موضوعات سورة قريش

كتابة:
موضوعات سورة قريش

موضوعات سورة قريش

القرآن الكريم معجزة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الخالدة، عجز العرب عن الإتيان بمثلها مع أنَّهم أهل الفصاحة والبيان، ومن أجلِّ أنواع الإعجاز في القرآن الكريم هو الإعجاز البياني، ويظهر الإعجاز البياني في استخدام أساليب متنوعة، ومن هذه الأساليب استخدام الأسلوب القصصي.

فائدة هذا الأسلوب إيصال العبرة بطريقة محببة إلى النفس، ومن السور التي استخدمت الأسلوب القصصي هي سورة قريش، وسورة قريش سورة مكية عدد آياتها أربع آيات، ومن مقاصد السورة؛ بيان نعمة الله على قريش، التذكير بحق الله بالعبادة وعدم اتخاذ الشريك، وجاء في السورة عدة مواضيع، منها: الإيلاف والغاية من خلق الإنسان ونعم الله -تعالى-.

الإيلاف

ذكر الله -تعالى- ببداية السورة لفظ إيلاف (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ* إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ)،[١] وتعددت تفسيرات المفسرين في معناه إلى أكثر من معنى، فمن المعاني التي ذُكرت ما يأتي:[٢]

  • الإلزام: ويكون المعنى إلزام قريش بالرحلتين فلا تنقطعوا عنها.
  • الألفة

ويكون المعنى أن هذه الألفة التي حصلت في قريش بتدبير الله وهي كقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)،[٣] ومن تفضل الله -تعالى- على قريش بأن جعلهم متآلفين، وجاءت سورة قريش مناسبة للسورة التي قبلها سورة الفيل، بأن ذكرت سببًا من أسباب الألفة وهو الفرح بسبب انهزام أصحاب الفيل لقريش.

المعروف والمشهور أنَّ الذي سنَّ الإيلاف هو هاشم، وأنَّ أصحاب الإيلاف هم: هاشم، عبد شمس، المطلب، ونوفل، وأن كل واحد منهم أخذ عهدًا من أحد الملوك الذين يمرون في تجارتهم على بلادهم، فكانوا يعطون لرؤوساء القبائل وسادات العشائر، ويسمى الإيلاف أيضًا على شيء من الربح مقابل الحماية خلال الرحلة في الطريق كله إلى اليمن وإلى الشام.[٤]

العبادة هي الغاية من خلق الإنسان

ذكّر الله -تعالى- قريش بالغاية الأسمى التي خُلقوا من أجلها والتي هي عبادة الله -تعالى- حيث قال الله -تعالى-: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)،[٥] والعبادة التي أُمروا بها عبادة الله وحده دون شرك أحد من الشركاء معه؛ لأنَّ الله -تعالى- هو الخالق وهو المتصف بصفات الكمال المنزه عن النقائص والعيوب.[٦]

وسبب ذكر موضوع العبادة في السورة؛ لأنَّ قريشًا كانوا يعبدون الأصنام، فجاء الأمر لتذكيرهم بتوحيد الله -تعالى- وبنعمة الإيلاف التي كانت سببًا لأهم النعم والتي بها دوام بقائهم.[٦]

نعم الله تعالى لا تعد ولا تحصى

ذكر الله -تعالى- في سورة قريش نعمتين عظيمتين هما: الإطعام من الجوع والأمن من الخوف، فقد قال الله -تعالى-: (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)،[٧] وجاءت هذه النعم استجابة لدعوة أبينا إبراهيم -عليه السلام- حينما وضع زوجته وابنه في مكة.[٨]

وتذكير لقريش بالنعم ليستحيوا ممّا هم فيه من عبادة لغير الله -سبحانه وتعالى-؛ فهو رب هذا البيت أي الكعبة الذي يعيشون في جواره آمنين سالمين هانيئين؛ ويسيرون باسمه مرعيين ويعودون معافين محميين.[٨]

المراجع

  1. سورة قريش، آية:1-2
  2. فخر الدين الرازي، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 296. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية:103
  4. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 559. بتصرّف.
  5. سورة قريش، آية:3
  6. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير و التنوير، صفحة 560. بتصرّف.
  7. سورة قريش، آية:4
  8. ^ أ ب "سورة قريش"، الموسوعة الشاملة للتفسير، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2022.
4205 مشاهدة
للأعلى للسفل
×