موضوع تعبير قصير عن الأم

كتابة:
موضوع تعبير قصير عن الأم

تعبير قصير عن الأم

الأمُّ نفحةٌ من نفحاتِ الجنّة، ونسمةُ ربيعٍ وادعة تملأ القلبَ بالحياة وتملأ الروح بالأمل، وهي أقربُ مخلوقٍ وأكثر الناس عطاءً، وهي الشمعة التي تفني نفسها لأجل أن ترى أبناءها أفضلَ الناس، وهي التي تحملُ وتتعبُ وتُنجب وتُربّي وتسهر، فهي الصديقة والمعلّمة والطبيبة وكلّ شيء، فالأم عالمٌ عصيٌّ على الوصف، ولا تستطيع الكلمات والعبارات أن تصفَ هذا العالم أو تحتويه؛ لأنّ في الأم سرًّا عظيمًا أودعَه الله في فطرتها، فجعلها ترى في أبنائها كلّ حياتها، ولهذا تُعطيهم من قلبها وعمرها وروحها دون أن تنتظر أيّ مقابل، ولا عجبَ أنّ الله تعالى جعل رضاه مربوطًا بِرضا الأمّ وبرّها.

الأمُّ هي أولى الناس بالحبّ والرعاية والعطف والعناية، وهي أكثرُ مَن يستحقّ الالتفاتَ والطاعة، ليس فقط لأنّها السبب في وجودِ أبنائها وتربيتهم، بل إنّها أكثر مَن يتمنّى الخير للأبناء، ولا يمكن أبدًا أن يعثر الإنسان على شخصٍ يُحبّه محبةً خالصةً كما تفعل الأم، فحبّ الأم يكون حبًا خالصًا ليس فيه أي مصلحة أو رياء، وهي بهذا تتفوق على الجميع بما فيهم الأب، إذ يقول الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"[١]، فعطاء الام نحو أبنائها يبدأ قبل ولادتهم، فهي تمنحهم من جسدها وصحتها منذ أن يبدأ أول يومٍ في الحمل، وتستمرّ رعايتها إلى آخر العمر.

للأم حقوقٌ كثيرة يجب على الأبناء أن يقوموا بها كاملة، ومن حقّ الأمّ على أبنائها أن يُحسِنوا إليها، ومن حقها عليهم طاعتها وعدم التأفف في وجهها أو التسبب لها بالأذى، ومن حقّها أيضًا أن يبرّوها في كل وقت خصوصًا في أوقات مرضها وعجزها، وتجنب معاملتها معاملة فظّة أو غير لطيفة، لأنّ الأم التي منحت أبناءها كلّ سُبل السعادة لا تستحق منهم إلّا كلّ خير، ومن حقّ الأم على أبنائها أيضًا أن يُدخلوا السرور إلى قلبها في كل وقت، وأن يُخفّفوا عنها التعب والإرهاق، وأن يُنفقوا عليها إذا احتاجت إلى النفقة، وأن يُكرموها في كلّ وقت.

برّ الوالدين خصوصًا الأم يفتح أبواب الرحمة، ويزيدُ من بركة العمر والرزق، ويُثقل في ميزان الحسنات، ويُميط الأذى عن القلب ويُيسر الأمور جميعها، كما أنّ طاعةَ الأم وبرّها فيها امتثالٌ لأوامر الله تعالى ورسوله -عليه الصلاة والسلام-، وهذا بحدّ ذاته مَدعاةٌ لبرّها في كلّ وقت، فهنيئًا لمن كانت أمّه راضية عنه، وهنيئًا لمن أعطاها حقّها وأطاع الله فيها.

المراجع

  1. {لقمان: آية 14}
13251 مشاهدة
للأعلى للسفل
×