محتويات
التعريف بلويس باستور
ولد لويس باستور في مدينة دول في فرنسا في السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1822م، وهو كيميائي وعالم أحياء دقيقة ومن أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة الطبي، وكان له العديد من المساهمات الي لا سابق لها في العلوم والتكنولوجيا والطب، وهو من اكتشف أنّ الكائنات الدقيقة هي من تسبب التخمر والأمراض واكتشف كذلك عملية البسترة التي حافظت على تجارة الجعة والنبيذ والحرير في فرنسا، وطوّر بالإضافة إلى ذلك لقاحات ضد مرض الجمرة الخبيثة وداء الكلب.[١]
أصيب لويس باستور بالشلل النصفي عام 1868م نتيجة لتعرضه لسكتة دماغية شديدة ولكن ذلك لم يمنعه من متابعة أبحاثه، ومرضه تضاعف بعد احتفاله بعيد ميلاده السبعين في سوربون والذي شاركه فيه عدد من العلماء من بينهم البريطاني سيرجن جوزيف ليستر، وتوفي بعد ذلك في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 1895م.[٢]
مسيرة لويس باستور التعليمية
كان والد لويس باستور جين-جوزيف باستور رقيباً مرموقاً وحاصلاً على لقب الشرف خلال الحروب النابولية، وكان لويس وقتها طالباً متوسط الأداء في بداية مسيرته التعليمية، ولكنه كان موهوباً بالرسم والتلوين حيث تم الاحتفاظ برسماته التي رسمها وهو في الخامسة عشر من عمره في متحف معهد باستور في باريس، وبعد ذلك انتقل وعائلته إلى أربويز حيث أكمل تعليمه الإعدادي لينتقل بعدها إلى بيسانكون ليكمل تعلمه الثانوية ويحصل على درجة البكالوريوس في الفنون عام 1840م ودرجة البكالوريوس في العلوم عام 1842م في الكلية الملكية.[١]
أول إنجازات لويس باستور في علم الكيمياء
في عام 1849م كان لويس باستور يبحث عن حل لمشكلة متعلقة بحمض الطرطريك (مركب كيميائي يوجد في مرسبات تخمير النبيذ)، حيث كان العلماء يستخدمون دوران الضوء المستقطب لدراسة البلورات، وعند تمرير الضوء المستقطب من خلال محلول من حمض الطرطريك المذاب يتم تدوير زاوية الضوء، وحينها أوجد باستور مركباً آخر اسمه حمض الباراطرطريك والموجود كذلك في مرسبات النبيذ له نفس تركيبة حمض الطرطريك، وزعم العلماء وقتها أنّ المركبين متطابقين ولكن باستور اكتشف أن حمض الباراطرطريك لم يعمل على تدوير زاوية الضوء المستقطب مما يعني أنّه على الرغم من تشابه التركيب الكيميائي لنوعي الأحماض إلا أن تركيبهم الهيكلي مختلف.[٢]
عند معاينة باستور لحمض الباراطرطريك من خلال الميكروسكوب اكتشف وجود نوعين من البلورات الصغيرة التي كانت متشابهة تماماً لبعض، وكل منها كانت في الحقيقة انعكاس صورة للأخرى، وقام باستور بفصل النوعين وصنع محلول من كل نوع ليكتشف أنّه عند مرور الضوء المستقطب في كل نوع دار باتجاه معاكس، بينما لم يكن لهما أي تأثير في الضوء عند اجتماعهما، وكانت الخلاصة لهذه المعاينة تفيد أنّ دراسة المركبات وحدها لا تكفي لفهم طريقة عمل المواد الكيميائية بل يجب النظر بهيكلها وشكلها مما أدى إلى إنشاء مجال الكيمياء الهيكلية.[٢]
نظرية التخمير
تم تعيين باستور بروفيسوراً في الكيمياء وعميداً لكلية العلوم في جامعة ليل، وأثناء عمله هناك طُلب منه إيجاد حل لمشكلة متعلقة في صناعة الكحول المحلية مما دفعه إلى البدء بإجراء سلسة من الأبحاث عن تخمير الكحول، وقد ساعدت نتيجة هذه الأبحاث على حل مشاكل عملية واقتصادية أخرى متعلقة بالتخمير.[١]
نظرية الجراثيم
في نفس الوقت الذي بدأ به باستور بدراساته عن التخمير تبنى نظرية مرتبطة عن سبب الأمراض، حيث اعتقد هو ومجموعة من العلماء أنّ الأمراض تظهر نتيجةً لنشاطات الكائنات الحية الدقيقة، بينما اعتقد المعارضون لهذه النظرية أنّ الأمراض وخاصةً الأمراض المميتة تصيب بسبب الضعف أو اختلال التوازن في الحالة الداخلية وصحة الفرد، وتمكن باستور في الستينات من القرن التاسع عشر من تحديد سبب اللفحة المدمرة التي أصابت دودة القز والتي كانت أساس تجارة فرنسا للحرير آنذاك، حيث كان السبب نوعين من الكائنات الحية الدقيقة بدلاً من نوع واحد.[٣]
اكتشاف اللقاحات
خلال حملة باستور لدراسة الأمراض ركز بشكل واسع على دراسة ما كان يعرف باسم الجمرة الخبيثة لكنّه سرعان ما توجه إلى دراسة كوليرا الطيور، حيث انتهى به الأمر باكتشاف لقاحات تعمل على تخفيف أو إضعاف الكائن الدقيق المسبب للمرض، وكان ذلك بمحض الصدفة حيث كان أثناء قيامه للاختبارات يعمل على تغيير البادئ الذي يدرسه كل بضعة أيام والذي كان في هذه الحالة كوليرا الطيور، ويقدم البادئ لدجاج المختبر لينتهي بها الأمر بالمرض والموت، وبعد مرور أشهر على الأختبارات ذهب باستور في إجازة مما اضطره إلى ترك البادئ من دون تغييره وبعد عودته وعند إجرائه لنفس التجربة السابقة اكتشف أنّ الدجاج لم يمرض كالسابق، مما دفعه إلى اكتشاف أنّ إعطاء الدجاج بادئ غير صالح لم يسبب مرضه لأنّ الميكروبات قامت بحمايته ضد المرض.[٣]
اكتشف باستور بعد ذلك أنّ التقنية السابقة يمكن أن تجرى على باقي أنواع الأمراض، لذا عاد لدراسة مرض الجمرة الخبيثة وقام بإنتاج لقاحات من عصيات الجمرة الخبيثة والتي عملت بالفعل على حماية الأغنام وغيرها من الحيوانات من المرض، حيث تم إعطاء مجموعتين من الأغنام نوعين من اللقاحات، والمجموعة التي أخدت اللقاح بالتقنية الجديدة بقيت على قيد الحياة بينما مرضت المجموعة والثانية ومات بعض منها.[٣]
انتقل باستور بعدها إلى دراسة مرض أخطر آنداك واختار داء الكلب الذي أثر على الحيوان والإنسان على حد سواء، وكان مرض أثار الرعب في نفوس السكان وقتها، لكنّه أدى إلى ظهور عقبات جديدة وذلك لأنّ الكائنات الحية الدقيقة المسببة لهذه المرض لم تكن معروفةً بعد، ولكنه كغيره من الأمراض المعدية كان بالإمكان إعطاء المصاب لقاح داء الكلاب المخفف، وكان النتائج الأولية والتي أجريت على مجموعة من القرود وبعدها الأرانب مبشرة، لذا انتقل باستور بعد ذلك وعالج أول إنسان مصاب واسمه جوزيف ميستر وهو صبي بعمر التسعة أعوام وكان موته شبه محتم، ونجحت نتيجة اللقاح وكانت سبباً في فتح معهد باستور بشكل رسمي عام 1888م والذي كان من أهم معاهد الأبحاث في العلوم الطبية الحيوية في العالم.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت Agnes Ullmann , " Louis Pasteur"، www.britannica.com, Retrieved 19-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Louis Pasteur ", www.biography.com, Retrieved 19-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Louis Pasteur", www.sciencehistory.org, Retrieved 20-2-2018.