موضوع تعبير عن هدفك في الحياة

كتابة:
موضوع تعبير عن هدفك في الحياة

حدد هدفك في الحياة وانطلق

تحديد الهدف هو أول خطوة في مُواجهة تحديات الحياة؛ وذلك لأنّ هذا التحديد سيجعل الطريق الصحيح واضح المعالم أمامنا، فلا نتعثر بطرقٍ فرعية تُبعدنا عن الهدف، ولا تُلهينا أمور ثانوية ليس من شأنها إلا تأخير وصولنا لهذا الهدف المنشود، وكلما كان الهدف واضحًا ومحددًا كان الانطلاق نحوه أشدَّ ثباتًا ورُسوخًا.

بالرغم من وجود تحديات كثيرة وعثرات ومصاعب ستُواجه الإنسان في طريقهِ لهذا الهدف، إلا أنّ قوة العزيمة والطموح العالي والصلابة ورباطة الجأش هي التي ستقوي انطلاقه وتجعل أفكاره حكيمة في مواجهة كل هذه العوائق، لذلك حدد هدفك وانطلق.

واجه التحديات ولا تيأس

كل طريق نسلكه في حياتنا يكون مزيجًا من الفرح والحزن، اليأس والتفاؤل، السهولة والصعوبة، الخير والشر، كل هذه التناقضات تعترضنا في اليوم الواحد وأحيانًا في اللحظة الواحدة، والإنسان القوي العاقل الحكيم هو القادر فعليًا على مواجهة كل هذه التناقضات، والقادر على التعامل معها، ذلك يعود إلى رسم هدف واضح بكل تفاصيله، فأنت عندما تعرف طريقك وتحفظ تفاصيله ستكون قادرًا على ابتكار الحلول.

اليأس ضيف ثقيل الظل، يتسلل إلى قلبك وعقلك وتفكيرك، فيُثقلك هُمومًا وتعبًا وكرهًا للحياة، لذا يجب عليك أن تكون قويًا وجريئًا في إغلاق بابك أمام هذا الضيف، لأنّه لن يجر وراءه إلا أذيال الخيبة والخسارة والخذلان، فكن قويًا في مُواجهته، ولا تخجل أو تُوجل من إبعاده عن طريقك، ذلك الطريق الذي تملؤه الأشواك ولكن في نهايته تتسع الآفاق.

كي نبلغ هذه الآفاق الواسعة ونُحقق الأحلام الشاسعة لا بُد من مُرورنا في مرحلة سابقة مليئة بالتعب والألم والجهد والصبر، فالثمرة قبل أن تنضج تبدأ أولى مراحل نموها تحت الأرض وفي الظلام، ثم تنبعث إلى النور والضوء والفرح والهواء.

مُواجهة التحديات لا تكون فقط بالأقوال بل بالأفعال التي تُبرهن قُوتنا في مُواجهتها والتغلب عليها، أفعال تتجلى في الصبر والحكمة ورباطة الجأش والحلم عند الغضب، والابتعاد عن التوتر والانفعال الكبير حيال أيّة مشكلة تُواجهنا.

فلا بُد من تأهب مُسبق وتفكير منطقي بأنّ أيّ طريق نحو النجاح لا بُد أن تحفه المصاعب، وعلينا أيضاً تهيئة العقل ليُواجه المصاعب التي تظهر أمامه، فالعامل النفسي له دور مهم في التخفيف من وطأة هذه التحديات.

كما أنّ اختيارنا للأشخاص في حياتنا جزء مهم ومساعد في طرد اليأس، وزيادة التفكير الإيجابي أيضاً يُساعد بالضرورة في مُواجهة صعوبات حياتنا، فليس من الصحيح أن يكون معنا أصدقاء يُسيطر عليهم اليأس والتشاؤم والملل ثم نُحاول جاهدين أن نُواجه الصعوبات التي تعترض طريقنا.

بل لا بُد من صديق يُشد به عضدنا، وتُقوى به عزيمتنا، ويُمسك بتلابيبنا ويقول لنا: أنتم قادرون فلا تيأسوا، وها أنا أقف إلى جانبكم فثابروا في طريقكم إلى النجاح والتميز.

هدفك في الحياة ليس مستحيلا فاستمر

صناعة القادة تتطلب غرس قيم ومبادئ كثيرة منها أن نعلم أنّ كل هدف ننشده ونصبو إليه ليس مُستحيلًا طالما أنّ غيرنا تمكن من تحقيقه، فأفضل طريقة لتحقيق الأهداف وترسيخها هي أن نطرد من قاموس تفكيرنا الكلمات السلبية والمحبطة كالمُستحيل وغير المُمكن والصعب والمُتعب ولا أستطيع.

يجب أن نستبدل هذه الكلمات بكلمات إيجابية مثل: أنا قادر، وأنا أستطيع، وكلي أمل أنّ القادم أفضل، وسأفعل كل ما يُمكنني لبلوغ وتحقيق غاياتي التي أرمي إليها، ومن المهم أن نتحلى بالصبر، فأنت عندما تضع قدمك على أول طريق لتحقيق الهدف عليك أن تقطع عهدًا على نفسك أنك ستستمر حتى الرمق الأخير، فلا يُوجد قوة أو عائق يُمكنه أن يثنيك عن بلوغ الهدف.

علينا أن نُؤمن ونقتنع بأنّ الأهداف التي نسعى إليها قابلة للتحقيق، حتى تثبت وتترسخ في عقولنا وقلوبنا ونجعل منها حلمًا لا يُمكن التنازل عنه تحت أيّ ظرف كان، وهذا يمنحنا قوةً أكبر لنستمر في طريقنا دون تراجع أو نظر إلى الوراء، فالعقل الباطن يتأثر ويبني معطيات حياتنا على ما نقوم نحن بزرعه، فازرعوا آمالكم وطموحاتكم بثبات كي تُثمر ثمارًا يانعةً نديةً.

كلما كبُرَ الهدف كلما علت الهمة وصارت النفس تتوق للمزيد من النجاح، وهذا له دور كبيرفي إقناع العقل والنفس بالاستمرار في طريق الحياة بكل مخاوفها ومصاعبها وتحدياتها، فاجعلوا أهدافكم كبيرةً كي ترقى بكم إلى أعلى القمم.

طالما إنّك وضعت رضا الله نصب عينيك في تحقيق أهدافك وبلوغ غاياتك، فلا بُد من عناد وقوة في هذا الشأن، عناد ضد الصعوبات، وقوة في الصبر والتحمل، فنحن ندفع ثمنًا كبيرًا وقاسيًا لنبلغ أهدافنا، ولكن عندما نبلغها ننسى كل متاعبنا، وتتلاشى تلك الذكريات المؤلمة لتحل محلها حياة جميلة وناجحة.

ستصل إلى هدفك فأنت تستحق

ختامًا، إنّ بُلوغ القمم العالية يتطلب هممًا عالية، ولا يُمكن أن تصل لهدفك إن لم تكن أهلاً له، فأنت عندما حددت هدفك، ورسمت معالمه، وقررت أن تكون قويًا في وجه كل الصعوبات والمهالك والمهاوي والمخاوف، قد عاهدت نفسك أمام هدفك ألا تخذله ولا يخذلك، وقررت الاستمرار حتى الرمق الأخير.

فكل هذا يعني إنّك ستصل إلى هدفك وتحققه لإنّك تستحق ذلك، هي الدنيا تفتح أمامنا فرصًا وتغلق أخرى، وكلما كنا أذكياء وعقلاء أمام هذه الفرص كلما عرفنا كيف نستغلها في تحقيق غاياتنا وأهدافنا، ومهما كانت الصعوبات قاسية، فلا بُد من ضوء ينير ظلمات الليالي ولو طالت ولو ادلهمّت علينا، فاستعد وتأهب وانطلق في طريق الحلم شامخًا قويًا.

عندما تصل ستقول بأعلى صوت تطرب له الدنيا: لقد فعلتُها، لقد بلغتُ غايتي بعد أن كادت تنقطع بي السبل، نعم لقد وصلت إلى هدفي لأنّي أستحق.

3716 مشاهدة
للأعلى للسفل
×