محتويات
كيف يبدو شكل الحياة في المستقبل؟
التطوّر المذهل والمتسارع الذي تشهده الحياة جعل من الحاضر وقودًا هائلًا يُغذّي الخيال للمستقبل لكي يتصوّر الإنسان كيف سيكون شكل الحياة بعد عدّة سنوات، ففي السابق لم يكن يتصوّر أحد أن يصل الإنسان إلى كلّ هذه التطورات المذهلة التي وصل إليها، فبعد أن كانت حياته بدائية تسير ببطء وملل أصبح اليوم بإمكانه السفر حتى خارج كوكب الأرض، وهذا بحدّ ذاته لم يكن يتصوره العقل قبل القرن الماضي، لكن تطوّر العلم والتقنية جعل من كلّ شيء ممكنًا، وهذا مهّد للإنسان طريقة مميزة في التفكير في شكل الحياة في السنوات القادمة وما ستقدمه التكنولوجيا للمستقبل.
ربما في المستقبل القريب ستكون الحياة أكثر سهولة ممّا هي عليها الآن، وربما سيكون الانتقال بين الشوارع والمدن باستخدام الطائرات العامودية لتجنب أزمات السير الخانقة، ومن المحتمل أن يتمكّن الإنسان من احتلال الفضاء والعيش على كوكب آخر غير الأرض، وأن يُقيم مستوطنات عديدة على هذه الكواكب، وعلى الرغم من أنّ هذا الحلم يُراود العديد من الخبراء إلّا أنه ليس مستحيلًا ومن الممكن أن يتحقق قريبًا، أما بالنسبة للبيوت فمن الممكن أن يتم بناؤها في أقل من يوم واحد عوضًا عن بنائها في عدّة أشهر من خلال تقنيات عديدة.
التنبؤ بشكل الحياة المستقبلية يُغذي الخيال ويطلقه إلى الحد الأقصى، لهذا لا يمكن اقتصاره على شيءٍ واحدٍ محدد، فلو فكّر الإنسان في سيارة المستقبل مثلًا ربما كانت سيارة متعددة الاستخدامات، قد تكون سيارة قابلة للطيران والغوص وقابلة إلى أن تتحول على شكل دراجة مثلًا، أما الحياة في الشارع فلا بدّ أنّها ستشهد نقلة نوعية كبيرة، إذ يمكن ألّا يضطر الناس للمشي في هذه الشوارع العادية، فقد تتغير أنماط الحياة كلّها، ويُصبح بالإمكان السير على شوارع فيها ممرات متحركة تسير باتجاهٍ معين لتوصل الأشخاص إلى وجهتهم، كما يمكن أن يكون العمل كلّه عبر شبكة الإنترنت ولا يكون الشخص مضطرًا للذهاب إلى مكان العمل.
من المؤكد أن الطب في المستقبل سيشهد تطوّرات هائلة ويُصبح وجود بعض الأمراض جزءًا من الماضي الذي لا يعود، إذ سيتم اختراع الكثير من التقنيات التي تعالج الأمراض، بالإضافة إلى تفعيل زراعة الأعضاء المختلفة باستخدام الخلايا الجذعية، ويتمكن الناس الذين يعانون من أمراض معينة مثل: الفشل الكلوي وفشل القلب وفشل الكبد وأمراض القرنية من العيش بشكلٍ طبيعي جدًا لتوفر إمكانية استبدال عضو في الجسم مكان عضو آخر بكل سهولة ويُسر ودون الحاجة لوجود متبرعين، ومن المرجح أيضًا أن يختفي مرض السكري بنفس النهج الذي ستختفي فيه باقي الأمراض، وهذا بحدّ ذاته شيءٌ مثير ويجلب الفرح والسعادة.
ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل؟
عندما يسأل الإنسان نفسه ماذا يمكن أن نمتلك في المستبقل، وماذا سيحدث فيه من متغيرات؟ لا بد أن يسرح في خياله إلى الكثير من الفضاءات الرحبة التي تخبره بما يمكن أن يحدث، وعلى كلّ حال يظلّ خيال الإنسان قاصرًا في بعض الأحيان، ويكتشف بعدئذ أنه أنجز أضعاف ما كان يتصوّر خياله، لهذا ما يمكن أن يحدث في المستقبل هو مزيجٌ من الأحداث والاختراعات والاكتشافات، وهناك آراء عديدة في هذا الشأن، بعضها ذو اتجاهٍ إيجابي يرى أنّ ما سيحدث في المستقبل سيكون إيجابيًا وفي مصلحة الإنسان وسيشهد على ولادة العديد من الاختراعات والاكتشافات التي تسهل حياة الإنسان من جميع النواحي، وبعضها ذو اتجاهٍ سلبي يرى أنّ الحياة ستتراجع وتُصبح أكثر صعوبة وسلبية، وسيتوقف الناس عن استخدام العديد من الاختراعات نظرًا لنضوب النفط وعدم توفر البديل بنفس الكفاءة التي يقدمها النفط للعالم.
من الممكن أن يتوقف الناس عن ممارسة حياتهم بشكلٍ نمطي كما هو الآن، سيتوقفون عن الذهاب للأسواق، أو أنّ الأسواق ستختفي تدريجيًا نتيجة انتشار تقنيات الشراء بواسطة التطبيقات، وتطوّر التسويق الإلكتروني بصورة سريعة، كما يمكن أن يتجه العالم إلى استخدام الطاقة البديلة كبديلس للنفط، وهذا بدوره ينعكس أثره الإيجابي على البيئة والطبيعة عمومًا، إذ ستنتعش الطبيعة وسيختفي ثقب الأوزون، كما ستقلّ الأمراض الناتجة عن التلوث البيئي، وستحلّ الهندسة الوراثية في كلّ شيء، إذ سيزداد الإنتاج الزراعي في مجال الحيوانات والنباتات، وسيصبح الغذاء متوفرًا بشكلٍ أفضل، وهذا قد ينهي المجاعات في العالم.
كيف ستكون حياتك مختلفة في المستقبل؟
تدور في ذهن الناس أفكار للمستقبل تتراوح بين البساطة والتعقيد، وبالتأكيد ستكون الحياة في المستقبل أكثر انفتاحًا، إذ سيصبح العالم أصغر مما هو عليه نتيجة التطور الذي سيشهده قطاع النقل والاتصالات، كما ستزول جميع الحواجز التي تمنع اللقاء، وربما سيتم اختراع تقنيات تعزز الإحساس بالآخر حتى عبر مسافاتٍ طويلة، إذ يمكنني أن أسافر إلى أجمل الأماكن في العالم وأن أزور المنتجعات والمتاحف والأماكن الأثرية وأنا أجلس في مكاني، وأشعر فعلًا أنني أتجوّل فيها بمجرّد لمسة زر، كما يمكن أن أتمكن من تناول طعامي على شكل حبوب من الفيتامينات والمعادن والمقويات دون أن أكون مضطرًا لتناول وجبات كاملة من الطعام، أو يمكنني أن أطهو الطعام بدقائق معدودة بمجرّد ضغطة على زر.
أتصور أنّ حياتي المستقبلية ستكون معتمدة على الآلات والتقنية الحديثة بشكل تام، سيكون لديّ إنسان آلي خاص يقوم بجميع الأعمال عني، وسيحضر لي الطعام والملابس وسينظف المنزل، وبالتأكيد سيكون شكل الحياة أسهل بكثير لأنّ سيارتي ستكون ذاتية القيادة ولن أكون مضطرًا لقيادتها بنفسي، فالآلات والاختراعات التي ستكون في المستقبل ستعطيني الكثير من الرفاهية في حياتي اليومية، وسيكون القيام بالأعمال أكثر سهولة، وسيكون للحواسيب حضور في كلّ شيء، وأظنّ أنّ هاتفي الذكي سيتولى مهمات كثيرة أكبر من التي يتولاها الآن.
ربما سأتمكن من الذهاب في رحلة فضائية إلى القمر مثلًا أو إلى كوكب المريخ، أو سأقوم بجولة فضائية وأعود إلى الأرض دون أي تعقيدات، كما يمكنني أرى الصحراء وقد أصبحت جنة خضراء بفضل تطوير نباتات تتحمل العطش ودرجات الحرارة العالية، ولا بدّ أنّ الهندسة الوراثية ستتمكن من عمل طفرات مفيدة للحيوان والإنسان والنبات، وهذا سيغير شكل الحياة المستقبلية إلى حد بعيد، لكن في نفس الوقت أخشى من ظهور طفرات قاتلة ومميتة تُسبب هلاك أعداد كبيرة من البشر دون التمكّن من إيجاد حلٍ سريع لها، وفي الوقت ذاته آمل أن تتوفر اللقاحات لكافة الأمراض في المستقبل، ومنع الإصابة بها من الأساس.
هل لديك الفضول حيال الحياة في المستقبل؟
يُراودني فضولٌ كبير لأعرف إلى أيّ مدى ستتطور الحياة في المستقبل وكيف سيكون شكلها، وهل سيكون هذا التطوّر إيجابيًا أكثر أم سلبيًا، وأظن أنّ بعض مظاهر الحياة ستكون أفضل وأكثر إيجابية كالتخلص من العديد من الأمراض وإيجاد العلاجات المتطوّرة، وتطوّر عمليات البيع والشراء والتدريس والزراعة وغيرها من المجالات الأخرى التي ستعتمد على التقنية الحديثة في كلّ شيء، وتطوير سلالات من الحيوانات والنباتات، لكن في أعماقي أشعر ببعض الخوف ولديّ الفضول لمعرفة هل يمكن أن تتأثر الحياة بشكل أسوأ وتختفي بعض الملامح الجميلة منها مثل: اقتصار اللقاء بين الناس على شبكات التواصل والاتصالات بدل اللقاء الحقيقي، وظهور طفرات لبعض الأمراض ومسبباتها نتيجة التطور الهائل في هندسة المورثات.
لديّ فضولٌ كبير لمعرفة ما إذا كان التطوّر في المستقبل سيعود بالفائدة على البيئة التي نعيش فيها أم العكس، وهل يمكن أن يكون التحوّل لاستخدام الطاقة المتجددة أفضل من جميع النواحي أم أننا سنشهد تراجعًا في طريقة الحياة وسيصبح الأسلوب بدائيًا كما كان في وقت مسبق بعد نضوب النفط من العالم، وهل ستحتل المباني والإسفلت جميع المساحات الخضراء، أم هل سيتنبه الإنسان إلى أهمية الزراعة وسيبدأبالزراعة وزيادة المساحات الخضراء في الطبيعة، وهل ستزداد مساحة المسطحات المائية من أنهار وبحار ومحيطات أم أن بعضها سيختفي، وأسأل نفسي أيضًا حول مصير القطب الشمالي في الأرض ما إن كان سيظلّ متجمدًا أم سيُسبّب ارتفاع الحرارة انصهار الثلوج تدريجيًا واختفائها إلى الأبد.
أتساءل إن كان الإنسان في المستقبل سيهتم أكثر بالحياة البرية أم سيلحق بها الانقراض وستختفي بعض الأنواع سواء النباتية أم الحيوانية، ولديّ فضول أكبر لمعرفة ما إذا كان طبيعة الأرض والحياة ستبقى كما هي أم ستتغير ملامح الكرة الأرضية بكوارث طبيعية أو بحروب تُغيّر من تضاريسها، وأرجو من كلّ قلبي أن يكون التغيير نحو الأفضل، وأن نستبدل كل ما هو سلبي بشيءٍ جميل ورائع، كما يُراودني الفضول حول شكل المهن والوظائف المستقبلية وما إن كانت البطالة ستزيد أم أنها ستختفي، وهل ستظلّ البيوت كما هي أم ستصبح مختلفة من الداخل والخارج.
لقراءة المزيد، انظر هنا: تعبير عن الحلم في المستقبل.