تعريف رياضة كرة السلة
إنّ الرّياضة من أكثر الممارسات الجسدية التي يقوم بها الإنسان عبر الزمن، سواء إن كان الغرض من هذه الممارسة المتعة أم المنافسة أم اكتساب مهارة جديدة، وقد تعددت الرياضات وأصبح كثير من الناس يعدّونها أسلوبًا من أساليب حياتهم، فيبدؤون نهارهم ببعض التمارين الرياضية لزيادة النشاط والحفاظ على الدورة الدموية.
قد تعددت أنواع الرياضات حول العالم، من ألعاب القوى إلى الألعاب القتالية، وكذلك الألعاب الجماعية مثل: كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد ورياضة الهوكي، وسوف يُفصّل الحديث عن رياضة كرة السلة، إنّ رياضة كرة السلة تنتمي إلى الرياضات الجماعية، وهي رياضة شعبية قائمة على المنافسة بين فريقين، ويتألف كل فريق من خمسة لاعبينِ، يحاول اللاعبون في كل فريق إدخال الكرة في سلة الفريق الخصم واكتساب النقاط والأهداف.
يعود تاريخ كرة السلة إلى عام 1891م، حيث كان الدكتور الكندي جيمس نايسميث أستاذ التربية البدنية بجامعة ماكجيل الذي قام بابتكار رياضة تُمارس داخل الصالات، يشغل بها طلابه ويحافظ على لياقتهم، وقد طور نايسميث هذه الرياضة ووضع لها قواعد وكانت هي القواعد الأساسية لكرة السلة، إذ قام بتثبيت سلة خوخ على بعد ثلاثة أمتار، وكان يتم استرجاع الكرة بعد كل هدف، وقد كانت هذه السلة أقل فاعلية لذلك تم ثقبها من الأسفل، وبقيت سلال الخوخ مستخدمة حتى عام 1906م حيث تم استبدالها في بسلال معدنية مثبتة بلوحات كانت تعرف بلوحات الهدف.
لوحات الهدف هي لوحة مستديرة أو مستطيلة خلف السلة تمنع ضربات الكرة المتجهة إلى الخارج وترجعها أو تردها إلى داخل السلة، وأدّى هذا في نهاية المطاف إلى تشكل كرة السلة على ما هي في أيامنا هذه.
إن معظم ملاعب كرة السلة مصنوعة من الخشب كما تكون هناك مصنوعة من الصلب تتدلى منها شبكة وهذه السلة مثبتة في لوحة الهدف، إذ يجب أن تكون مرتفعة عن سطح الملعب أربعة أقدام أي ما يقارب 3.5 مترًا وأربعة أقدام، أي ما يقارب 1.2 مترًا من داخل الخط القاعدي، ويشترط في طول لاعبي كرة السلة ستة أقدام وثلاث بوصات؛ أي ما يقارب 1.90 مترًا، ويشترط في طول لاعبات كرة السلة خمسة أقدام وسبع بوصات؛ أي ما يقارب 1.70 مترًا.
فيما يخص قوانين كرة السلة تقسم المباراة إلى أربع أشواط، ومدة كل شوط عشر دقائق، وهذا على صعيد المباريات الدولية، ومدة كل شوط 12 دقيقة على صعيد مباريات دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية، أما فيما يخص مباريات الكليات فتقسم المباراة إلى شوطين ومدة كل شوط عشرون دقيقة ويوجد استراحة بين الشوطين مدتها خمس عشرة دقيقة.
يتألف كل فريق من خمس لاعبين على أرض الملعب في وقت واحد من أصل اثني عشر لاعبًا مسجلين في قائمة كل منهما، والتبديل فيما بين اللاعبين يتم وفق خطط وقواعد يضعها المدرب، ويرتدي كل فريق زيًا موحدًا وتحتسب النقاط عند رمي الكرة من منطقة اللعب ودخولها السلة ثم سقوطها من أسفل السلة، وتحتسب النقطتين عند إدخال الكرة من داخل خط الثلاث نقاط، في حين تحتسب الثلاث نقاط إذا تم إدخال الكرة من خارج خط الثلاث نقاط.
تم إقامة أول مباراة في كرة السلة عام 1892م وشارك فيها تسعة لاعبين، وقد بدأت ممارسة لعبة كرة السلة للسيدات في عام 1892م داخل كلية سميث، حيث قامت السيدة سيندا بالتواصل مع نايسميث لتعرف منه المزيد نظرًا لإعجابها الشديد بهذه الرياضة وامت بتنظيم أول مباراة للسيدات عام 1893م.[١]
مهارات رياضة كرة السلة
إنّ لكل رياضة ممارسة مجموعة من المهارات التي يجب على كل لاعب أن يكتسبها ليتمكن من إتقان هذه الرياضة ويصبح موهوبًا بها، وإنّ لكرة السلة مجموعة من المهارات الأساسية الواجب تعلمها، منها: وقفة الاستعداد وهي أولى المهارات التي يجب تعليمها للاعبين، كما يجب أن يكونوا مستعدين للتحرك في أي اتجاه، وتنقسم وقفة الاستعداد إلى قسمين هما: وقفة استعداد هجومية ووقفة استعداد دفاعية، حيث تعتمد وقفة الاستعداد الهجومية على وضع القدمين وتوزيع وزن الجسم ووضع الرأس والجذع يجب أن يكون في مثلث مع القدمين، ويجب أن تكون الذراعان مثنيتين بجانب الجسم وللأمام ويكون الكفان بارتفاع الكتفين تقريبًا.
لهذه المهاراة خطوات تعليمية وهي: "أداء وقفة الاستعداد الهجومية من الثبات مع الكرة، وأداء وقفة الاستعداد الهجومية مع التنطيط والمشي مع الكرة، وكذلك أداء وقفة الاستعداد الهجومية مع التنطيط من الجري الخفيف مع الكرة"، أما فيما يخص وقفة الاستعداد الدفاعية فهي تعتمد على نفس وقفة الاستعداد الهجومية عدا وضعية القدمين تكون أكثر اتساعًا ويتم تحرك اللاعب لليمين أو للشمال، ولهذه المهارة خطوات تعليمية هي: "أداء الوقفة الدفاعية مع الثبات وتصحيح الأخطاء، وأداؤها مع الحركة البسيطة إلى اليمين والشمال، وكذلك أداؤها مع التحرك مع إشارة المدرب".
من ثم الارتكاز وهي في رياضة كرة السلة نوعان: ارتكاز أمامي وفيه يشير الصدر والقدم باتجاه الدوران، وارتكاز خلفي يشير فيه الكعبان والظهر باتجاه الدوران، ، وكلتا اليدين لأعلى والكوعين للخارج، والعودة لوضع الاستعداد، ومراعاة عامل الاتزان أثناء أداء حركات الارتكاز، ولهذه المهارة عدة خطوات تعليمية هي: "أداء مهارة الارتكاز الأمامي والخلفي مع الثبات، ومع المشي بدون كرة، وكذلك أداؤهما مع التنطيط للكرة".
أيضًا مسك واستقبال الكرة، هذه المهارة مهمة للاعبي جميع المراكز، ويجب التركيز عليها قبل التمرير أو المحاورة أو التصويب، ويجب أن يكون اللاعب خلف الكرة وأن يقوم بحمايتها بعد استلامها، وفي هذه المهارة يجب على اللاعب أن ينشر أصابعه جميعها على جانبي الكرة ويجب استناد الكرة على سلاميات الأصابع وليس على راحتي اليدين ويجب عدم الضغط على الكرة لأنه يسبب توترًا في عضلات الذراعين، مما يقلل القدرة على التمرير أو التصويب.
لهذه المهارة عدة خطوات تعليمية هي: "أداء الحركة بدون كرة، مسك الكرة مع أداء دورانات أمامية وخلفية، وكذلك أداء التمرين على الحائط، وأداؤه نحو الزميل، وأخيرًا مسك الكرة المتدحرجة والمرتدة من الأرض، أما فيما يخص استقبال الكرة فيجب أن يميل الجسم قليلًا باتجاه الكرة، ويجب أخذ خطوة باتجاه الكرة مع انثناء بسيط عند الركبتين، وعندما تصل الكرة تمتد الذراعان أمامًا لاستقبالها واستلامها ويجب سحبها إلى الصدر مع خطوة للخلف.
لهذه المهارة مجموعة من الخطوات التعليمية هي: "أداء الحركة بدون كرة، ثم رمي الكرة عاليًا ثم القفز لاستقبالها، وبعدها تمرير الكرة نحو الجدار والتقدم لاستقبالها، ومن ثم استقبالها من الزميل، ويتم استقبال الكرة من خلال الوقوف في منتصف الدائرة التي يشكلها خمسة لاعبين ثم إعادتها مرة أخرى، وأخيرًا استقبال الكرة المرتدة من الأرض، ومن ثم التمريروالمقصود بهذه المهارة تبادل الكرة بين لاعبين أو أكثر من أعضاء الفريق الواحد، وهي أسرع وأسهل وسيلة لنقل الكرة من مكان إلى آخر في الملعب ولهذه المهارة عدة أنواع في كرة السلة وهي التمريرة الصدرية والمرتدة والتمريرة باليدين من فوق الرأس والتمريرة الطويلة بيد واحدة.
يلي التمرير تنطيط الكرة، ويتم تنطيط الكرة في رياضة كرة السلة باستعمال الذراعين اللتين تمسكان الكرة، والجذع الذي يميل للأمام نحو الكرة ويكون بمنزلة المدافع عن الكرة، وتكون وضعية القدمين واحدة متقدمة عن الأخرى ويكون هناك انثناء خفيف في الركبتين، ويكون الرأس عاليًا ويتم التركيز على النظر على الملعب وتحركات المنافسين، ويتم تنطيط الكرة من خلال مجموعة من الخطوات، وهي: "تنطيط الكرة باليد اليمنى، ومن ثم تنطيطها باليد اليسرى ، تنطيط الكرة مع ثني الركبتين باليد اليسرى ثم باليمنى، تنطيط الكرة من وضع الجلوس، ثم تنطيطها من المشي أمامًا ثم خلفًا، ثم تنطيطها مع الجري إلى الأمام.
أيضًا يوجد التصويب، وفي هذه المهارة يوجد نوعان وهما: التصويب مع الثبات، والتصويب مع القفز، ولكل نوع مجموعة من الخطوات التعليمية، حيث يقوم كل لاعب في التصويب مع الثبات بأخذ الوضع الابتدائي للتصويب، ومن ثم التصويب من الثبات على الحائط، ويقف اللاعبون في قاطرات ويقوم اللاعب الأول من كل قاطرة بأخذ وضع الاستعداد ثم التصويب إلى اللاعب المقابل الذي يقوم بدوره بالتصويب، بعد ذلك يتم التصويب إلى السلة من الثبات، وكذلك يقوم اللاعبون بمسابقة في التصويب من الثبات.
أما التصويب مع القفز فيتم فيه أداء الحركة بدون كرة، ثم يقف اللاعبون في قاطرتين ويتم التصويب من مسافة مترين، ثم من مسافة أربعة أمتار، ثم من مسافة ستة أمتار، وأخيرًا تتم المنافسة بين اللاعبين.
هناك تكنيك يسمى المحاورة بالكرة والمقصود بهذه المهارة: التحكم بالكرة في أي اتجاه وفي سرعات مختلفة، وتؤدى المهارة بحيث تكون القدم اليسرى إلى الأمام والجسم مائلًا قليلًا إلى الأمام، وتكون الركبتان منثنيتين قليلًا ووزن الجسم موزعًا بالتساوي على القدمين، وتكون الذراع موازية للأرض والأصابع متراخية، ولهذه المهارة مجموعة من الخطوات التعليمية أيضًا: "المحاورة باليد اليمنى ثم باليد اليسرى، المحاورة إلى أعلى بارتفاع الوسط وإلى أسفل بارتفاع الركبة، ومن ثم المحاورة ثلاث مرات للأعلى وثلاث مرات للأسفل، وبعدها المحاورة باليد اليمنى ثم نقل الكرة إلى اليد اليسرى والمحاورة بها، بعد ذلك المحاورة مع الجري بسرعات مختلفة، وأيضًا المحاورة مع حماية الكرة بالجسم، وأخيرًا المحاورة بين حواجز.[٢]
يُلاحظ أن مهارات كرة السلة تعتمد بشكل كبير على مهارات خاصة تختلف عن أخواتها من الرياضات الأخرى، ومن هذه المهارات قد تفقد شرطًا أو تصيب اللعبة بخلل.
فوائد رياضة كرة السلة
إن لكل رياضة يمارسها الإنسان مجموعة من الفوائد التي تعود على جسمه بالصحة واللياقة البدنية، وإن كرة السلة لا تقل أهمية عن سائر الرياضات، فتعدّ من الوسائل المهمة للحفاظ على الوزن ومن هذه الفوائد أيضًا: زيادة قوة العظام؛ حيث تسهم رياضة كرة السلة في تقوية عظام من يمارسها، ففيها تطلب أن يقوم الشخص برفع وزنه أثناء عملية الركض والجري والقفز بالكرة في أرض الملعب، وكل هذه التمارين تؤدي إلى زيادة قوة العظام وزيادة نموها وكتلتها، وهذا ينعكس على صحة ممارس رياضة كرة السلة في أثناء مرحلة الشيخوخة؛ حيث تجعل الشخص قادرًا على تجنّب الإصابة في العديد من أمراض العظام.
أيضًا حرق السعرات الحرارية؛ حيث تساعد رياضة كرة السلة على حرق كميات كبيرة من السعرات الحرارية الموجودة فيه، وهذا لأنها تحتوي على تمرينات الركض والجري والقفز والحركات الجانبية السريعة والتناوب في الحركة إلى الأمام وإلى الخلف، وهذه كلها تمرينات تساعد ممارس كرة السلة على الحفاظ على لياقة بدنية عالية.
من الفوائد تطوير القدرة الحركية وتعزيز قوة العضلات، إذ تُحسّن رياضة كرة السلة الحركة عند ممارسها وتنمي قدرتهم الحركية، وتساعدهم على التنسيق بين حاسة اللمس المتمثلة باليد وبين حاسة النظر المتمثلة بالعين، كما تساعد اللاعبين على الحفاظ على تحقيق التوازن في الجسم، كما تقوي عضلات الظهر وعضلات الساق واليد والذراع، كما تقوي عضلات معصم اليد وكذلك عضلات الفخذين.
إن كثيرًا من الأشخاص يعتبرون الرياضة وسيلة لتعلم شيء جديد، وتقول تشارلين أميرة موناكو: "لقد أعطتني الرياضة القيادة والانضباط كما علمتني أن أبقى متواضعة"[٣]
إنّ الرياضة هي كائن حي يعيش فينا ويتطور بتطوير الإنسان لنفسه، فالرياضة عامل أساسي لإسعاد المرء من الداخل والخارج، وهي كفيلة في أن تُغيّر الإنسان نحو الأفضل وتقوّم سلوكه وتفرّغ كل الطاقات السلبية التي تعتريه، وعلاوة على ذلك فإنّ الرياضة هي صديقة الإنسان المخلص في الخفاء.