موقع الكعبة والنسبة الذهبية

كتابة:
موقع الكعبة والنسبة الذهبية

موقع الكعبة والنسبة الذهبية

إنّ في موقع الكعبة المشرفة إعجازٌ إلهي يدل على وجود الخالق -سبحانه وتعالى-؛ وذلك لتحقيقها ما يُعرف بالنسبة الذهبية؛ وهي رقمٌ يتم الحصول عليه عندما يتم تقسيم خطٍ معينٍ إلى قسمين، بحيث يكون ناتج قسمة الجزء الكبير منه على الجزء الصغير منه؛ مساويًا لناتج قسمة طول الخط كاملًا على الجزء الكبير منه.[١]

وقد ذهب بعض المسلمين إلى القول بأنّ موقع الكعبة المشرفة يُحقق ما يُعرف بالنسبة الذهبية، ويتبين ذلك من خلال تقسيم خريطة دقيقة مسطحة للأرض إلى قسمين بشكلٍ أُفقي، فإنّ الخط الذي يقسم الخريطة يمر من مكة المكرمة، وعند تقسيم الخريطة بشكل عمودي، فإنّ الخط العمودي الذي يقسم الخريطة يقاطع الخط الأفقي السابق في موقع مكة المكرمة.[١]

ويكون بذلك موقع الكعبة الموقع الوحيد على الكرة الأرضية الذي يُحقق النسبة الذهبية عرضًا وطولًا.[١]

مكة المكرمة هي مركز الأرض

رأى عدد من العلماء أن مكة المكرمة هي مركز الأرض اليابسة، وتكلموا بهذه المسألة من جانبين؛ أحدهما شرعي والآخر علمي؛ وفيما يأتي بيان لذلك:[٢]

الجانب الشرعي

لقد استدل العلماء على أن مكة المكرمة هي مركز الأرض بعدد من الآيات والأحاديث، نبين بعضاً منها على النحو الآتي:

  • قوله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً)[٣]

حيث أشاروا إلى أن الآية الكريمة جاءت في معرض الحديث عن اتخاذ الكعبة قبلة للمسلمين؛ فكما كان أمة الإسلام أمة وسطاً، كذلك هي مكة المكرمة، وهذا ما اعتمده أهل التفسير كالقرطبي، والطبري.

  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم

حيث روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أوَّلُ بقعَةٍ وضُعِتْ في الأرضِ موضِعُ البيتِ، ثُمَّ مُدَّتْ منها الأرْضُ، وإِنَّ أوَّلَ جبلٍ وضعَهُ اللهُ تعالى على الأرضِ أبو قُبَيْسٍ، ثُمَّ مُدَّتْ منه الجبالُ)،[٤] وقد تكلم أهل العلم بشكل موسع عن صحة هذا الحديث، وصحة متنه؛ فتبين ضعفه من عدة وجوه.

الجانب العلمي

تكلم الدكتور حسين كمال الدين أحمد في بحث له، والمعنون بـ"إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكة المكرمة"، عن مسألة تمركز الأرض اليابسة عند مكة المكرمة؛ حيث قال: "وبعدما وضعت الخطوط الأولى في هذا البحث، ورسمت عليها القارات الأرضية، وجدت أن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات".[٥]

"أي أن الأرض اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة المكرمة توزيعاً منتظماً، وإن مدينة مكة المكرمة في هذه الحالة تعد مركزاً للأرض اليابسة"، واستدل بقوله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ).[٦][٥]

وفي بحث "الإسقاط المكي للعالم" للدكتور حسين كمال الدين أيضاً؛ أخبر عن كيفية التوصل للنتيجة المذكورة آنفاً؛ من خلال تصور وجود سطح مستو عند مكة المكرمة، واعتبار هذا السطح هو نقطة الأصل.[٧]

ثم قام بعمل عدة قياسات للانحرافات والزوايا بين مكة المكرمة، وخطوط الطول والعرض، ومن بعد البحث والتمحيص، والكثير من الحسابات الهندسية والعلمية؛ تبين له أن الحدود الخارجية للقارات يجمعها محيط دائرة واحدة؛ مركزها عند مدينة مكة المكرمة.[٧]

الكعبة المشرفة

تُعدّ الكعبة بيتَ الله الحرام، وقِبلة المسلمين، ورمزٌ للعبادة، حيث قال الله -تعالى-: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ)،[٨] وهي أول بيتٍ وُضِع للناس لعبادة الله -تعالى-، وقد مرت الكعبة بمراحل عديدة خلال تاريخها الطويل؛ مبتدئة بتاريخ بنائها في زمن نبي الله إبراهيم، وولده إسماعيل -عليهما السلام-، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا).[٩][١٠]

ثم استقرت قبيلتي جرهم والعماليق في مكة، وقد تصدع بناء الكعبة أكثر من مرة بفعل السيول، والعوامل المؤثرة في البناء، وكانت كلتا القبيلتين تتوليان إصلاحه، حتى مرت السنين وقامت قريش ببناء الكعبة.[١٠]

مكانة الكعبة

للكعبة المشرفة مكانة عظيمة عند المسلمين، فهي لا تُعظَّم لأحجارها؛ ولكن لمناقبها العظيمةُ التي اختُصت بها، وقد بيّنت آيات القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية ما للكعبة من عظمةٍ في نفوس المؤمنين؛ فهي أول بيتٍ وُضِع للناس لعبادة الله.[١١]

قال الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[١٢] وتعظيم الكعبة المشرفة من شعائر الله -تعالى-؛ حيث قال -جل وعلا- في كتابه العزيز: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).[١٣][١١]

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحجر الأسود، الذي هو جزءٌ من الكعبة: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ من الجنةِ، وهُوَ أشَدُّ بياضًا من اللبَنِ، فسَوَّدَتْهُ خَطايا بنِي آدَمَ)،[١٤] وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، وَإِنْ هَمَّ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ أَنْ يَقْتُلَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أَذَاقَهُ اللَّهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ".[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "الكعبة ليست مركز للأرض لكن موقعها معجزة بالفعل"، www.ahl-alquran.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
  2. "هل ثبت في النصوص أن مكة المكرمة هي مركز الأرض"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2022. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:143
  4. رواه السيوطي، في الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2132، ضعفه الألباني.
  5. ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 292-293. بتصرّف.
  6. سورة الشورى، آية:7
  7. ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 242. بتصرّف.
  8. سورة المائدة، آية: 97.
  9. سورة البقرة، آية: 127.
  10. ^ أ ب "تاريخ الكعبة وأطوار بنائها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت "حرمة الكعبة وتعظيمها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
  12. سورة آل عمران، آية: 96-97.
  13. سورة الحج، آية: 32.
  14. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:877، حسن صحيح.
4459 مشاهدة
للأعلى للسفل
×