موضوع تعبيرعن حب الوطن

كتابة:
موضوع تعبيرعن حب الوطن

حب الوطن قطعة من الوجدان

الوطن هو قطعةٌ من الوجدان والرّوح تمنح الإنسان الأمان والطمأنينة، وهو الذي يُمثّل الهُويّة التي لا يُمكن التخلّي عنها، وهو الأرض التي ننتمي إليها، فليس أعذب من أرض الوطن، إذ لا نقوى على الابتعاد عنه، وكيف نبتعد عنه وهو الحضن الدافئ والملجأ الذي لن نحس بالسكينة إلا فيه؟

حبّ الوطن مقرون بالأفعال

إنّ حبّ الوطن مقرون بالأفعال، فيظهر قولًا وفعلًا، وذلك بما نُقدمه من أجله من أمور تُساهم في بنائه وتطوره وارتقائه، فواجب الإنسان نحو وطنه متمثل بالمحافظة عليه، والاهتمام بمرافقه وموارده، والسعي بكلّ ما أُوتي من علم ومهارة وقوة لتطويره وتحقيق نهضته، والمشاركة فيما يُفيد مجتمعه من مبادرات وندوات وأعمال تطوعية.

بالإضافة إلى عدم الانزواء عن الآخرين، بل محاولة مساندتهم والتعاون معهم في الحملات التي تُعقد مثلًا لنشر الوعي بين الأفراد في أهميّة النظافة، أو إصلاح القضايا الاجتماعيّة، أو نشر الثقافة الصحيّة، وكل ما يُؤدي إلى إفادة أبناء الوطن وتثقيفهم ودرء الجهل عنهم، لكي ينتج جيل واعٍ متعلّم، يأبى الهوان والظلمة والفساد الذي ينتج بسبب انتشار الجهل.

كم يكون حب الوطن بالأفعال من خلال الدفاع عنه والجهاد في سبيله، والوقوف في وجه العدا من أجل أمنه، بالإضافة إلى التسلح بسلاح العلم والمعرفة؛ للنهوض به وتمثيله خير تمثيل، وتطبيق القوانين والتحلي بالأخلاق الحسنة، واحترام راية الوطن الخفاقة، قال الشاعر مفدي زكريا:

بلادي أحبك فوق الظنون

وأشدو بحبك في كل نادي

عشقت لأجلك كل جميل

وهمت لأجلك في كل وادي

ومن هام فيك أحب الجمال

وإن لامه الغشم قال: بلادي

حب الوطن فطرة تسري مع الدم

حب الوطن غريزة فطرية في الإنسان، فهو خالد في القلب، ويسكن ثنايا الفؤاد، ويكون رد جميله بمعرفة المسؤوليات على كل فرد من أفراده، والانتماء والولاء لأرضه الطاهرة، والاطلاع على تاريخه والتمسك بكل ما يُمثل رمزًا له، فما أجمل سهوله ووديانه! وما أروع رايته! وما أعذب تفاصيله!

في نهج السيرة النبوية الشريفة، نتعلم من سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- كيف أنّ حب الوطن يبقى في الفؤاد، فعندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، قال: "واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ"،[١] فهذا الموقف دليل على التمسك في الوطن، وأنّه لا يُعادل شيئًا في الدنيا، فمهما الإنسان تغرب وسافر يبقى للوطن خصوصيته ورمزيته.

حب الوطن لا حدود له

في الختام، هذا الوطن مهما ابتعدنا عنه، لا يغيب عن أذهاننا ولو للحظة، فهو الحاضر الدائم في العقل والقلب، ففيه النّسيم الذي يردّ الروح إلينا عندما تضيق بنا الحياة، وفيه الرّكون إلى السلام وراحة النفس، وفيه الأصالة والمعاصرة، وهو نعمة الله علينا التي يجب أن نُحافظ عليها بكل ما نملك.

المراجع

  1. رواه ابن عبدالبر، في الاستذكار ، عن عبدالله بن عدي بن الحمراء، الصفحة أو الرقم: 2/451 .
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×