موضوع تعبير عن مهنة الطيار

كتابة:
موضوع تعبير عن مهنة الطيار

مهنة الطيار

يختار الإنسان دائمًا مهنةً توافق قدراته وميوله، وكثيرٌ من الأشخاص يميلون إلى العديد من المهن منذ طفولتهم، ولكن فيما بعد يختارون مهنةً واحدةً ترافقهم مدى الحياة، ومهنة الطيار هي إحدى تلك المهن التي تملؤها الخطورة والإثارة ولا يستطيعها أي إنسان بل لا بدَّ من امتلاكه للعديد من المميزات التي تتطلبها تلك المهنة الخطرة.


الطيَّار هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحقق حلمه بأن يطير دائمًا بين الغيوم، فما هو حلم للآخرين يكون واقعًا له، فيندمج الطيار مع السماء ليكون واحدًا منها يتناغمان معًا كلوحة فنية بالغة الإبداع والجمال، كذلك فإنَّ الطيَّار يستمتع دائمًا بمراقبة الغيوم من حوله ويعيش أكثر من نصف عمره في الفضاء، ويكون دائمًا هو القيادي المسؤول عن أرواح الآخرين.


قد يظن كثير من النَّاس أنَّ مهنة الطيار سهلة ولا تتطلب ميزات عالية، ولكنّ الطيار يعيش الكثير من الضغوط النفسية؛ لشعوره أنَّه هو الشخص الوحيد المسؤول عن سلامة من حوله في فضاء لا يمكن أن ينقذه منه سوى اللطف الإلهي ثم ما تعلمه من خبرات سابقة على مرّ الأيَّام، ثم يستمتع الطيَّار بمشاهدة الأرض من أعلى فيرى جميع ما تحته وكأنَّه ذرات ناعمة لا قوة لها ولا سلطان، ثم يتذكر الحروب والمشكلات الدولية والأزمات السياسية، فيجد نفسه مُترفّعًا عن كلّ هذا وهو في فضاء واسع لا يشاركه فيه أحد.


لو كان الشخص من مُحبّي السفر المتكرر كثيرًا فستكون مهنة الطيار ملاذًا له، إذ إنَّه سيسافر بشكل مجاني مدى الحياة، وعدا عن ذلك فإنه سيحصل وعائلته على رحلات مجانية من شركة الطيران بين الحين والآخر، وكذلك فإنَّ شعور المتعة لا يوصف حينما يرى الإنسان مختلف البلاد ويزورها فيتعرف إلى الثقافات الأخرى فلا يكون أسير قوقعة بلده أو دولته، ويستطيع بذلك أن يكون طرفًا في تطور الحياة عن طريق تنمية مهاراته المتعددة وتجديدها وصقلها بين الدول، إن مهنة الطيار هي المهنة الوحيدة التي يستطيع أن يكون بها الإنسان حرًّا يطير بشكل حقيقي وليس مجازي، وكثرٌ هم الأشخاص الذين يحلمون بتلك المهنة.


شروط مهنة الطيار

ليس أي شخص يستطيع أن يكون طيارًا بمجرّد أنَّ حلمه كان تلك المهنة، بل للطيار شروط عديدة لا بدَّ أن تكون متوافرة، إذ لا بدَّ للطيار من أن يكون حائزًا على الشهادة في الثانوية العامة، ولا بدَّ أن تكون الثانوية تابعة للتخصص العلمي؛ لأنَّ الطيار سيحتاج إلى معرفة الأرقام وحسابها فيزيائيًا والاطلاع على أهم النظريات في علم الطيران، وبذلك يجب على الشخص أن يكون متمكّنًا علميًّا، كذلك فلا بدَّ للطيار من أن يكون متقنًا للغة الإنجليزية؛ إذ تعدّ هذه اللغة هي اللغة العالميّة في هذا الوقت، وهي كذلك الأشهر على مستوى العالم فيعرفها الهنود والعرب وكذلك مختلف القاطنين في دول العالم.


كذلك فمن المهمّ للطيار أن يكون على اطلاع على اللغات الأجنبيّة بمختلفها؛ لأنَّ عمله قد يتطلّب منه التعامل مع الكثير من الشعوب الذي لا يعرفون اللغة الإنجليزية، وكذلك لو كان الطيار متقنًا للغات أخرى مع لغته الأصلية فإنَّ ذلك سيُمكِّن من وضعه بحيث يستطيع أن يتقدّم إلى وظيفة في دول أخرى مختلفة عن دولته، أو التقدم للعمل على الخطوط العالمية، إذًا لا بدَّ للطيَّار من أن يتابع تطوير نفسه سواء من حيث التدريب المستمر على عمله، أم من حيث تطوير مهاراته الأخرى التي تسهم بتطوير مستقبله في العمل.


بحكم مهنة الطيار التي تتطلّب مسؤولية عالية على أرواح الآخرين لا بدَّ أن يكون حامل تلك المسؤولية سليمًا بشكل تام من الأمراض التي قد تعرض حياته وحياة الآخرين -إن حصل معه حادث- للخطر، وبذلك لا بدَّ للطيار من أن يتجاوز الكشف الطبي تجاوزًا إيجابيًّا بحيث يكون خاليًا من الأمراض العصبية أو غيرها كالسكر أو الضغط أو القلب وما سوى ذلك، وكما تهتم اللجنة بأن يكون الطيَّار سليمًا من النَّاحية الجسدية كذلك فلا بدَّ أن يكون سليمًا من النَّاحية النفسية، ويهتم الخبراء كثيرًا بهذا الأمر، فلو كان ياني الطيار من بعض الأمراض النفسية مثل الانفصام أو الاكتئاب لأثر ذلك كله بشكل سلبيٍّ على الرحلة بأكملها.


كذلك فمن الشروط التي يجب على الطيار أن تتوفّر فيه أن يكون متخرجًا من إحدى الأكاديميَّات المُعترف فيها في مجال الطيران، ويجب أن يكون قد تدرّب على ذلك تدريبًا جيدًا، وعرف مسؤوليات الطيار معرفة تامة بحيث لا يعرض نفسه والآخرين مشكلات قد يصعب الخروج منها، ومن ثم فيجب عليه أن يحرز شهادة تُوثِّق أنَّه قد خضع للتدريب العملي على الطيران، فليس فقط أن يكون مُتدربًا على الطيران بشكل نظري.


كذلك ومن الشروط التي يجب أن تتوفر بالطيار أن يكون شغوفًا بمهنته، فلو لم يكن كذلك فإنَّه لن يستطيع أن يحتمل ضغط العمل الذي سيلحق به، ومهنة الطيار بحدّ ذاتها هي مهنة مليئة بالمغامرات، ولا بدَّ للشخص من أن يتمتع بدقة عالية ومهارة في التعامل مع المواقف الصعبة؛ حتى يستطيع أن يتمَّ مهمته بنجاح.


أخلاقيات مهنة الطيار

إنَّ أي مهة تتطلب أخلاقيات؛ حتى يتم العمل بالشكل المطلوب دون أن يعتدي أحد على أحد أو أن يتعرقل سير العمل، ومهنة الطيار بحدّ ذاتها تحتاج إلى العديد من الأخلاقيَّات التي لا بدَّ للطيار من أن يتحلَّى بها، وذلك مثل الصدق والاعتراف بالخطأ، وهذه من أنبل الصفات الي يجب أن يتحلّى بها المرء في الحياة بشكل عام وفي العمل بشكل خاص، ولا بدَّ للطيار من أن يكون ملتزمًا بمواعيده وبالتوقيت بشكل دقيق؛ لأنَّ الكثير من الأشخاص قد تتوقف كثير من أعمالهم بتأخير ولو دقيقة واحدة، وعادة ما تكون الرحلات منضبطة بالوقت انضباطًا دقيقًا.


كذلك فمن أخلاقيات مهنة الطيَّار ألّا يكشف عن الأسرار التي حدثت أمامه واطّلع عليها، كأن حدثت مشكلة مع أحد من الركاب وما إلى ذلك من الأمور التي يجب أن يكتمها في عمله، ولا بدَّ للطيَّار من أن يتحلّى بالقدرة على احتمال ضغط العمل، فيكف عن الشكوى والتذمّر الذي لا طائل منه، وأن يبتعد عن تقليب زملائه على مديرهم الرئيس وألَّا يكون محراكًا للأذى، كذلك من أخلاقيَّات الطيَّار أن يكشف عن أي مرضٍ قد يصيبه ومن شأنه أن يوقفه عن العمل، وألَّا يخفي من ذلك شيئًا؛ لأنَّه لو أخفى فإنّه سيعرض جميع الأرواح التي تركب معه للمخاطر الجمة، وذلك كله يعد من أهم صفات الطيار الناجح.


من أهم الأخلاقيَّات التي قد يتغافل عنها الكثير من الطيارين هي الروح المرحة في العمل، وأن تكون الابتسامة تعتلي مُحيّاه حتى في أصعب الظروف وأحلك المواقف، وهذه لا تخصّ فقط مهنة الطيار، بل يجب ذلك في أي مهنة مهما علت أو صغرت.


مميزات مهنة الطيار

إنّ مهنة الطيار تحوي على العديد من الميزات التي يتمتع بها الطيَّار مثل شعوره بالفخر والرضا عن ذاته في أنَّه يقود ذلك الكم الهائل من الأرواح في الجو، ويصل بهم بسلام إلى المكان المنشود دون أي أخطاء، كذلك فيحصل الطيار على امتيازٍ لا يحلم به الكثير من الأشخاص وهو رؤيته للعديد من الدول الأخرى والتعرف على ثقافتها والتمتع بمناظرها الخلابة التي تألفها النفوس وترنو لها القلوب.


كذلك إنَّ مهنة الطيار مريحة كثيرًا بالنسبة للعاملين بها، إذ لا يكون الطيار مشغولًا إلا في حين إقامته على رأس عمله في الرحلة، أمَّا باقي الوقت فيستطيع قضاؤه في التنزه مع عائلته أو ربما يستطيع اصطحابهم في رحلة مجانية تقدمها شركة الطيران للطيار الذي يعمل على خطوطها، وقد لا يحتاج الطيار لأن يكون مكان سكنه قريبًا من وظيفته؛ لأنَّه في تنقلٍ دائمٍ بين الدول، وكثير من شركات الطيران تقدم ميزات للطيار بالنسبة للسكن.


كذلك فمن يختار لنفسه مهنة الطيار فسيكون طوال حياته طيارًا، فهو لا يحتاج لأن يبقى دائمًا يغير بين المهن، كذلك مهنة الطيار لا تكون موسميَّة؛ لأنّ جميع النَّاس يحتاجون إلى السفر دائمًا من مكان إلى آخر، عدا عن أنَّ لهذه المهنة أجرًا عاليًا يتقاضاه الطيَّار، ويرتفع ذلك الأجر وينخفض تبعًا لكل شركة ودولة، إذًا فمهنة الطيار هي المهنة الأجمل التي يحاول كثير من الأشخاص الوصول إليها، ولكن قلة أقلاء هم الذين يصلون، وتكثر الموانع التي تقف في طريقهم، فهذا يقف عمره وذاك مرضه وآخر دراسته، ولا بدَّ للحالم بتلك المهنة أن يتبع السبل التي توصل إليها، ومن ثم ينعم بها طوال حياته.


لقراءة المزيد من الموضوعات، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: تعبير عن مهنة المستقبل.

4096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×