موضوع عن الأم العاملة للصف السابع

كتابة:
موضوع عن الأم العاملة للصف السابع

جهود الأم العاملة

إنّ التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في كثير من المجتمعات أدّت إلى تغيير في طبيعة الحياة الاجتماعية عمومًا، وحياة المرأة خصوصًا فصارت الكثير من السيدات من الفئة العاملة، وهي في الوقت نفسه ربة منزل وأم ومسؤولة عن كل ما في المنزل، وصارت المرأة العاملة والمنزل موضوعًا مهمًا يتحدث عنه الكثير من الناس في المجتمع، وينقسمون ما بين مؤيد له ومعارض رافض له مهما كانت الظروف.


بعيدًا عن كل ما يُقال بهذا الصدد، لا بدّ من الاعتراف والإقرار أن عمل المرأة خارج المنزل فيه جهد كبير، وتعب إضافي ومهام أكثر تُضاف إلى مهامها التي تؤديها في المنزل، فكثيرًا ما يحار الناس -ولا سيما الرجال- من تلك المرأة المتزوجة والتي أكرمها الله بالأطفال وتعمل خارج المنزل، ويتساءلون حول وضعها وكيف توفق بين البيت والعمل، وهنا لا بد من التنوية إلى أن هذا التوفيق وراءه جهد عظيم وتعب كبير لا يشعر به إلا من عاشه.


تستيقظ الأم صباحًا وقبل كل أفراد العائلة لتقوم بأعمال المنزل اليومية، من تنظيف وترتيب وطهو وكل ما له علاقة بالمنزل وترتيبه، وبعدها تبدأ بتحضير الأولاد للمدرسة وتحضير الفطور والشطائر المدرسية، وتتأكد من أن الأولاد قد حضروا دروسهم وكتبهم للدوام المدرسي، وبعدها يستيقظ الزوج ليتناول فطوره، وهي تقوم بترتيب ما بعثره الأولاد قبل ذهابهم للمدرسة، وبعد ذهاب الزوج تحضر نفسها للذهاب للعمل.


في الوقت الذي تحضر به نفسها للذهاب إلى العمل، تقوم بالتخطيط لكل ما ستفلعه خلال النهار، وتكتب الملاحظات للأولاد عند عودتهم من المدرسة كي يرتبوا أغراضهم، ويبدؤوا بدراسة ما أخذوه، وكتابة الواجبات المدرسية، وكل ذلك حتى تستطيع أن توفر على نفسها بعض الوقت عندما تعود للمنزل، وتتمكن من إعداد طعام الغذاء للعائلة، وكل هذا وهي لم تتذكر نفسها حتى بفنجان من القهوة تحتسيه في الصباح يساعدها على متابعة نهارها بنشاط.


من المجهود الذي لا يمكن نسيانه لدى الأم العاملة مجهود تلك الأم التي لديها طفل رضيع، والتي تحتاج أن تجد من يهتم بهذا الرضيع خلال فترة عملها، فإما أن تضعه في حضانة أطفال، وإما أن يتكفل بذلك أحد أقاربها أو أقارب زوجها، وفي جميع الأحوال هي مضطرة أن تحضر له كل لوازمه واحتياجاته من ملابس وطعام ودواء، وتقوم بتوصيله للمكان الذي سيبقى فيه خلال فترة عملها.


عند عودتها من العمل يبدأ الدوام الثاني لها، فتقوم بإعداد الغداء، والاطمئنان عن الأولاد ودراستهم، والاهتمام بالطفل الرضيع وصحته ونومه وطعامه وراحته، ومن ثم يأتي دور الإشراف على دراسة الأولاد، والاطمئنان عن الزوج وأحواله وعمله، وقد يسعفها الوقت لأن تأخذ قسطًا من الراحة لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، إذا كان رضيعها قد سمح لها بذلك.

تأثير عمل المرأة على الأسرة

ممّا لا شك فيه أنّ الأم العاملة تواجه متاعب للتوفيق بين عملها في البيت وخارجه، فمهما كانت الأم العاملة منظمة وقادرة على التوفيق في حياتها بين العمل وخارجه لا بد أن تواجه متاعب إما في العمل أو مع الأسرة، أو مع كليهما، وأول ضحية ونتيجة لهذا المزج بين عملين هو صحة المرأة العاملة نفسها وتعبها وإرهاقها، فلا بد أن هذه المهام كلها الموكلة للأم في المنزل وخارجه أن تكون ذات أثر على صحتها.


من الأمور المهمة التي لا بد من الحديث عنها في هذا الصدد هو عمل المرأة خارج المنزل وتأثيره على تربية الأطفال، فإن الأطفال هم أحوج ما يكونون إلى الأم في المراحل العمرية الصغيرة، يحبون أن يروا اهتمامها، أن يعودوا إلى المنزل يرونها تنتظرهم وقد حضرت لهم ما يحبونه، فهذا يخلق عندهم نوعًا من الاستقرار والطمأنينة، ولكن المرأة العاملة لا يمكنها فعل ذلك بسبب ظروف علملها المرهقة.


هذا له أثر على تربية الأطفال بكل تأكيد، فكثيرًا ما يبدأ الأطفال بالابتعاد عن الأم، ويحاولون أن يقوموا بما يريدونه بأنفسهم، حتى دون استشارتها أو أخذ إذنها، وذلك ليس لأنهم لا يحترمونها أو لا يحبونها، بل لأنهم اعتادوا على غيابها فترات طويلة، وحتى في فترات تواجدها تكون مشغولة بأكثر من أمر معًا، وهذا لا يعني أن الأم العاملة ملامة على هذا بل الظروف الصعبة والأوضاع الاقتصادية هي السبب.


لا بدّ أن تُحاول الأم العاملة أن تجمع الأسرة ويتبادلون أطراف الأحاديث، كي تحافظ على الجو الودي في الأسرة، ولعل هذا يكون في الأسبوع مرة وأحيانًا في الشهر، وهو في عائلاتٍ الأمّ فيها لا تعمل يكاد يكون يوميًا قبل النوم، فاجتماع في الأسبوع قد يسد ثغرة صغيرة لكنه لا يغني عن الحديث المسائي اليومي مع الأم، واستشارتها في كثير من الأمور، واطلاعها على بعض الأسرار التي يحتفظ بها الابن أو الابنة لنفسهم.


وهي في هذا الوقت الذي يريدها الأولاد أن تكون في قمة الاستعداد لسماع أحاديثهم تكون قد أُنهكت قواها، وبدأت جفونها تنسدل معلنة الاستسلام للنوم، فهذا سيؤثر أيضًا على العلاقة المتينة بين الأم والأولاد، وكذلك على العلاقة الزوجية، ولذلك لا بد للمرأة العاملة أن تُحسن اختيار العمل الذي يريحها ويمكنها من التوفيق بين المنزل والعمل، فلا تقصر مع أولادها أو تحرمهم عاطفة الحنان والحب التي يحتاجونها، ولا تكون مهملة في عملها.


إنّ إيجاد عمل يتوافق مع متطلبات المرأة العاملة وأسرتها ليس أمرًا سهلًا لكنه ليس مستحيلًا، فيمكن للمرأة أن تطلب يوم عطلة إضافي، وبذلك تتمكن من الاهتمام بالمنزل في هذا اليوم، وتُخفّف من الضغوات اليومية عنها، وبالمقابل هي ستتقن عملها الموكل لها في الأيام المتبقية من الأسبوع، وتتفرغ لأولادها أكثر، فتسمع مشاكلهم وتنصحهم وتلعب معهم وتلاطفهم.

واجب الأسرة اتجاه الأم العاملة

إن الأم العاملة في أغلب الأحيان لا تكون قد اختارت العمل مجرد ترفيه وتسلية، إنما هو بسب الظروف وسعيًا لتحسين الوضع المعيشي للأسرة وتغطية النفقات المترتبة عليها، وهذا كما ذُكر سابقًا سيؤدي حتمًا إلى التأثير على واجبات الأم العاملة تجاه الأسرة، ولكن المنطقي هو ألا يُلقى اللوم على الأم العاملة وأن تُحمّل أعباء فوق أعبائها بسبب تقصيرها مع المنزل أو الأولاد أو الزوج.


هنا يأتي دور الأسرة التي تحيط بالأم العاملة، وقدرتهم على مساعدتها في كثير من الأمور التي تعود بالنتائج الإيجابية على العائلة كلها، وأولها هو أن يتطوع الزوج والأولاد بإعداد فطورهم بأنفسهم، وترتيب ما يلزم ترتيبه من بعد إنهاء الفطور، وأن يتعهد الأولاد أن يهتموا بترتيب غرفتهم والاعتناء بنظافتها، وأن يقوموا بكل ما يلزم لهذا الأمر حتى تطمئن الأم أن الأولاد يتحملون المسؤولية بجدارة ونجاح.


لا ضير أن يعاون الزوج زوجته في إعداد طعام الغذاء، فيختصر الوقت والجهد، ويبقى لهم وقت أطول حتى يأخذوا استراحة يجلسون فيها جلسة عائلية تبهج القلوب وتريح النفوس، وتنسي كل واحد منهم مشاق اليوم ومتاعبه، وماذا لو تقاسم الأولاد الأعمال المنزلية وتبادلوا الأدوار بين الحين والآخر، وتولى الأخ الكبير أو الأخت الكبرى الاهتمام بدراسة الصغار.


كم ستكون لفتة جميلة إذا استيقظ الزوج والأولاد قبل الأم وحضّروا لها فنجانًا صباحيًا من القهوة لتتناوله وهي هادئة البال لأنها تعيش في وسط عائلة متكاتفة متعاونة وكل واحد منهم تهمه راحة الآخر وسعادته، عائلة تقدّر تعب الأم وجهدها وضغوطها، عندها فقط ستكون الأم العاملة نموذجًا مثاليًا لكل أمهات العالم وتُتقن عملها، تؤدي واجباتها المنزلية وهي في قمة السعادة والراحة.


في أيام العطل ينبغي أن يتكفّل الزوج بالتخطيط للذهاب في نزهة تُنسي العائلة متاعب الأسبوع، وتُقرّب بين أفراد العائلة، وتمتّن أواصر المحبة بينهم، فيتبادلون أطراف الأحاديث، ويستمع كل واحد منهم لمغامرات الآخر، ويعرض الأولاد بعض المشاكل التي تواجههم ويحصلون على النصح اللازم من الأهل، والأهم من كل هذا هو الأم التي ستتجدد نفسيتها وتشحذ همتها بهذا اليوم الجميل مع العائلة.


ممّا هو جميل أيضًا أن يكون أفراد العائلة مهتمّين بملابسهم وتجهيزها قبل يوم ليرتدوها للعمل أو المدرسة أو الجامعة، فإذا كانت بحاجة للكيّ أو التنظيف فليقوموا بهذه المهمة، وليهتموا بملابس الأم أيضًا، وهذا سيجعلها تقوم بمهام أخرى على أحسن حال وأتم وجه، ودون أن تشعر بالتقصير أو تأنيب الضمير، فدائمًا العمل التعاوني يسبب النجاح بأعلى جودة وأقصر وقت، وهذا ما تحتاجه الأم العاملة من أفراد عائلتها.


ما أجمل الأسرة وهي تتعاون مع بعضها البعض لتكسب وقتًا إضافيًا يجلس فيه أفرادها مع بعضهم يتجاذبون أطراف الأحاديث ويمزحون ويلعبون فتتساقط هموم الحياة، وتبقى في قلوبهم السعادة والطمأنينة والاستقرار.

6374 مشاهدة
للأعلى للسفل
×