علي بن أبي طالب
هو ابنُ عمِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، علي بن أبي طالب بن عبد المطلب أبو الحسن -رضي الله عنه-، من آل بيت الرسول وصحابته ومن العشرة المبشَّرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين، ولد سيدنا علي في مكة عام 599م وكان ثاني أو ثالث من أسلم من الناس، هاجرَ إلى المدينة بعد رسول الله بثلاثة أيام، وتزوَّج من فاطمة الزهراء في السنة الثانية من الهجرة، بويعَ بالخلافة سنة 656م، وحُكِمَ خمسَ سنوات لم يحدث فيها أيّ استقرار سياسي، وقعت في عهده كثير من المعارك بين المسلمين امتدادًا لفتنة عثمان، استُشهد في رمضان عام 661م، وهذا المقال سيتحدّث عن ميزة سيف علي بن أبي طالب وفضله. [١]
فضل علي بن ابي طالب
سيِّدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من آل البيت وهو أفضل آل البيت، وقد وردَ في فضل آل البيت الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "خرج النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- غداةً وعليه مِرْطٌ مُرحَّلٌ من شعرٍ أسودٍ. فجاء الحسنُ بنُ عليٍّ فأدخلَه، ثم جاء الحسينُ فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثم جاء عليٌّ فأدخلَه. ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [٢]" [٣]، وعلي بن أبي طالب من العشرة المبشَّرين بالجنة كما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد استخلفه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك على المدينة وجعله بمثابة هارون من موسى -عليه السلام-، فقد روى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في صحيح البخاري: "أنَّ رسولَ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- خرجَ إلى تَبوكَ، واسْتَخْلَفَ عَليًّا، فقال: أتُخَلِّفُني في الصِّبيان والنساءِ؟ قال: ألا ترْضَى أنْ تكونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هارونَ مِن مُوسَى؟، إلا أنَّهُ ليس نبيٌّ بَعْدِي" [٤].
وورد أيضًا عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: "وسمعتُه يقول أي -رسول الله- يومَ خيبرَ: "لأُعطينَّ الرايةَ رجلًا يحبُّ اللهَ ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُه"، قال: فتطاولْنا لها، فقال: "ادعوا لي عليًّا"، فأُتِيَ به أرْمَدُ. فبصقَ في عينِه ودفع الرايةَ إليه، ففتح اللهُ عليه، ولما نزلت هذه الآيةُ: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [٥]، دعا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عليًّا وفاطمةَ وحسنًا وحُسَينًا، فقال: "اللهمَّ! هؤلاءِ أهلي" [٦]. وكلُّ هذه الأحاديث تدلُّ على فضل علي بن أبي طالب ومكانته عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. [٧]
ميزة سيف علي بن أبي طالب
كان سيف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يُسمَّى "ذا الفقار"، وقد كان هذا السيف للرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد اغتنمه في معركة بدرٍ، وبقي معه حتَّى وفاته، فبعدَ وفاته -صلى الله عليه وسلم- صار سيفُه هو سيف علي بن أبي طالب، وكما روى ابنُ أبي شيبة عن عبد الله بن سنان الأسدي في مصنفه، أنَّه قال: "رأيتُ عليًّا يوم صفين، ومعه سيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذو الفقار" وكذلك قال الحافظ في كتابه الفتح. وورد عن ابن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ سيفه يوم بدر، فقال: "تنفَّلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- سيفَهُ ذا الفِقارِ يومَ بدرٍ" [٨].
أمَّا ميزة سيف علي بن أبي طالب أنَّه كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي ذلك بركة عظيمة وأثر جليل كونه كان في يدِ رسول الله يقاتل به أعداء الله وينشر الإسلام ويدحر الشرك والكفرَ به، أمَّا ما قيل عن سيف علي بن أبي طالب أنَّه نزلَ من السماء وما إلى هنالك فذلك كله غير صحيح، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وما ذكر من نزول سيف علي بن أبي طالب -ذو الفقار- من السماء كذب"، والله تعالى أعلم. [٩]
المراجع
- ↑ علي بن أبي طالب, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ↑ {الأحزاب: الآية 33}
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2424، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: سعد بن أبي وقاص، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4416، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {آل عمران: الآية 61}
- ↑ الراوي: سعد بن أبي وقاص، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2404، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ موسوعة الفقه الإسلامي, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 4/146، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ ميزة سيف علي بن أبي طالب, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف