والمربية التي يقع على كاهلها العديد من المسؤوليات التي تُسهم وبشكلٍ كبير في بناء المجتمع والمُحافظة على رفعته وتقدمه.
تمتلك الأم دورًا استثنائيًا في تربية أبنائها على الفضيلة والصلاح والأخلاق الرفيعة، كما تحرص المعلمة على تعليم طلبتها الصغار والكبار كافة المناهج الدراسية، ولا يتوقف دورها عند هذا الحد إذ تقوم المعلمة أيضًا بتعليمهم كيفية التعامل مع الآخرين واحترامهم.
الله عز وجل وعدنا بالبركة في الرزق والمال والأولاد والصحة والعافية بشرط التزامنا بقواعد الإسلام الصحيحة والتعفف عن فعل المنكرات والتعاملات البنكية الربوية، وغيرها من المحرمات التي تجلب الشر وتُمحق البركة من المال والعمل، فليس اللجوء إلى الطرق المقيتة هو الحل الأفضل وإنّما اتباع السنة النبوية الشريفة.