محتويات
فيها جلال العلم
قال الشاعر:
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ
- وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
هذا ما يتداعى إلى الذهن فور الوصول إلى مكتبة المدرسة الغالية، إذ تشعر بجلال المكان فور الدخول إليه، فتستقبلك أمينة المكتبة بابتسامة هادئة سرقتها من الهدوء الذي يعمُّ المكان، ورائحة الكتب المنتشرة في الأنحاء، والتي تذكّر الزائر بعبق التاريخ، رغم وجود بعض أجهزة الحاسوب الموجودة فيه، والطريقة المنظمّة التي صُفّت فيها الكتب في الرفوف وفق نظام معيّن، والإضاءة الجيدة المناسبة للقراءة، فتنتقل بين كتب والأوراق والرفوف كفراشة تتنقل بين زهور مختلفة الألوان.
السحر يملأ المكان ويذهل العقول
فيها من السحر والجلال والجمال ما يخطف القلوب والألباب والعقول، وبمجرد أن تبدأ رائحة الكتب والأوراق العتيقة بالانتشار في الأنف، حتى يبدأ القلب بالارتعاش حبًا وشوقًا إلى العلم، فمكتبة المدرسة هي منارة العلم الأولى التي يعرفها طلاب المدارس، وهي أول مكان يرى فيه الطالب كينونة العلم، ولذة قراءة الكتب.
هي بحر من الكلمات والحروف، نصطاد منها ما نريد من الكتب، وما نبتغيه من العلم، فبين الكتب العلمية التي تشعر وأنت تقرؤها وكأنك تغوص في محيط كبير من القوانين والقواعد، وبين الكتب الأدبية التي تنقلك إلى عالم ساحر مدهش من الرقة والمشاعر العذبة، وبين كتب اللغات التي تبين لك اختلاف البشر، والتي تبرهن لك أن العالم باختلافه ليس سوى جوهر واحد، وهو قلوب البشر الذين يعيشون فيه.
احترامها احترام للعلم وهيبته
لا يمكن لعقل سوي متزن أن يدخل مكتبة المدرسة فلا يحترمها أو يقدّرها، ففيها من العلم ما يسلب القلوب ويجذب النفوس، ومن الأدب ما تخر له الجبال والنفوس شامخة، كما أنها منظمة مرتبة تبهرك بجمال ترتيبها ونظافته، واهتمامنا بها وبتنظيمها يعكس احترامنا للعلم الموجود فيها، وللكتب التي مرت عليها سنوات طويلة دون أن يصيبها خدش أو ضرر صغير.
وما أن تجلس على إحدى طاولاتها حتى تنتابك الرغبة في القراءة أكثر فأكثر، فتنتقل بين صفحات الكتاب الواحد مشدودًا بعبق العلم وإحساس الأدب الذي يلامس القلب رغمًا عنك، فتذهب لأمينة المكتبة وكلك رغبة في أن تستعير الكتاب الذي شدّك ألهمك.
مكتبة المدرسة كنز فلنحافظ عليها
إن مكتبة المدرسة هي منارة العلم في المدرسة، ففيها تتجمع العلوم، وتلتقي الآداب، وتعانق الكتب بعضها البعض، لذا على روادها والطلاب الذين يدخلونها أن يحترموا حرمتها، فيحافظون عليها، ويلتزمون الصمت فيها، ويسعون لبقائها بأجمل منظر ومظهر، فهي مرآة المدرسة التي تعكس احترام الطلاب للعلم واهتمامهم به، فإن كانت المكتبة مبعثرة ومتسخة دلّت على نفوس طلاب المدرسة التي لا تحترم العلم، ولا تقدّر الكتب، أما إن كانت مرتبة ونظيفة، فإنها تعكس عقول الطلاب الراقية التي تسعى لبقاء المكتبة في أجمل منظر، والتي تقدّر العلم، وترى فيه سبيل التقدم والرفعة.