موضوع تعبير عن سد النهضة

كتابة:
موضوع تعبير عن سد النهضة

المقدمة: سد يعانق النيل الأزرق

النيل الأزرق الذي كان سببًا في خروج البلاد من أزماتها، ذلك النيل الذي يحنو على الأرض كالأم على وليدها، فينحني متى شاء عطفًا منه، ويستقيم متى أراد برأي منه، ليأتي سد النهضة كواحد من المشاريع التي تُسهم في إنقاذ الكثير من أرواح البشر.

ذلك السد الذي يُعانق مياه النيل ليكونان معًا كالشيء الواحد، فلا يفترق كل منهما عن الآخر، بغية إفادة الآخرين، سد يقف مثل الصخرة الشماء، من أجل حماية دولة تستجدي الحياة، فكان النيل خير مَن قدّمها لها بعد جهد ومساعدة وأمل بالتغيير ونظرٍ إلى المستقبل الواعد.

العرض: سد النهضة آثار تثني عليها الطبيعة

لم تقف دولة أثيوبيا مكتوفة الأيدي إزاء مشكلات شعبها، بل حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تقف معهم، وأن تقدم لهم اليد الحانية العطوف، بعد أن عانوا من شظف العيش، وقلة الموارد، وتعب الحياة وكدها، فما كان منها إلا أن قررت حكومة أثيوبيا بالاتفاق مع الدول التي تطل على نهر النيل أن تقيم مشروع سد النهضة الذي أطلق عليه أيضًا اسم سد الألفية، إنّ هذا السد سيُسهم في زيادة الكهرباء المقدمة للدول بشكل عام، وإلى أثيوبيا وحدها بشكل خاص التي باتت تعاني بشكل واضح من قلة الموارد لديها.

خلق الله تبارك وتعالى الطبيعة من أجل الإنسان، وجعل نظامها قائمًا من ألفه إلى يائه من أجل خدمة الإنسان وحده، ووهب الإنسان عقلًا ليفكر في الطريقة التي يُمكنه من خلالها استثمار الطبيعة من أجل تسيير حياته اليومية، إنّني لما أتأمل مشروع النهضة أجده مشروعًا يحمل من الحياة شيئًا عظيمًا لشعوب تلك الدولة التي اعتادت العتمة، وكأنّها صارت في موعد مع الظلام كل يوم لا يُمكن أن ترى طريقها، أو ترى بصيص الأمل والنور.

إنّ الطبيعة لتقف صامتة من الإجلال الذي يحوزه ذلك السد العظيم، كم من آيات الجمال ستُكتب لما يقف ذلك السد شامخًا كرجل قوي يُدافع الماء في كل يوم وتُدافعه من أجل الوصول إلى النور، النور الذي لا يُمكن للإنسان أن يحيا من دونه مذ اكتشف النار وحتى يومنا هذا، عدا عن أهمية السد العظيمة في تدفق المياه أكثر على مصر حاضنة النيل وأمه، حيث إنّ السد يقلل من كمية تبخر المياه، وخاصة أنّ شمس مصر حارة جدًّا، وبالتالي فإنّ كمية التبخر تكون عالية جدًّا في كل يوم.

تخوّفت مصر أمنا الثانية من ذلك المشروع، وخافت أن يُلحق الضرر بها، خاصة في تقليل نسبة المياه المتدفق إليها، لكن بعد إجراء مجموعة من الدراسات تبيّن أن شيئًا من ذلك لن يكون، مصر مهد كل حضارة صديقة للجميع، تبقى شامخة وتحنو على كل أرض من حولها، فلا تمانع من وصول الخير إلى مَن حولها، ومن وجهة نظري، فإنّي أجد كل مشروع يُمكنه أن يساعد الإنسان، ويساهم في تحسين حالته، فلا بدّ من إقامته شريطة ألا يكون مضرًا للطبيعة.

بدأ تشييد ذلك المشروع في عام 2011م، وهو من الضخامة بمكان؛ حيث لا يُمكن أن ينتهي في يوم ولا في يومين، بل إنّه يحتاج إلى فترة من الزمن، فصحيح أنّ العمران انتهى لكنّ تعبئة المياه في الخزان بدأت في عام 2020م، وقد ذكرت المصادر أنّ المدة الزمنية التي يتطلبها انتهاء تعبئة المياه ما بين عشرة أعوام إلى خمسة عشر عامًا، وفي رأيي لا بدّ لكل إنسان غيور على البلاد العربية محبًا لخيرها أن يكون مشجعًا لذلك العمل الذي يُمكنه أن يساعد كثرًا من الناس الذين لا يعرفون ما معنى الكهرباء حتى هذه اللحظة.

الخاتمة: سد النهضة خطوة نحو تقدير المياه

أخيرًا، يُمكن أن يقدم هذا السد كثيرًا من الأمور النافعة مثل: تسليط بعض منه على الأراضي الزراعية عبر أقنية صغيرة؛ فتروى المزروعات دون أن يكون هناك جهد مذكور للإنسان، لا بدّ من التطلع دائمًا للوصول إلى دفة التطور والاستفادة من الخبرات في هذا المجال، ويمكن كذلك الاستفادة من هذا السد للشرب عبر تكرير المياه، وجعلها صالحة للشرب مثل الكثير من الدول المتقدمة، نعم الإنسان هو محور الخير على الأرض منه يُبتدأ وإليه يُنتهى.

5223 مشاهدة
للأعلى للسفل
×