موضوع تعبير عن رحلة إلى الفضاء

كتابة:
موضوع تعبير عن رحلة إلى الفضاء


ماذا ينبغي أن أعرف قبل أن أسافر إلى الفضاء؟

السفر إلى الفضاء تجربة ممتعة مليئة بالسحر والدهشة، وقبل أن يقرّر شخصٌ ما السفر إلى الفضاء لا بدّ أن يتعرف إلى العديد من الحقائق المتعلقة بهذه الرحلة المليئة بالغرائب والمغامرات، ينبغي عليّ قبل الذهاب إلى الفضاء معرفة الأخطار والتحديات التي ستواجهني في هذه الرحلة، وخاصة التحديات الصحية، فالفضاء الخارجي لا يوجد فيه جاذبية أو تكاد تكون معدومة مقارنة بجاذبية كوكب الأرض، وهذا يعني أنني بحاجة إلى تحضيرات خاصة تساعدني على تخطي موضوع الجاذبية.


كما أنّ الفضاء لا يوجد فيه أكسجين، والهواء فيه معدوم، وليس من الممكن أن أتنفس بشكلٍ طبيعي، وكي أتنفس يجب أن يتم تزويدي بأسطوانات خاصة للأكسجين كي أستطيع التنفس، وعلي أن أعرف الطريقة التي يتم تزويد الأسطوانة الخاصة بي بالأكسجين وألّا أنسى هذا الأمر نهائيًا.


لقد دهشت عندما عرفت أنني لا أستطيع أن أتناول طعامي بشكلٍ اعتيادي في الفضاء، فالطعام هناك يجب أن يكون طعامًا خاصًا ومجففًا لا يحتوي على الماء أبدًا، وأتناوله بطريقة خاصة، وهذا ينطبق أيضًا على قضاء الحاجة الذي يكون له طريقة خاصة في الفضاء وليس كما هو على كوكب الأرض، وفي الفضاء أيضًا لا يمكنني النوم بالطريقة الاعتيادية، ومن الممكن أن أعاني من العديد من الأعراض المؤلمة مثل: الأرق والصداع، وغيرها من الأعراض الأخرى التي من الممكن أن تحصل لي أثناء بقائي في الفضاء الخارجي، وعندما أعود إلى كوكب الأرض من الممكن أن أواجه صعوبات عديدة أهمها إعادة التأقلم على الحياة على كوكب الأرض.


مِن التحديات الصحية الصعبة التي ممكن أن أواجهها الألم في العضلات وهشاشة العظام، كما يتوجب علي ارتداء ملابس خاصة في الفضاء طوال مكوثي هناك؛ لأن الملابس العادية غير مناسبة، وعليّ أن أكون على علمٍ أنه في الفضاء الخارجي لا يوجد حرارة كما هو الحال على كوكب الأرض، وهذا كله يتطلب ملابس وأدوات خاصة علي أن أرتديها طوال الوقت وألّا أفكر أبدًا في التخلص منها، كما أنّه لا يمكن استخدام الهاتف النقال أو الاتصال بمن أريد في أي وقت، بل يمكن ذلك فقط عن طريق تقنيات خاصة ومرتبطة بالمحطات الأرضية، وعليّ أن أتأقلم مع غيابي وانقطاعي عن الناس لفتراتٍ طويلة، وألّا أفقد تركيزي بسبب هذا.

كيف أستعد لرحلتي إلى الفضاء؟

منذ صغري وأنا أحلم في أن أكون رائد فضاء أو أن أذهب في رحلة إلى الفضاء الخارجي وأخوض هذه التجربة الرائعة، وها هو حلمي يقترب من التحقق، وكي أستعد لرحلتي في الفضاء علي أن أتلقى تدريبات مكثفة في البداية، وأن أتعلم كيفية التحكم بالأجهزة والأدوات اللازمة في الفضاء الخارجي، وعلي أن أخضع للعديد من الفحوصات الطبية اللازمة قبل مغادرتي كوكب الأرض لأعلم إن كنت قادرًا على التأقلم مع الرحلة إلى الفضاء أم لا، وعليّ أن أتحلّى بالصبر الكبير، خاصة أنّ الرحلة إلى الفضاء الخارجي تكون طويلة جدًا، ويمكن أن تمتد إلى عدة أشهر.


من الضروري أن أعرف كيفية السيطرة على مشاعري بالشكل الصحيح، وأن أحافظ على رباطة جأشي، وأعرف كل شيء بدقة؛ لأن الخطأ غير مقبول في الفضاء الخارجي، وعلي أن أعرف جيدًا أن جميع الاحتمالات ممكنة في الفضاء، ومن الممكن أن يحدث أي طارئ وأضطر للعودة إلى كوكب الأرض.


عليّ أن أجرب ارتداء البدلة الخاصة برواد الفضاء لساعات طويلة كي أتعلم وأتدرب على الحركة بها، خاصة أن الحركة فيها تكون صعبة ومتعبة جدًا، إذ يجب أن أرتديها في اليوم الواحد سبع ساعات على الأقل للاعتياد على الضغوطات الكثيرة التي يتعرض لها رواد الفضاء، وهذا الأمر غاية في الصعوبة، ويجب أيضًا أن أتعلم أساسيات التعامل مع المركبة الفضائية، وأن أخضع لعدة دورات تدريبية لتعلم أشياء عديدة مثل: علوم الفضاء وكل ما يتعلق الرحلات الفضائية، بالإضافة إلى التعرف على الإجراءات الطبية التي عليّ أن أقوم بها إذا استدعى الأمر، وأن آخذ دروسًا في اللغة، وأن أعرف كيف أتفاهم مع الفريق المرافق لي من رواد الفضاء.


قبل أن أسافر في رحلة إلى الفضاء يجب أن أجري تمارين معينة تُعينني على الحياة هناك، وأن أخضع للعديد من التمرينات في هذا الشأن وأن أتعلم تحريك الأجسام الكبيرة، إذ إنّ هذا الأمر سهل جدًا في الفضاء لسببين، السبب الأول أن الفضاء الخارجي ليس فيه جاذبية، والسبب الثاني هو انعدام احتكاك الأجسام، مما يسهل عملية تحريكها.


للتدرب على الأنشطة المختلفة التي سأقوم بها خارج المركبة الفضائية عليّ أن أخضع لتدريبات خاصة في برك مملوءة بالماء، فالفضاء فيه الكثير من الدهشة، وعلي أن أعي جيدًا أنني أخوض تجربة فريدة من نوعها لم يجربها إلا عدد قليل من الناس، ومن حسن حظي أن أتيحت لي هذه الفرصة التي سعيت كثيرًا لأجلها، فأنا ذاهبٌ إلى الفضاء لاستكشاف ذلك العالم المجهول والبعيد جدًا، ولكشف الحقائق عن الكواكب والنجوم والأقمار المنيرة التي نراها من الأرض.

مشاعري التي أعيشها في الفضاء؟

منذ أن انطلقت رحلتي إلى الفضاء في المكوك الفضائي شعرت بالكثير من المشاعر المختلطة، إذ شعرت بأنني أعيش تجربة فريدة من نوعها، وشعرت بالحماس الكبير الذي تملكني منذ اللحظة الأولى للانطلاق، وكنت أتخيل كيف سأشعر وأنا أبتعد عن كوكب الأرض، وكيف أن المركبة الفضائية ستخترق الغلاف الجوي لتبدأ رحلتنا إلى الفضاء الخارجي، وما إن وصلنا إلى النقطة التي أردنا الوصول إليها في الفضاء ورأيت كوكب الأرض شعرت بإحساسٍ غريب، خاصة أن كل من أحبهم يعيشون في هذا الكوكب المليء بالحياة، وتعجبت كيف أن الفضاء الخارجي ليس فيه أثر للحياة وليس فيه جاذبية ولا هواء، وحمدت الله على نعمة كوكب الأرض.


يبدو مظهر النجوم في الفضاء الخارجي مدهشًا، إذ شعرت وأنا أراقبها بأنني أرى حبات من اللؤلؤ المنثور في السماء، أما لون السماء فهو في الفضاء أسود يبعث الرهبة والوحشة في النفس، وليست كما تبدو من الأرض زرقاء اللون، وما إن هبطت المركبة الفضائية على سطح القمر حتى شعرت بمشاعر غريبة جدًا، فهذا القمر المنير الذي يحبه جميع الناس ويعتبرون أن قمة الجمال لم يكن إلا مساحة ضخمة من الصحراء المليئة بالرمال والكثبان الرملية والصخور والبراكين الخامدة.


كما أن الجاذبية على سطح القمر أقل بكثير من الجاذبية على الأرض، ولا يوجد هواء ولا ماء على سطح القمر، أما الأرض فتبدو مثل كوكبباللون الأزرق، لقد شعرت وأنا أراقب كوكب الأرض بأنني أرى كوكبًا يضجّ بالحياة، وأن الله تعالى ميزه عن سائر كواكب المجموعة الشمسية بهذه الميزة.


توقفت المركبة الفضائية على سطح الكوكب الأحمر، وهو كوكب المريخ أحد كواكب المجموعة الشمسية وتعطيه أكاسيد الحديداللون الأحمر المميز، وهو كوكب بارد ليس فيه حياة، وتجري العديد من الرحلات الفضائية أبحاثًا عدة لمعرفة إن كان فيه ماء أو لا.


تبلغ أعلى درجة حرارة على سطح كوكب المريخ ما يقارب 27 درجة مئوية، أما أقل درجة حرارة على سطحه فهي 133 درجة مئوية تحت الصفر، وهي درجات متدنية جدًا لا يمكن تحملها بشكلٍ اعتيادي، وربما بسبب بعده عن الشمس، كما أن الضغط الجوي على سطح كوكب المريخ منخفض، لهذا لا يوجد ماء سائل على سطحه، لقد كنت أظن أن النجوم والكواكب قد تكون قريبة من بعضها البعض، لكنني اكتشفت أنّها بعيدة عن بعضها.


في الفضاء الخارجي أدهشني تعاقب الليل والنهار في الفضاء، فهو لا يشبه تعاقب الليل والنهار على سطح الأرض، إذ إنّ طول الليل في بعض الكواكب قد يمتد إلى أشهر عدة، وذلك بحسب دورة الكوكب حول نفسه، والمثير للدهشة أن بعض الكواكب لها عدة أقمار وليس قمرًا واحدًا فقط، بعكس الأرض التي لها قمر واحد فقط، لقد اكتشفت العديد من الأسرار والغموض الذي كانت يكتنف أفكاري حول الفضاء الخارجي.


الفضاء مليء بالدهشة التي لا يمكن احتواؤها والاطلاع عليها بمجرد رحلة واحدة، والإحساس الأكثر تأثيرًا عندما يكون الشخص في الفضاء ويرى الأرض بعيدة عنه، هو إحساس ربما بالغربة، أو إحساس بالخوف من عدم العودة إلى الأرض مرة أخرى، وإحساس بالفقد لأن من يكون في الفضاء يشعر ببعد المسافة بينه وبين جميع من يحبهم، وعليه أن يعي جيدًا أن المركبة الفضائية التي تنقله قد تتعرض لأي خطأ طارئ في أية لحظة، وهذا كله بأمر الله، وعلى كل شخص يخوض هذه التجربة الفريدة أن يتوقع كل شيء.

5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×