محتويات
المقدمة: نهر النيل ثروة حقيقية
نهر النيل أطول بحار العالم ومن أكثرها شهرة، فهو ثروة حقيقية لجميع الدول التي يمر بها، وخاصة جمهورية مصر العربية؛ إذ يقولون إنّ مصر هبة النيل، لتأثير هذا النهر العظيم على مصر كدولة، وتاريخ، وحضارة.
إذ قامت على ضفافه أعرق حضارات التاريخ، وهي الحضارة الفرعونية التي بقيت ملامحها حاضرة إلى اليوم، كما أنّ ثروة النيل الحقيقية تتمثل في مياهه التي جعلت من الأراضي الزراعية التي تستمدّ الماء منه بمثابة جنة حقيقية، خاصة في منطقة الدلتا الخصبة جدًا؛ لهذا فإنّ نهر النيل بحق نهر عظيم.
العرض: نهر النيل مورد الحضارات
نهر النيل مورد الحضارات لأنه السبب في قيام الحضارة الفرعونية؛ حيث استقرّ الإنسان المصري القديم بالقرب من نهر النيل كي يقيم حضارته الخالدة إلى اليوم، وبقيت هذه الحضارة آلاف السنين، وفي الوقت ذاته، كان المصريون القدماء يصيدون من مياهه الأسماك ويعتبرونه نهرًا مقدسًا ويقدمون له القرابين.
كما نشأت حوله مزارع الأرز والقطن والفواكه بمختلف أشكالها، وبنى الفراعنة بالقرب منه القصور، والأهرامات، والمعابد، والمقابر الملكية، واليوم ورغم مرور آلاف السنين لا تزال مياه النيل متدفقة.
نهر النيل هو صاحب الفضل في بقاء الحضارات وتواردها على مصر والدول التي يمر بها هذا النهر، حتى بعد ذهاب الحضارة الفرعونية توالت الحضارات الأخرى على دول حوض النيل حتى وصلت إلى وقتنا الحاضر.
واليوم فإنّ نهر النيل ليس مجرد نهر تُستخدم مياهه للسقاية وأعمال الزراعة، بل نشأت على أطرافه المصانع المختلفة لاستغلال مياهه، كما يُعدّ نقطة جذب سياحي لمصر والدول الأخرى التي يمر بها نهر النيل؛ إذ قامت على ضفافه العديد من المشاريع السكنية والمنتجعات الجميلة.
يُستخدم نهر النيل لتسيير السفن والقوارب سواء أكانت القوارب السياحية أم قوارب النقل المختلفة، وهذا بدوره جعل منه رافدّا اقتصاديًا، وفي الوقت نفسه فإنّ وجود نهر النيل بحدّ ذاته يعد مظهرًا جماليًا رائعًا يُسهم في تلطيف الأجواء وانتعاشها.
كما أنه يزيد من الحركة السياحية بشكلٍ كبير، ويُسهم في إشغال الفنادق والمنتجعات والشقق السكنية الموجودة حوله، فنهر النيل هو بمثابة العلامة البارزة للعديد من الدول، ولا يمكن تصور وجوده دونه، كما قامت عليه العديد من السدود لاستخدام مياهه في توليد الطاقة الكهربائية.
نهر النيل هو وروافده هو مصدر المياه الرئيس وشريان الحياة بالنسبة لمصر تحديدًا؛ لهذا فإنّ الحفاظ على مياهه نقية وعذبة واجبٌ قومي وأخلاقي لا يجوز التغاضي عنه أبدًا؛ لهذا لا بدّ من منع رمي أيّة مخلفات زراعية أو صناعية أو مخلفات بشرية مهما كان نوعها في مياه النيل.
ويجب الحفاظ على مياهه من النضوب، خاصة أنّ ما نسبته 96% من المصادر المائية في مصر تعتمد على نهر النيل، وفي الوقت نفسه تستخدم مياهه في العديد من المجالات أهمها: الشرب، والتنظيف، وغيرها من الأنشطة الإنشائية والصناعية.
نهر النيل مصدر أساسي لرزق العديد من الأسر؛ إذ يتم صيد الأسماك منه وبيعها وزيادة الدخل المادي للكثير من الأشخاص؛ ولهذا يمكن الحفاظ على نهر النيل بإعادة تدوير ما يمكن تدويره من المواد المختلفة وعدم رميها في مياه النيل أو في المناطق القريبة منها.
كما يجب إلزام المزارع والمصانع الموجودة حوله بالتخلص من النفايات بطرق صحيحة تضمن عدم تلويثه، إضافة إلى ضرورة تقليل المواد الكيميائية التي يتم رميها فيه، كما يجب التخلص من المواد الخطرة والمواد التي تحتوي على معادن ثقيلة بعيدًا عنه.
من الضروري جدًا زيادة حملات التوعية التي تدعو للحفاظ على مياه نهر النيل وترشيد استهلاك مياهه بالطريقة المثلى، وتوعية الناس بأهمية هذا النهر ودوره الكبير في بقاء الحضارات واستمرارها، والامتناع عن تلويثه بأي شكل.
خاصة أنّ نهر النيل في الوقت الحاضر يشهد تراجعًا كبيرًا في أعداد الأسماك التي تعيش فيه، كما اختلفت جودة مياهه بشكلٍ كبير وقلت وأصبح فيه الكثير من الملوثات، كما أنّ منسوب المياه في النهر قل مع مرور الزمن، خصوصًا بعد إنشاء بعض السدود الكبرى عليه.
نهر النيل ثروة حقيقة، ووجوده مهم جدًا لاستمرار الحياة على ضفافه، ولو فكرنا جميعًا بأهمية هذا النهر التاريخية ودوره البارز في مختلف مجالات الحياة لأدركنا معنى أن نحافظ عليه من أي تلوث، وضرورة الالتزام بالمعايير البيئية والأخلاقية كافة، التي تجعلنا نحترم أهمية هذا النهر ولا نحاول أبدًا استغلال مياهه بطريقة خاطئة.
خاصة في ظلّ التقلبات المناخية الكثيرة التي تؤثر على منابع النهر وروافده، مما قد يؤثر على كميات المياه فيه بحيث تصبح قليلة مع الوقت؛ لهذا فإنّ نهر النيل نعمة يجب أن نصونها.
إدراكنا لأهمية وجود نهر النيل في المنطقة العربية يجعلنا نشعر بالأمان المائي؛ إذ إنّ الماء في الوقت الحاضر من الثروات المهمة التي تقوم لأجلها الحروب، والحفاظ على هذا النهر يعني الحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار، والحفاظ على الأمن الغذائي والمزارع التي توجد حوله وتعتمد عليه اعتمادًا أساسيًا؛ لهذا فإنّ نهر النيل أمانة في أعناقنا جميعًا لا بدّ من الحفاظ عليها.
الخاتمة: نهر النيل خير لا ينقطع
في الختام، لا بدّ من الحفاظ على نهر النيل، لأنه ثروة حقيقية وخيرٌ لا ينقطع، والحفاظ عليه من التلوث هو أهم ما يمكن فعله لأجله، فهذا النهر العظيم الصامد منذ آلاف السنين هو الرافد الأساسي للحضارة التي بُنيت حوله، ولولا وجوده لاستحالت الأرض التي يمرّ منها إلى صحراء قاحلة.
فالنيل هو سرّ الجمال المتجدد والمنظر الذي يشرح القلب بمجرد النظر إلى مياهه وهي تنساب، وكأنها تختزن في ذاكرتها قصصًا وحكايات تروى شهدها هذا النهر المتجدد بالعطاء؛ لهذا فإنّ الحفاظَ على وجود نعمة نهر النيل واجِب.
