محتويات
فيروس كورونا فاجأ العالم
جعل فيروس كورونا العالم أجمع يدخل في دوامة من الخوف والرعب، وجعله متأهبًا في أيّة لحظة لهجوم هذا الفيروس اللعين الذي تسبّب بالكثير من القلق على مستوى الأفراد والدول، ممّا جعل الناس جميعًا يتحصّنون في بيوتهم كما لو أنهم يختبؤون من عدوٍ مجهول.
المقلق في هذا الفيروس الجديد أنّ العلماء لم يكونوا يعرفون طريقة هجومه ولا قوته الحقيقية، والأسوأ من هذا كلّه أنّ فيروس كورونا في بداياته كان محاطًا بالكثير من الغموض، كما لو أنّه فيروس ظهر في لحظة هدوء وأحدث صوتًا مدويًا كانفجارٍ هائل فقد العالم السيطرة عليه.
فيروس كورونا جعل الأطباء يدخلون في حيرة غريبة لأنه يؤثر في كل شخصٍ يصاب به بطريقة مختلفة، فالبعض قد لا يشعرون بأيّة أعراض، والبعض يُعانون من أعراضٍ صعبة تودي بهم للموت، قد يبدو هذا الفيروس عاديًا للبعض، وشبحًا مرعبًا للبعض الآخر.
لا أحد يُنكر أنّ فيروس كورونا أحاطت به الكثير من الشائعات التي انتشرت بين سكان العالم انتشار النار في الهشيم، فالبعض صدّق الشائعات والتفت إليها بعقله وفكره، والبعض حاول أن يستند على الآراء العلمية المبنية في بعض الأحيان على الاحتمالات، لكنّ الأهم من هذا كلّه أنّ فيروس كورونا وحّد العالم أجمع وجعلهم في خندقٍ واحدٍ ضدّه.
كورونا أحدث شللًا نصفيًا لأهل الكوكب
كورونا أحدث شللًا نصفيًا لأهل الكوكب، وبقيوا في بيوتهم معتكفين لأشهرٍ طويلة وكأنّ العالم يحبس أنفاسه ليراقب ماذا سيؤول إليه هذا الفيروس، والكثير من دول العالم إن لم تكن جميعها أعلنت العطلة في جميع أنحاء البلاد، وفرضت حظر تجولٍ على السكان كي يُسيطروا على انتشار الفيروس الذي بدا متحمسّا جدًا للانتشار والفتك بالضحايا.
من الأحداث والإجراءات الكثيرة التي ارتبطت بهجوم فيروس كورونا علينا أنّنا امتنعنا عن التواصل الاجتماعي الحقيقي، واكتفينا بالتواصل الافتراضي عبر هواتفنا النقالة، وكأنّ العالم اختبأ في بيته خوفًا من الإصابة بهذا الفيروس الغادر، الذي يأتي للضحايا دون أن يفكر لحظة واحدة، ولا يكتفي بهذا، بل ينتشر إلى كلّ من يقترب من ضحيته.
كورونا بكلّ ما فيه من أفعالٍ دنيئة في جسد الإنسان، لا يكتفي بالإصابة فقط، بل يُدمّر بعض أعضاء الجسم ويُسبب تلفها، وهذا ما حصل فعلًا مع الكثير من ضحاياه حول العالم، حيث تسبّب بالفشل الرئوي لهم، ووضعهم على جهاز التنفس الصناعي، فهذا الفيروس سارقٌ ماهر، يسرق قدرتنا على التنفس بكفاءة عالية، ويأخذ منا الأكسجين.
فيروس كورونا استطاع أن يجعل الأجهزة الطبية تتأهّب كما لو أنّها تواجه معركة شرسة، فوقف الجيش الأبيض في العالم كله وقفة رجلٍ واحد كي يهتموا بالإصابات الناتجة عن كورونا، واستطاعوا ذلك بكلّ عزمٍ وتصميم، رغم أن الكثير منهم أصابتهم العدوى بسبب تعاملهم الدائم مع المصابين، لكن رغم هذا لم يتوانوا لحظة عن عملهم وواجبهم.
فيروس كورونا حصد أرواحًا كثيرة
لاحظتُ أنّ فيروس كورونا حصد أرواحًا كثيرة بأمر الله، إذ جاء إلينا وكأنّه تاجرٌ يبيع أرواحنا للموت، فهو كالقاتل المأجور الذي ينتظر الفرصة المناسبة كي يرمي المقتول برصاص المرض، ويرديه قتيلًا، فكم من عائلة فقدت شخصًا بسببه، وكم من بيتٍ انطفأ فانوسه بسبب هذا الفيروس الذي لا يعرف الرحمة؛ إذ سيظلّ المرض مرهقًا للعالم.
استطاع فيروس كورونا أن يروّع الناس رغم اتخاذهم للإجراءات الوقائية المتشددة، وكأنّ هذا المرض يتسلّل بين الثقوب والشقوق، ويدخل إلى أجسادنا عنوة ليتغلغل في كلّ مكان دون رحمة، لكنّ ثقتنا بالله الشافي المعافي تجعلنا نطمئن بأنّ جهاز مناعتنا سيسحق هذا الفايروس مثل حشرة ضعيفة، ولن يتمكن منا أبدًا.
على الرغم من الخسائر الكثيرة في الأرواح التي خلفها فيروس كورونا، إلّا أنه علّمنا درسًا قويًا وهو أنّ الموت يترصد بنا في كلّ مكانٍ في عصر الكورونا، خاصة إن لم نتخذ احتياطاتنا، إذ إنّ غسل اليدين عدّة مراتٍ في اليوم لم يعد أمرًا نمطيًا عاديًا بالنسبة لنا، وإنما أصبح بمثابة ضرورة حتمية، وإلّا سمحنا للفايروس أن يحتلّ أجسامنا بقوة.
أملُنا الكبير أن يتوقّف حصاد فيروس كورونا للأرواح، وأن يستطيع العلم إيجاد طريقة للقضاء عليه تمامًا، وأن يختفي فجأة كما ظهر فجأة؛ حيث لا يعود له أي مكان بيننا، فكم سرق منّا أغلى الناس الذين نُحبّهم، وكم من روح صعدت إلى باريها وودّعت الحياة؛ فقد انتشر هذا المرض في كل أنحاء العالم، ولم يترك بيتًا إلّا وأخذ منه روحًا عزيزة علينا.
فيروس كورونا وجب التحرّز منه
آخر ما أُشير إليه حول فيروس كورونا، أنّ مفتاح النجاة من هذا الفيروس هو أن نحترس منه ونأخذ جميع الاحتياطات اللازمة تجنّبًا لأخذ العدوى، ويتم هذا من خلال الالتزام بالتباعد الاجتماعي، والاكتفاء بالسلام الكلامي على الأشخاص دون مصافحتهم أو الاقتراب منهم، والبعد عن التجمُّعات التي يكون فيها عدد كبير من الأشخاص قدر الإمكان.
من الاحتياطات التي ينبغي اتباعها لتجنب الإصابة بهذا المرض: غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون ولمدة كافية للقضاء على أيّ وجود لهذا الفيروس، خاصة بعد لمس الأسطح، أو مقابض الأبواب، وقبل تناول الطعام أو الشراب، وبعد العودة إلى البيت، وتعقيم الأسطح بالكحول؛ إذ إنّ الكحول بمثابة المبيد الذي يقضي على الفيروس بكفاءة عالية.
فيروس كورونا يؤثر في كبار السن بشكلٍ كبير، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة؛ لهذا لا بدّ من وقايتهم بدرجة كبيرة، وأخذ الجرعات الكافية من لقاح فيروس كورونا يُساعد في الوقاية من المرض، وحتى وإن حصلت الإصابة فإنها تأتي بأعراض خفيفة نوعًا ما، مقارنة بمن لم يتلقوا أيّة جرعة من اللقاح، مهما كان نوعه.
الوقاية أفضل بكثير من الوقوع بين مخالب فيروس كورونا، الذي لا يُميّز بين كبير وصغير، ولا يعترف بالحدود؛ لهذا يجب الحفاظ على النظافة، وتهوية الغرف والأماكن المغلقة، وتناول الأطعمة التي تقوي جهاز المناعة لزيادة مقاومة الجسم.