إسلام أبي ذر الغفاري
كان أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- رافضاً لعبادة الأصنام، وعندما علم بأمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أرسل أخاه ليتأكد من صحة نبوته، فذهب أخاه وسمع من كلام الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعندما عاد أخبره بأنّه يأمر بمكارم الأخلاق، فلم تشفه إجابة أخيه وذهب بنفسه إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فلما التقى به عرض الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عليه الإسلام، فإسلم وأعلن عن إسلامه أمام أهل قريش، فضربوه حتى هددهم العباس بقبيلة أبي ذر قبيلة غفار حتى تركوه، وفي اليوم الذي يليه فعل مثل ما فعل بالأمس، فضربوه أهل قريش فأدركه العباس وقال مثل ما قال بالأمس ثم تركوه.[١]
أبو ذر الغفاري
أبو ذر الغفاري هو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان، كان أسمر اللون، ضخماً، كثيف اللحية، وكان أبو ذر الغفاري من السابقين للإسلام، حتى قيل أنّه خامس من أسلم من المسلمين، هاجر إلى المدينة المنورة ولازم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وجاهد معه، وهو أول من حيّا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بتحية الإسلام، وكان معروفاً بالصدق والحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما أقلَّتِ الغبراءُ ولا أظلَّتِ الخضراءُ من رجلٍ أصدقَ لَهجةً من أبي ذرٍّ"،[٢] وكان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- شديد الحب له، ويرشده إلى ما فيه صلاحه، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا أبا ذَرٍّ، إنِّي أراكَ ضَعِيفًا، وإنِّي أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لِنَفْسِي، لا تَأَمَّرَنَّ علَى اثْنَيْنِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مالَ يَتِيمٍ"،[٣] ففي هذا الحديث يُعبّر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن حبه لأبي ذر الغفاري، فقوله: "وإنِّي أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لِنَفْسِي"، دليل على شدة حُبه له.[٤]
موت أبي ذر الغفاري
كان أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- قد اعتزل الناس في آخر حياته في منطقة تسمى الربذة، وهي منطقة بالقرب من المدينة المنورة، وعندما جاءه الموت بكت امرأته؛ وسبب ذلك أنّها ليس لديها ثوب يسعه كفناً، فقال: "لا تَبْكي؛ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ، وأنا عندَه في نَفَرٍ يقولُ: لَيَموتَنَّ رَجُلٌ منكم بفَلاةٍ منَ الأرضِ، يَشهَدُه عِصابةٌ منَ المُؤمِنينَ قال: فكلُّ مَن كان معي في ذلك المَجلِسِ ماتَ في جَماعةٍ وفِرقةٍ، فلم يَبْقَ منهم غَيْري، وقد أصبَحْتُ بالفَلاةِ أموتُ، فراقِبي الطريقَ"،[٥] فبينما هي كذلك حتى قَدِمَ قوم، فطلبت منهم تكفينه، فكفنه أحدهم بثوبان من غزل أمه، وبثوب من الذي عليه من اللباس، وقد مات -رضي الله عنه- سنة إحدى وثلاثين، أو اثنين وثلاثين للهجرة، ومن شِدةِ ورعه مات -رضي الله عنه- وهو لا يملك كفناً له.[٦]
المراجع
- ↑ "قصة إسلام أبي ذر"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019.بتصرف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 127، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1826، حديث صحيح.
- ↑ "نبذة مختصرة عن أبي ذر رضي الله عنه"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 21467، حديث حسن.
- ↑ "سيرة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.