موضوع تعبير عن رحلة مدرسية للصف الخامس
تعدّ المدرسة هي المؤسّسة الأولى التي تُنشِئ الطِّفلَ، وتكون المسؤولة عن حوالي 80% من شخصيَّته عندما يكبر، فالقيم التي تُغرسُ في الطال تستمرُّ معَه في حياته، ولا يَنساها لأنَّه نشأ عليها في وقتٍ مبكّر، وتعدّ الرِّحلة المدرسيَّة هي وسيلة ترفيهيَّة للطالب، لكي تروِّح عن نفسه كلّ ما يعانيه من مشاق الدِّراسة، وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن رحلة مدرسية للصف الخامس.
تبدأ هذه القصَّة من اللحظة الأولى التي تُعلن فيها الإدارة عن القيام برحلةٍ مدرسيَّةٍ، فيتسابق الأطفال للتَّحضير لهذه الرِّحلة، فيبدؤون بتوزيع المهام فيما بينهم، ما بين التَّحضير لبعض التَّسالي، والألعاب التي سيقومون بها، ويشتركون في لعبها فيما بينهم، وأصناف الطَّعام التي سيأتون بها، وتقسيم الوقت ما بين الفطور، والاستمتاع بمناظر المكان الذي سيذهبون إليه، والرَّكض، والمرح، وبعض الرّقصات، والأهازيج.
في مساء يوم الرِّحلة سيبدأ الأطفال بتعليب، وتغليف أطعمتهم، والأشياء التي اتَّفقوا على إحضارها، وسيحزمون حقائبهم، ويرتِّبونها، لكن سرعان ما سيراودهم ذلك الشكُّ الطفولي في إعادة تفقُّدِ أشيائهم مرَّاتٍ، ومرَّات، وستأتي بعدها المرحلة الأصعب التي تكمن في اختيار الملابس التي ستحظى بشرف حضور هذه النُّزهة المشوِّقة، فيودُّ أحدهم لو يأتي بجميع ملابسه فيحملها على ظهره، ويبدِّل فيما بينها مرَّاتٍ، ومرَّات، وأخيرًا ستتحقّق تلك الخطوة المحيِّرة، وسيختارون ملابسهم الجميلة التي سترافقهم، فيضعونها إلى جانب رؤوسهم ويبدأ ليلهم السَّعيد فأحلامهم في هذه الليلة لا تشبه أيَّ ليلةٍ مضت.
وستشرق شمس ذلك اليوم، خيوطٌ ذهبيَّةٌ لا تشبهُ في إشراقها أيَّ يومٍ آخر، فيبدو أنَّ الشَّمس تشاركهم فرحتهم لهذا اليوم، فيصعدون وسائل النَّقل فرحين، كطيورٍ لا تقوى قدماها الصَّغيرتان على حملها، فيفضِّلون الطَّيران في تلك الأجنحة الوهمية التي نُسجت من بعض من أحلامهم الصَّغيرة، فيبدؤون بترديد الأغاني الطُّفوليَّة الشَّعبيَّة، والضحكات العالية حتى وصولهم إلى المكان الموعود، فتبدأ رحلتهم بتجهيز طعام الإفطار، المهمّ في هذه الوجبة عندهم ليس إتقانها، بل مرحهم، ومزاحهم في أثناء تحضيرها، ثمَّ تبدأ ساعة اللعب، فهؤلاء يلعبون بكرة القدم، وقد انقسموا إلى فريقيْن وحكّموا بينهم حُكمًا عَدْلًا، وأخذت الفتيات زاويةً خاصَّةً بهم يتبادلون الهمسات، والضَّحكات، ويلعبون لعبة الحبل، كنجومٍ تتلألأ في سماء هذه النُّزهة.
اليوم ولأوِّل مرَّةٍ سيرون السَّاعة تركض سريعًا، والوقت ليس من صالحهم، فيعودون مساءً منهكين تقاسموا من شقاوة الحياة ما قسم الزَّمان لهم، فيخلدون إلى أسِرَّتهم منهكين، إنَّ هذه الكلمات لا تمثل فقط موضوع تعبير عن رحلة مدرسية للصف الخامس بل هي ذكرياتٌ خُطَّت في قلب كلِّ طالبٍ عايش مقاعد الدِّراسة، فكان له نصيبٌ من فرحها، وروعة جمالها.