موقف الإسلام من العنصرية

كتابة:
موقف الإسلام من العنصرية

موقف الإسلام من العنصرية

الدين الإسلامي حارب العنصريَّة والطبقيَّة بكافّة صورها وأنواعها، فقد ورد في القرآن الكريم أن التفاضُل بين الناس لا يكون إلا بميزان التقوى فقط؛ وأنّ الاختلاف في الجنس البشري طبيعي، وتعدّد أنواعه وأشكاله، فقد جعلها الله آيةً من آياته في هذا الكون؛[١] قال سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}.[٢]

أكَّد النبي عليه الصلاة والسلام هذا في أقواله الشريفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ عز وجل قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهليَّة وفخرَها بالآباء، مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، أنتم بنو آدم، وآدمُ من تراب، ليَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوام إنما هم فَحْمٌ من فَحْم جهنَّمَ، أو ليكونُنَّ أهونَ على الله من الجِعْلان التي تدفع بأنفها النَّتْن).[٣]

كيف عالج الإسلام العنصرية؟

لقد عمل الإسلام على القضاء على العُنصرية عن طريق ما يأتي:

بناء الوعي وتغيير الفكر

عمل الإسلام على إنشاء قناعات مُعينة ليسير البشر، ومن هنا فقد بدأ الإسلام في القضاء على العُنصرية عن طريق تغيير التفكير في نظرة الإنسان للإنسان، فالبشر جميعاً ينحدرون من أصلٍ واحدِ، وتكرّر هذا في القرآن الكريم: (يا بني آدم)، (يا أيّها الناس)، كما أنّ أول سورة في ترتيب المُصحف هي (الفاتحة) التي ابتدأت بـ(الحمد لله رب العالمين)، وآخر سورة (قل أعوذ برب الناس).[٤]

إقرار الحقوق وتطبيقها

لم يتوقّف الإسلام عند الحديث عن المساواة، بل شرع القوانين التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون حقوق الضعفاء، فأوجب الزكاة لرعاية الفقراء، والمساكين، وأصحاب الحاجات، وأوصى باليتيم لكي لا يشعر بالحرمان، وأكرم مكانة المرأة ورفع شأنها، وفي الإسلام تغيّرت طريقة مُعاملة الرقّ ونظرة الناس لهم، وفتح الإسلام الباب أمام العتق والترغيب فيه وجعل كفارات عديدة منطلقاً لعتق العبيد.[٤]

حماية حقوق الإنسان

لم يكتفِ الإسلام بإعلان الحقوق، بل حرص على حراستها وتنفيذها ومُراقبة أيّ مُخالفات مُمكنة، ولعلّ أقدم دستور ظهر في البشريّة وهو وثيقة المدينة المنورة التي جمعت مُجتمعاً واحداً، الجميع فيه سواسية.[٤]

فكان أساسه الوحدة في إطار الاختلاف وحفظت الوثيقة حقّ غير المُسلمين أن يعيشوا بأمن وسلام مع إخوانهم المُسلمين، وعندما تمّ اتّهام يهودي ظُالمًا بالسرقة نزلت الآيات لكريمة لتُعلن براءته،[٤] قال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}.[٥]

ما معنى العنصرية؟

العنصرية هي التمييز بين البشر والتعامُل معهم نسبةً لأصلهم أو عنصرهم أو لونهم، أو جهتهم، والشخص العنصري هو الذي يفضل نفسه ومُعتقداته على غيره من البشر ويتعصّب له،[٦] وقد كان إبليس عليه لعنة الله تعالى أول من نادى بالعنصرية قال الله تعالى: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.[٧]

كما أنّ العنصرية من آثار الجاهلية الأولى التي محاها الإسلام وحذّر من التعامُل على أساسها أو التفاخر بها،[٦] قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.[٨]

المراجع

  1. كمال عبدالمنعم محمد خليل (14/1/2016)، "لا عنصرية في الإسلام"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  2. سورة الروم ، آية:22
  3. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5116، حسن.
  4. ^ أ ب ت ث "الإسلام ونبذ العنصرية "، إسلام أون لاين ، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  5. سورة النساء ، آية:105
  6. ^ أ ب "موقف الإسلام من العنصرية"، إسلام ويب، 5/9/2005، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  7. سورة ص، آية:76
  8. سورة الحجرات ، آية:13
4204 مشاهدة
للأعلى للسفل
×