نباتات ذكرت في القرآن

كتابة:
نباتات ذكرت في القرآن

إحياء الأرض بالنبات

وردت الكثيرُ من الآيات القرآنية التي ربطت بين خلق الإنسان وموته ثمّ إحيائه بعد الموت وبين خَلْق النبات في بطن الأرض، ومن هذه الآيات قوله تعالى في سورة فصّلّت: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[١] حيث صوّرت الآية الكريمة عملية نزول المطر على الأرض الخاشعة والمُتذلّلة لله والتي ارتفعت بعدما نما النبات في داخلها ثم خرج على سطحها، وفي هذا التصوير القرآني لَفْت نظر إلى عظمة قدرة الله في خَلق النبات، وفيها دعوة إلى ملاحظة عملية إحياء النبات التي هي من أبدع أسرار الكون الإلهية وأجملها، وسيتحدّث هذا المقال حول نباتات ذُكرَت في القرآن الكريم.[٢]

نباتات ذكرت في القرآن

يُعطي النبات صورة حيّة للتجدّد والتطور ودوران عجلة الحياة المُستمرة بلا توقف، وقد قال تعالى واصفًا دورة حياة النبات في سورة الزمر: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[٣]، وفيما يأتي أسماء نباتات ذُكرت في القرآن الكريم:[٤]

النبات في سورة البقرة

في إطار الحديث عن نباتات ذُكرت في القرآن الكريم لا بدّ من البدء في النباتات التي ذُكرت في سورة البقرة على لسان بني إسرائيل في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ}[٥]، ذكرت هذه الآية عدّة أنواع من النباتات وهي البقل والقثّاء والفوم والعدس والبصل، وقد فسّر العلماء بعض هذه النباتات بأكثر من تفسير مثل الفوم حيث قال بعضهم أنه الثوم المعروف واختار فريق آخر أن المراد بالفوم الحنطة، أما البَقل فإنه اسمٌ جامع لكل نبات رطب يتغذى عليه البشر والأنعام، أما القثّاء فقد قيل بأن معناه الخيار.[٦]

النبات سورة عبس

تضمّنت سورة عبس أسماء نباتات ذُكرت في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا}[٧]، ذكرت هذه الآيات الحب والعنب والقَضب وهذه جميعها من أنواع النبات، أما الحَب فهو اسم جامع لكل أنواع الحبوب التي يقتات عليها الإنسان والحيوان من حنطة وقمح وشعير وغيرها[٨]، أما العنب فهو معروف ومن لطائف تفسير هذه الآية أن الحَب فهو من القوت فتمّ الابتداء بذكر ثم العنب وهو فاكهة ويمكن تحويله إلى قوت بجعله خلًّا أو دبسًا أو زبيبًا، والقَضْب هو الرطب من البقول، وهو لا يصلُح للادّخار والتخزين مُطلقًا، ولذلك فقد تمّ تأخير ذكره -والله تعالى أعلم-.[٩]

واستكمالًا للحديث عن نباتات ذُكرت في القرآن في سورة عبس لا بدّ من الإشارة إلى قوله تعالى :{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}،[١٠] فالفاكهة معروفة أما كلمة "أبّا" فقد اُختُلِف في تفسيرها على عدّة أقوال، حيث روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره أن الأبّ هو الكلأ والمرعى، وقيل بأنه طعام البهائم وكل ما سوى بني آدم، وتمّ تفسيره بأنه التبن، وقيل أنه الفاكهة اليابسة المُعدّة للأكل في غير موسمها -والله تعالى أعلم-.[١١]

أشجار ذكرت في القرآن

تعرّضت الآيات القرآنية إلى ذكر الكثير من أنواع الأشجار في أكثر من موضع وأكثر من سياق، حيث تمّ ذكر بعض أنواع الأشجار التي يتغذّى ويقتات منها الناس، كما تمّ ذكر بعض أنواع أشجار الفاكهة، وفيما يأتي أسماء بعض هذه الأشجار:[١٢]

  • الزيتون: تردّد ذكرالزيتون في عدة مواضع من القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى في سورة النحل: {يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ}،[١٣] فالزيتون كما هو معروف من أكثر أنواع الأشجار عمرًا وفائدة[١٤]
  • النخل والرمان: قال تعالى في سورة الرحمن: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}،[١٥] النخيل والرمّان من أشجار الجنة، ومع كونهما من أنواع الفاكهة فقد تمّ إفرادهما بالذِكر، وقد علّل العلماء عطفهما على الفاكهة؛ لأنهما يُستخدمان لحاجات أُخرى غير التفكّه فالتمر يُعّد من أنواع القوت والطعام والرمّان يُستخدم للعلاج.[١٦]

دلالة كلمة نبات في القرآن

يرتبط موضوع نباتات ذُكرت في القرآن بدلالة كلمة نبات في القرآن الكريم، حيث ذُكرت هذه الكلمة في مواضع عدّة وبأكثر من اشتقاق وتصريف وأريد بها أكثر من معنى ودلّت دلالات متنوعة بالإضافة إلى المعنى الرئيس وهو النبات المعروف، وفيما يأتي بعض هذه الدلالات:[١٧]

  • النبات بمعنى الخلق والإيجاد: ومنها قوله تعالى في سورة نوح: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}.[١٨]
  • النبات بمعنى الغذاء: مثل قوله تعالى في سورة آل عمران: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ}.[١٩]
  • النبات بمعنى الإخراج: ودليله قوله تعالى في سورة البقرة: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ}.[٢٠]

التفكر في خلق النبات

يؤدي الحديث حول نباتات ذكرت في القرآن إلى التفكر في خلق هذه النباتات والحكمة من إيجادها فقد أخبر الله الحكيم في كتابه الكريم أنه خلق الإنسان وجعل له في هذه الأرض ما يكفيه ويغنيه ليستمر في حياته وذلك في قوله تعالى في سورة الحجر: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}[٢١]، ومن هذه المعايش التي أوجدها -سبحانه- النبات، وقد خلق الانبات وأبدع في خلقه، ويظهر ذلك جليًّا وواضحًا في الأراضي التي تكثُر فيها النباتات والأشجار فتظهر وكأنها صورة فنيّة بديعة لكل ما هو متناسق وجذّاب.[٢٢]

وقد تمّ الحديث عن هذه الحقيقة في القرآن الكريم في السورة نفسها، حيث قال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ}،[٢٣] يتفضّل الله على عباده ويدعوهم إلى مشاهدة وملاحظة ما حولهم من عجائب القدرة الإلهية في خلق النبات وغيره من المخلوقات ليكون ذلك سبيلًا للتفكر في عظمة الخالق سبحانه الذي قدّر كل شيء في هذه الدنيا ونظمّه تمام التنظيم ليظهر بهذه الصورة من الكمال والدقّة.[٢٢]

المراجع

  1. سورة فصلت، آية: 39.
  2. "سكون الأرض وحركتها"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  3. سورة الزمر، آية: 21.
  4. "النبات في عالمنا الفسيح"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 61.
  6. "تفسير الألوسي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  7. سورة عبس، آية: 27-28.
  8. "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  9. "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  10. سورة عبس، آية: 30.
  11. "تفسير الألوسي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  12. "أخبار الأشجار في القرآن الكريم والسنة النبوية"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  13. سورة النحل، آية: 11.
  14. "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  15. سورة الرحمن، آية: 68.
  16. " أضواء على ذكر العنب والرمان وغيرهما في القرآن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  17. "النبات في القرآن"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  18. سورة نوح، آية: 17.
  19. سورة آل عمران، آية: 37.
  20. سورة البقرة، آية: 261.
  21. سورة الحجر، آية: 20.
  22. ^ أ ب "لوحة فنية رائعة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  23. سورة الحجر، آية: 19.
4964 مشاهدة
للأعلى للسفل
×