محتويات
لكن فرعون حارب دعوة موسى -عليه السلام-، وبقي على كُفره، ولم يؤمن بالله، وكانت له مواقف عديدة من دعوة موسى -عليه السّلام-،[٢] وسنوضح تلك المواقف في هذا المقال.
موقف فرعون من دعوة سيدنا موسى
الاستهزاء والإنكار
كان موقف فرعون من دعوة سيدنا موسى بدايةً هو الإنكار والجحود لدعوته؛ فأنكر وجود الله -تعالى-، الذي خلق السماوات والأرض، وقد أخبر الله -تعالى- عن موقف فرعون هذا، حيث قال: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}.[٣][٤]
وأخبر -تعالى- عن قول فرعون مستهزئًا: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}،[٥] وهذا من كِبره وعتّوه وغروره، وحين عجز فرعون عن إيقاف دعوة موسى -عليه السّلام-؛ لجأ إلى إرهابه وتهديد؛ فتوعده بالسجن والاعتقال.[٤]
وأخبر الله -تعالى- عن ذلك في كتابه العزيز، حيث قال: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}،[٦] وذلك على الرغم من أنّ موسى -عليه السّلام- قد جاء لفرعون بالعديد من المعجزات التي تدل على صدقِه.[٤]
اتهام سيدنا موسى بالسحر
واتخذ فرعون موقفًا آخر من دعوة سيدنا موسى -عليه السّلام-، وهو اتهامه بالسحر، وقد أخبر الله -تعالى- عن ذلك، حيث قال: {فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ* وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}،[٧] فلجأ فرعون إلى اتهام موسى -عليه السلام- بالسحر ليردّ دعوته.[٨]
ادعاء فرعون الألوهية وتكبره في الأرض
لجأ فرعون أيضاً إلى ادعاء الألوهية عندما دعاه موسى -عليه السّلام-إلى الإيمان بالله -تعالى-، حيث قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}،[٩] فمن تكبرّه وتجبره في الأرض ادعاءه أنّه إله في الأرض من دون الله.[١٠]
عاقبة فرعون
بعدما ابتعد فرعون عن طريق الرشد والهداية واستمر في ضلاله وطغيانه، كانت عاقبته الخذلان والخسارة في الدنيا والآخرة؛ فعاقبه الله -تعالى- في الدنيا بإغراقه هو وجنوده، وجعل الله -تعالى- فرعون يوم القيامة يقدم جنوده إلى النار، وأدخله الله -تعالى- النار بظلمه وطغيانه، فخسر الدنيا والآخرةِ، وكان مستقره النار وبئس المصير.[١١]
وقد أخبر الله -تعالى- عن مصير فرعون وعاقبته في العديد من آياته،[١١]ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ* إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ* يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ* وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}.[١٢]
المراجع
- ↑ سورة الزخرف، آية:46
- ^ أ ب "قصة موسى مع فرعون "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية:23
- ^ أ ب ت محمد بن صالح العثيمين، "قصة موسى مع فرعون "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء ، آية:27
- ↑ سورة الشعراء ، آية:29
- ↑ سورة القصص، آية:36 37
- ↑ محمد مطني، سورة القصص دراسة تحليلية، صفحة 433. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:38
- ↑ محمد مطني، سورة القصص دراسة تحليلية، صفحة 439. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد حوى ، الأساس في التفسير، صفحة 2600. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:96 99