موضوع عن الطبيعة وجمالها
الطبيعة خازنة الجمال كلّة، وأيقونة السحر والبهاء الذي لا ينضب أبدًا مهما طالَ بها الزمان، فالطبيعة متجدّدة ومتغيرة لا يمكن أن تملّ العين منها أو يملّ منها القلب، ببساطة لأنها تمثل الراحة والسكينة بشكلٍ تامّ، فالإنسان خلق من رحم الطبيعة وعاش فيها، لهذا فهي بمثابة البيت الكبير للإنسان والحيوان والنبات، وأي اختلالٍ في توازنها فإنه يؤثر على جميع موجوداتها؛ فإن الحفاظ على جمال الطبيعة هو سرّ العيش السعيد، فالطبيعة ترتدي في كلّ وقتٍ ما يليق بها من جمال، كما تختلف خصائصها من مكانٍ إلى آخر، وتتنوع في طريقة ظهورها.
الطبيعة والجمال شيئان متلازمان، لا يمكنُ الفصلُ بينهما أبدًا، إلا إذا تدخلت فيها عوامل خارجة عنها، كأن يتسبب الإنسان بدمار الطبيعة وموجوداتها، وهذا ما يحصل في كثيرٍ من الأخيان، إذ مارس الإنسان على الطبيعة الكثير من الممارسات الخاطئة، والتي امتدّت عبر سنين طويلة، منها ممارسات سببت تلوث البيئة، وأثرت بشكلٍ سلبي على موجودات الطبيعة، وخصوصًا النباتات والحيوانات التي انقرض بعضها بسبب هذه العوامل، وهذا كلّه يؤثر على جمال الطبيعة بشكلٍ كبير، وعلى الرغم من أن الطبيعة أحيانًا تسبّب الدمار لنفسها من تلقاء نفسها كحدوث الزلالزل والبراكين والحرائق الطبيعية، إلا أن الفرق بين الدمار الطبيعي والدمار المصطنع أن الدمار الطبيعي يكون تأثيره أقل سلبيةً، وتستطيع الطبيعة التعامل معه بشكلٍ أسرع ومعالجته والتخلص من آثاره.
مما يزيد من جمال الطبيعة هو أنها تمرّ بأربعة فصولٍ مختلفة، ولكلّ فصلٍ من هذه الفصول طابعٌ خاص يظهر جماله على الطبيعة، ففي الشتاء تبدو الطبيعة مثل وردة ساكنة مختبئة من جنون العواصف، وفي الربيع تظهر كلّ بهجتها وزينتها، فتشرق الشمس لتعكس أشعتها الذهبية على بتلات الورد وبراعم الأشجار، كما ينتشر العطر وتطير الفراشات من زهرة إلى أخرى، فالربيع هو أيقونة جمال الطبيعة وسرّ سحرها، أما الطبيعة في فصل الخريف فلها سحرٌ أخاذ لا يقلّ جمالًا عن جمالها في باقي الفصول، فالطبيعة هي الفرح المتجدد.
الطبيعة أمانة في أعناق الجميع، لهذا فإنّ الحفاظ على جمالها وألقها مرهونٌ بحماية مقدراتها من أيدي العابثين، ويكون هذا بعدم رمي الملوثات فيها، وعدم التسبب بأي أذى للنباتات والحيوانات، سواء في تقطيع الأشجار أو في الصيد الجائر للحيوانات، كما أن البعض يعامل كل مقدرات الطبيعة باستهتارٍ واضح، وهذا كلّه يعدّ اعتداءً صارخًا عليها، لذا يجب إبقاء الطبيعة في منأى جميع التصرفات الهمجية كي تحافظ على جمالها الأخاذ وسحرها الذي لا ينقطع أبدًا.