شخصية طبيب الأسنان
مهنة طبيب الأسنان من أرقى المهن على الإطلاق، وهي منالمهن التي تتطلّب احترافية عالية ودراسة مكثفة حتى يكون الطبيب ماهرًا في علاج مرضاه، لهذا فإنّ من أهم ما يجب أن يتميز به طبيب الأسنان أن يكون لديه شخصية محبوبة، تُساعده في تخفيف حدة التوتر لدى المرضى الذين يتعالجون على يديه، خاصة أنّ معظم الناس ينظرون إلى طبيب الاسنان نظرة رعب وخوف، نظرًا للألم الذي يُرافق عمليات علاج الأسنان، كما أنّ شخصية طبيب الأسنان من المفترض أن تكون شخصية ثابتة قادرة على التعامل مع الحالات الطارئة بسهولة وثبات، بالإضافة إلى امتلاك طبيب الأسنان القدرة على طمأنة المرضى لتجنب إصابتهم بالهلع أثناء رؤيتهم لأدوات حفر الأسنان وخلعها.
تتميّز شخصيّة طبيب الأسنان الناجحة بأنه شخص قيادي يستطيع أن يُعالج المرضى بكل سهولة، وإقناعهم بأن يتلقوا العلاج مهما كان صعبًا، خاصة أنّ علاج الأسنان يتطلّب فتح الفم والخضوعللتخدير في معظم الأحيان، وهذا بحدّ ذاته يُشكّل قلقًا كبيرًا بالنسبة للمرضى، ومهنة طبيب الأسنان مهنة سامية ونبيلة تدعوه إلى أن يُخفف الألم بأقل الخسائر، وأن يضع ضميره المهني وأمانته العلمية نُصب عينيه أثناء معالجة مرضاه، فيُعالجهم بإخلاص كبير، وأن يُحاول الحفاظ على صحةأسنانهم وعدم إجراء أي علاج غير ضروري قد يُسبب خسارة الأسنان، فالناس عادة يذهبون لطبيب الأسنان تحت ضغط الألم، أي أنّ ذهابهم إليه ضرورة ملحة يجب أن يضعها طبيب الأسنان نصب عينيه.
مسؤوليات طبيب الأسنان
مسؤوليات طبيب الأسنان كبيرة ومهمة في الوقت نفسه، وأوّل هذه المسؤوليات أن يُحافظ على مهارته وعلمه، وأن يحرص على تلقّي التدريب المناسب والمكثّف قبل أن يبدأ بعلاج أسنانالمريض، لضمان حصوله على احترافية عالية، كما يجب أن يُواكبالعلم والتطوّرات وآخر الاكتشافات التي يتوصل إليها طب الأسنان في العالم، ويجب عليه أيضًا استخدام أفضل المواد والأدوات في علاج مرضاه، وأن يكون أمينًا في استخدامها، وألّا يستخدم مواد رديئة تُسبب آثارًا سلبية على الأسنان المرضى، ومن أهم مسؤوليته أيضًا تقديم الإرشادات الصحيحة لمرضاه، بحيث يُعطي لهم التعليمات اللازمة للحفاظ على أسنانهم من التسوس والتلف.
تعريف المريض بحالة أسنانه الصحيحة وما تحتاجه من علاج أو تكلفة من أهم المسؤوليات التي يجب على طبيب الأسنان الالتزام بها، وأن يستخدم جميع الطرق الممكنة للحفاظ على أسنان مرضاه، كما يجب عليه منح الحرية للمريض في طريقة العلاج التي يُحب أن يتلقاها بحسب الإمكانيات المتاحة، ومثال هذا تخيير المريض بين تركيب جسور للأسنان أو زراعة الأسنان إن كان ذلك ممكنًا، ويجب عليه منح المريض أهمية كبيرة أثناء العلاج، وعدم معاملته بالإهمال واللامبالاة، وفي الوقت نفسه يجب على طبيب الأسنان أن يتحمل مسؤولياته المهنية كاملة تجاه أي خطأ يمكن أن يحصل معه أثناء علاج المريض، وهذا ما تحتمه عليه المسؤولية الطبية.
من مسؤوليات طبيب الأسنان أن يحافظ على الثقة بينه وبين مرضاه، وأن يزرع في داخلهم حب الذهاب إلى طبيب الأسنان وعمل الفحوصات الدورية لأسنانهم، وألّا يكون الذهاب إلى عيادة طب الأسنان عند الإحساس بألم الأسنان فقط، بل يجب أن يكون أمرًا روتينيًا، ويمكن بناء هذه الثقة بتقليل أخطاء الطبيب أثناء العلاج قدر الإمكان، وحرص الطبيب على سلامة المرضى وصحتهم واتباع سبل الوقاية المتعلقة بتعقيم الأدوات المستخدمة بالشكل المطلوب، منعًا لانتقال العدوى بين المرضى، وهذه من أهم الضوابط التي يجب على طبيب الأسنان الالتزام بها.
من واجب طبيب الأسنان أن يكون إيجابيًا أثناء تعامله مع مرضاه وأثناء علاجهم، وألّا يثعطيهم أيّ طاقة سلبية تتعلق بحالة أسنانهم الصحية، لأنّ هذا كفيل بطمأنة المريض ومنحه الرغبة في مواصلة العلاج، ومن مسؤولياته الهامة عرض النصائح اللازمة على المرضى، وإخبارهم بالطريقة الصحيحة التي ينبغي عليهم تنظيف أسنانهم فيها، وتقديم النصائح المناسبة حول استخدام معاجين الأسنان وكل ما يتعلق بعلاج اللثة والأسنان، وعدم التحيّز إلى أي علامات تجارية مقابل الأمانة المهنية، ومن واجبه أيضًا تقديم نصائح مكتوبة وعمل محاضرات إرشادية لمختلف فئات المجتمع، لتعريفهم بأهمية الحفاظ على الأسنان.
من المسؤوليات التي تفرضها مهنة طبيب الأسنان هو أن يكون مطلعًا على السيرة المرضية لكل مَن يتعالج عنده، وأن يسأله عن أي مرض يُعاني منه أو تحسُّس أو أي عارض يُمكن أن يحدث معه أثناء علاج أسنانه، فالمريض الذي يُعاني منمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو التحسُّس من المخدر أو المريض الذي يتناول الأدوية المميعة للدم، يجب أن يكون علاجه مختلفًا عن المريض الذي لا يُعاني من هذه الأمراض، وحرص الطبيب على سؤال مرضاه عن هذه الأمور يُشير إلى مهارته واحترافيته وقدرته على الربط بين المرض وطريقة علاج الأسنان الملائمة.
في الوقت نفسه يجب على طبيب الأسنان سؤال المرأة المتزوجة إن كانت حاملًا أم لا قبل أن يبدأ بعلاجها، فمسؤولية طبيب الأسنان تُحتّم عليه أن يُركز في حالة كل مريض بصورة منفردة، لأنّ عدم تتبُّعه لحالة مرضاه قد يُسبّب حدوث أعراض سلبية خطيرة جدًا لا يمكن تداركها، لهذا فإنّ طبيب الأسنان من الأطباء الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة توعوية وعلاجية في الوقت نفسه.
أهمية طبيب الأسنان في حياتنا
لطبيب الأسنان أهمية كبرى في حياتنا، فلو كان هذا التخصص غير موجود لكان ألم الأسنان من الأمور التي تُشكل عبئًا كبيرًا على الناس، خاصة أنّ الألم الناتج عن الأسنان المتسوسة أو التالفة يُعدّ من الآلام الشديدة التي يصعب السيطرة عليها وتُسبّب الكثير من الإزعاج، وإهمال هذا الألم من الأمور غير المُمكنة في معظم الأحيان، بالإضافة غلى عواقب هذا الإهمال الذي قد يُؤدي إلى فقدان الأسنان والتأثير في القدرة على مضغ الطعام، بالإضافة إلى التأثير على قدرة الشخص على الكلام نتيجة تلف أسنانه أو فقدانها وتشوّه مخارج الحروف لديه، بالإضافة أيضًا إلى تشوّه المنظر الجمالي للشخص، فالأسنان تُعطي مظهرًا جميلًا للوجه، كما يؤثر شكلها ولونها على المظهر العام.
يمكن القول إنّ أهمية طبيب الأسنان أهمية علاجيّة وتجميليّة في الوقت نفسه، ووجوده في حياتنا يعني القدرة على التخلُّص من الألم الناتج عن الأسنان، والحفاظ على الأسنان لأطول فترة ممكنة، وتعويض الفاقد منها بالشكل المناسب، وبحسب حالة كل مريض، بالإضافة إلى الحفاظ على جمالها وشكلها وترتيبها، والحفاظ على صحة الفم واللثة بشكلٍ عام، والذي ينعكس على صحة الجسم ككل، وكل من جرّب ألم الأسنان في حياته يُدرك هذه الأهمية العظيمة التي لا يمكن إنكارها أبدًا.
تطوّرت تخصّصات طب الأسنان تطورّا كبيرًا عبر الزمن، نظرًا للحاجة الملحّة إلى جميع التخصصات المتعلقة بعلاج الأسنان وتجميلها، ومن أبرز هذه التخصصات التي أوضحت الأهمية العظمى لهذه المهنة الرائعة: تخصص جراحة الأسنان والفكّين والذي يُعنى بتجميل شكلالفك وتحسينه، وخلع الأسنان الذي لا يكون بالطرق التقليدية، والتخلص من الجذور التالفة والمتسوسة، ومن التخصصات الأخرى المهمة في طب الأسنان تخصُّص تقويم الأسنان الذي له أهمية كبرى في حياتنا من الناحية التجميلية، لأنّ هذا التخصص يُعنى بتحسين الإطباق، ممّا ينعكس إيجابًا على ثقة المريض بنفسه عندما يًصبح لديه أسنان منتظمة ومرتبة، أمّا طب الأسنان التجميلية فأهميته لا تقل عن أهمية باقي تخصصات طب الأسنان، لأنه أيضًا يُحسن المظهر العام للأشخاص.
دور طبيب الأسنان في نهضة المجتمع دور كبير وفعّال، لهذا فإنّ مدح طبيب الأسنان لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء من المسؤوليات العظيمة التي يقوم بها هذا الطبيب بدءًا من تقديم التوعية والمشورة في كيفية الحفاظ على الأسنان، سواء للآباء والأمهات أم للأطفال أم حتى لطلاب المدارس والجامعات، وانتهاءً بعلاج الأسنان وتجميلها بالشكل الصحيح، وأخذ الخبرات والمعلومات اللازمة التي تُساعد في تخفيف الألم عن كل من يُعاني من ألم الأسنان، وليس من الغريب أبدًا أن يكون تخصص طب الأسنان من التخصصات التي يسعى معظم الناس للالتحاق بها.
نظرًا لما تتمتع به مهنة طب الأسنان من الناحية الإنسانيّة بحضور كبير في المجتمع، وعلى الرغم من خوف معظم الناس من الذهاب إلى طبيب الأسنان للعلاج، إلّا أنّه في النهاية هو الملجأ الآمن للتخلص من أيّة آلام يشعر بها المريض أو أيّة أعراض يُعاني منها سواء في الفك أم اللثة أم الأسنان، لهذا من واجب الأهل والمعلمين أن يغرسوا في ذهن الأطفال حب الذهاب إلى طبيب الأسنان بشكلٍ مستمر للاطمئنان على صحة أسنانهم وعلاجها بالوقت المناسب، وأن تكون نظرتهم لطبيب الأسنان نظرة إيجابية.
لقراءة المزيد من الموضوعات، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن مهنة الطبيب.