موضوع عن الإعاقة

كتابة:
موضوع عن الإعاقة

مفهوم الإعاقة

الإعاقة من المصطلحات التي تُطلق على الأشخاص الذين يُعانون من حالات خاصة تُسبّب لهم قيودًا في النشاط أو المشاركة في القيام بالأعمال بشكلٍ اعتيادي، وذلك نتيجة إصابتهم بعاهات جسدية أو عقلية، وهذه الإعاقة تحدث نتيجة خلل في هيكل الجسم أو وظائفه، ينتج عنه صعوبة في تنفيذ العمل أو أداء المهمات، وينظر كثيرٌ من الناس إلى الإعاقة بأنها حالة معقدة تنعكس على الشخص المصاب بها، مما ينعكس بصورة مباشرة على ملامح الشخص وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، وفي العاده يُواجه الأشخاص ذوي الإعاقة العديد من المصاعب سواء في داخل المجتمع أم حتى العائلة نفسها، فيشعرون في بعض الأحيان أنّ وجودهم في الحياة عبء على غيرهم.



ينظر العديد من الأشخاص المصابين بالإعاقة إلى هذا المصطلح بأنّه إشارة إلى إصابتهم بالعجز، لهذا يُفضلون استخدام مصطلحات أخرى، المهم ألّا تبين عجزهم على الرغم من وجود فرق واضح بين العجز والإعاقة، لأنّ أي إنسان يمكن أن يكون عاجزًا سواء كان مصابًا بعاهة أم لأ، أما الإعاقة لا تُسبّب العجز إلّا إذا كان الشخص مستسلمًا لإعاقته الجسدية، ولهذا تعمل المنظمات الدولية التي تهتم بذوي الإعاقة على مساعدة هؤلاء الأشخاص ودمجهم في مجتمعاتهم، وتحديد حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وإلزام الجميع باحترامها.

أنواع الإعاقة

مصطلح الإعاقة مصطلح عام يُطلق على العديد من الإصابات والعاهات التي تضم شريحة لا بأس بها من الأشخاص، لهذا فإنّ للإعاقة أنواعًا عدة، منها إعاقة جسدية وإعاقة عقلية، وأبرز أنواع الإعاقة الجسدية: إعاقة البصر مثل ضعف البصر أو العمى الكامل، والصمم الذي قد يكون بدرجات مختلفة، فهناك صمم كلي وصمم جزئي، وعادة يكون الصمم مصحوبًا بعدم القدرة على الكلام، ويوجد شريحة كبيرة من الأطفال هم من فئة الصم البكم، ومن أنواع الإعاقة الجسدية أيضًا: الإصابة بالعرج أو فقدان أحد الأطراف مثل اليد أو الرجل، وقد تكون هذه الإعاقة خلقية أو ناتجة عن حوادث مختلفة أو أمراض مختلفة.



من أنواع الإعاقة العقلية الإصابة بالإعاقة الذهنية التي يُصاحبها قصور في التفكير نتيجة أمراض وراثية أو أمراض نفسية أخرى سببت هذه الإعاقة، أو الإعاقة العقلية الناتجة عن إصابات الدماغ المكتسبة نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل: التهاب السحايا أو نقص الأكسجين عن الدماغ، ومن الإعاقات العقلية التي انتشرت كثيرًا في الآونة الأخيرة إعاقة اضطراب طيف التوحد، ومن المعروف أنّ الإعاقة العقلية أو الذهنية تكون أكثر صعوبة من الإعاقة العقلية في بعض الأحيان من حيث التعامل، خاصة أنّ المصاب بالإعاقة العقلية يكون غير مدرك للأشياء التي تدور من حوله.



مهما كان نوع الإعاقة الذي يُصاب به الشخص، فإنّ هذا الأمر يكون بالغ الصعوبة على الشخص ذوي الإعاقة وعلى أهله، فالإعاقة تُشكل تحديًا كبيرًا، وتجعل صاحبها في اختبار صعب يجب أن يؤديه بجدارة ويتجاوز النقص الذي سبّبته هذه الإعاقة، وألّا يجعلها عائقًا أمام تحقيق طموحه وأحلامه والوصول إلى ما يُريد، وأوّل الخطوات يكون بمواجهة الإعاقة ومحاولة إيجاد طرق للتخفيف من حدّتها سواء بالأدوية أم باستخدام الأجهزة المختلفة، ولحُسن الحظ فإنّ التطوّر العلمي الطبي الكبير أتاح العلاج الناجح للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة.

أسباب الإعاقة

أسباب الإعاقة لا تُحصر في سببٍ واحدٍ أو اثنين لأنها أسباب عديدة ومتشعبة، منها أسباب مباشرة تؤدي للإصابة بالإعاقة، ومنها أسباب غير مباشرة بحيث تحدث الإعاقة نتيجة تراكمات عديدة من الأمراض أو الإهمال المتواصل، كأن يُهمِل مريض السكري العناية بقدميه فتتعرض قدمه للبتر، أو يُمكن أن يُصاب الطفل بارتفاع درجة حرارة جسمه فيُسبب له الصمم، أو يُمكن أن تكون العاقة ناتجة عن زواج الأقارب، أو إعاقات تحدث أثناء الولادة وغيرها.



للإعاقة أسباب متعدّدة، منها أسباب وراثية يكون التحكّم بها صعبًا نوعًا ما، وقد لا يكون التنبؤ بحدوثها متاحًا، ومنها إعاقات ناتجة عن حوادث أو حالات عارضة مثل حوادث السيارات أو حوادث السقوط أو غير ذلك، ومنها إعاقة ناتجة عن الإصابة بأمراض معينة تُسبب بتر بعض أعضاء الجسم أو تعطيلها مثل: بتر القدم نتيجة السكري أو السرطان، وفقدان البصر نتيجة أمراض العيون، والإصابة بالصمم نتيجة الإصابة بمرض معين في الطفولة، ومهما تعددت أسباب الإعاقة فإنّ المحصلة واحدة، وهو الًإصابة بالضرر الذي يستلزم رعايته.



بعض أسباب الإعاقة تتطوّر مع الوقت وتصبح أكثر سوءًا، وخاصة الإعاقة الذهنية التي ينتج عنها في البداية مرض عقلي بسيط، ثم ما تلبث أن تتطوّر لتُصبح حالة مستعصية، ومن بين هذه الأمراض التي تصنف بأنها إعاقة ذهنية تُعيق صاحبها عن ممارسة حياته الطبيعية: مرض الاكتئاب المزمن واضطراب ثنائي القطب والصرع، والتعامل مع هذه الأنواع من الإعاقة الذهنية يحتاج إلى بال طويل وقدرة على التعامل بدقة، لتقليل الخطر الناتج عنها، خاصة أنّ أصحاب هذه الإعاقة لا يُدركون ما يفعلون بشكلٍ تام، وهذا بحدّ ذاته مشكلة كبيرة.

التعامل مع ذوي الإعاقة

يُواجه الأشخاص ذوي الإعاقة صعوبات كبيرة في حياتهم، سواء في الرعاية الذاتية التي لا يستطيعونها، بحيث يعجزون عن القيام بأبسط الأشياء التي تخصهم، أم في تنظيف أنفسهم أم حتى في تناول الطعام والشراب، فتقع هذه المسؤولية على الأهل، ولهذا فإن التعامل مع ذوي الإعاقة يجب أن يتم بطريقة فيها الكثير من الحرص على مشاعرهم، وأهم شيء عدم سؤالهم عن سبب الإعاقة أو كيف حدثت لهم، وعدم الخوص في أي تفاصيل تخص إعاقتهم، وعدم سؤالهم عن شعورهم وهم مصابين بهذه الإعاقة، وترك الخيار لهم في الحديث أو عدم الحديث عن الإعاقة.



التعامل مع ذوي الإعاقة يجب أن يكون تعاملًا مبنيًا على أسُس اخلاقية راقية وإنسانية كبيرة، كما يجب توفير العديد من الحقوق للمعاقين التي تضمن تسهيل حياتهم وعدم التضييق عليهم بسبب إعاقتهم، ويكون هذا بتوفير عيشة كريمة لهم، وألّا يتعرضوا للابتزاز أو الحاجة، ولحسن الحظ فقد أصبح للمعاقين حقوق كثيرة ومضمونة تضمن لهم الحياة الكريمة، إذ تمّ تخصيص العديد من الشواغر في الجامعات حتى يكملوا تعليمهم كما يُحبّون، بالإضافة إلى ضمان توظيفهم وانخراطهم في مؤسسات العمل المختلفة في القطاعين العام والخاص.



من واجب الدولة تخصيص أماكن خاصة لذوي الإعاقة مثل: أماكن مُخصّصة للمشي وأماكن بديلة لصعود الدرج بحيث يتمكّنوا من الحركة بسهولة، كما يجب زيادة التوعية حول التعامل مع ذوي الإعاقة، وعدم نبذهم أو التعامل معهم بطريقة مختلفة بحيث ينخرطوا في المجتمع كأشخاص عاديين يُعانون من ظرف خاص لكنهم منتجين، فشعور الشخص ذوي الإعاقة بكيانه وقوّته وقدرته مهم جدًا كي يكون عنصرّا منتجًا في مجتمعه، كما يجب توفير جميع سبل العلاج المتاحة لهم، ومحاولة التخفيف من ضرر الإعاقة بالنسبة لهم، فالمعاقين حركيًا مثلًا من حقّهم قيادة السيارات وشراء سيارات بأسعار مخفضة، كما يجب توفير أماكن خاصة لهم كي يقفوا فيها ويتحركوا ويمشوا.



من اللفتات الجميلة بالنسبة لأصحاب الإعاقة السمعية أو ما يُعرف بالصمم، هو تعليمهم لغة الإشارة التي تضمن إيصال مشاعرهم وكلماتهم التي لا يستطيعون قولها للآخرين، وقد أصبحت العديد من قنوات التلفاز تقوم بوضع نشرة أخبار خاصة بلغة الإشارة، بالإضافة إلى تسجيل العديد من البرامج الخاصة بلغة الإشارة، وفتح معاهد تدريبية خاصة لتعليم هؤلاء هذه اللغة الخاصة بهم، أمّا المصابين بالعمى فقد أصبحت لغة بريل بالنسبة لهم طريقة تواصل رائعة، بحيث يستطيعون قراءة الكتب بهذه اللغة.



يجب أن يكون التعامل مع ذوي الإعاقة مرنًا وسلسًا بحيث يشعرون بأنّ المجتمع يدعمهم ولا يتخلى عنهم، والعديد من الدول تُخصّص معاشات ومصاريف خاصة لذوي الإعاقة حتى لا يكونوا مضطرين لطلب النقود من غيرهم، ومن اللفتات الجميلة التي اتبعتها العديد من وزارات التعليم العالي هو إدراج تخصص السمع والنطق وتخصص العلاج الوظيفي والتأهيلي في الجامعات، بحيث تكون هذه التخصصات معنية بتخريج الأشخاص الماهرين في التعامل مع ذوي الإعاقة ومساعدتهم والتخفيف عنهم بحرفية عالية جدًا.



من أكبر المعاناة التي يشعر بها الأشخاص ذوي الإعاقة هو عدم قدرتهم على الانخراط في الحياة الاجتماعية، ومعاناتهم في العثور على شريك حياة مناسب، وذلك تجنبًا لنظرة البعض التي يكون فيها الكثير من التنمر، مما يُشعر الأشخاص ذوي الإعاقة بالدونية، والرغبة في الانعزال وعدم مخالطة الناس، وهنا تقع المسؤولية على الناس بألّا يُشعروا الأشخاص ذوي الإعاقة وأهاليهم بأي مشاعر سلبية، والعمل على انخراطهم في جميع مجالات الحياة مع مراعاة ظروفهم الخاصة، كما يجب تخصيص الوقت الكافي لهم للاستماع إلى مشاكلهم ومعاناتهم اليومية، والعمل على السماح لهم بتولّي المناصب المختلفة، فهي حقٌ لهم مثلهم مثل أي شخص آخر.


لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع عن المعاقين.

7010 مشاهدة
للأعلى للسفل
×