الدولة الحمدانية
هِي دولة نشأة في ضُلُوع الدّولة العبَّاسَّية، لَكِنَّها اِنفصلت عنها في مراحل ضِعفها، لِتُصبح دولة عربيّة مُستقلَّة بِذاتها، فهي دولةُ شيعيّة المَذهب، سمّيت بِهذا الاِسم نِسبةً إلى الحمدانِيينَ الّذين يرجِعُون إلى حمدان بن حمدُون، فعندما تتوتر الأحوالُ في بغداد تستنِدُ الخِلافة إلى الحمدانِيُّين الَّذين يُعرِّفُون بِأنّهُم مصدرُ القُوّة، فقد قاتلت العديد من أعدائِها كَالرَّوم والعُبِيدين، لم يقتصر حُكمُهُم على بغداد فقط بل توسَّعت بِواسطة سيف الدَّولة الحَمدانيِّ، حتّى أصبحت شرقُ الشام وحلب تحت حُكمِهِ، كذلِك عمل على إنماء حلب لِتُصبح مقصد تألُّق الشُّعراء، فقد دوّن أبُو فراس الحمدانيِّ أبرز القصائد فِي عصره، اِنتهت الدَّولة الحمدانيَّة على يد الفاطميَّين الَّذين انتزعُوا منهُم السُّلطة.[١]
أبو فراس الحمداني
هُو الحارثُ بن سعيد بن حمدان بن حَمدُون الحمدانيِّ التَّغلُّبيّ الرُّبُعيِّ، ولد في مدينة الموصل سنة 357 هِجريّ، لُقب بِأبي فراس[٢]، حيثُ إنّ اللهَ شاء أن يكُون ابنُ جارية الّتي حرَّرها والدُهُ بعد أن أنجبتَهُ[٣]، بعدها توفَّي والِدهُ نتيجة المشاكل الَّتي حصلت بينهُ وبين ابن أخيه الَّذي أراد أن يُصبح حاكمُ الموصل، فقد نشَّأ على يد ابن عمِّه في مدينة حلب الَّتي درس فيها الفُرُوسيَّة والأدب، نجح أبُو فراس الحَمدانيِّ في إِدارة مُقاطعة منبج الَّتي عُين عليها مِن قبل سيف الدَّولة[٢]، أصبح الحمدانيُّ مشاركًا في العديد من المعارك الَّتي قام بِها سيفُ الدَّولة، مِنها المعركة الَّتي حصلت بين الحمدانيَّين والرُّوم فِي منطقة مغارة الكُحلِ، حيثُ أُسَر لِمُدّة أربعِ سنواتٍ، بعدها أُسرّ فِي القُسطنطينيَّة عندما دافع عن قلعتهِ الَّتي سقطتْ على يد الأعداء[٣]، لكِنَّ طريقة خلَّاصهِ من الأسر كانت مُبهمة لدى الرُّواة، فقد قال البَعضُ أنّ سيف الدّولة أنقذهُ من الأسر عن طريق الفِدية، ومِنهُم من قال أنّهُ قد لاذ بِالفِرار من الأعداء[٢]، وفي عام 968 م تُوفّي الحمدانيَّ في سنّ السّادسة والثلاثين، بعد أن أرادَ أنْ يُسيطر على مدينة حِمّص، فحصل نزاع بينهُ وبين قرغوية مِمّا أدَّى إلى وفاته في جنُوب شرقِ حمّص[٣].
قصائد أبو فراس الحمداني
عُرِّف أبُو فراس الحَمدانيِّ بشعره المتميّز، فقد كان يُنافسُ العديدُ من الشُّعراء فِي المُجالِس الأدبيَّة، حيثُ إنّ القصائِدَ الَّتي كانت مصدرُ شهرتهِ قام بتدوينها فِي فترة اِحتجازه لدى الأعداء، فقد كتب العديدُ مِن القصائِد[٣] ومِنها:[٢]
- أرَّاك عَصِيُّ الدَّمع شِيمتُك الصَّبرُ .
- تُقِرُّ دُموعيّ بِشوقِيّ إِليكَ.
- وما أنسَ لا أَنسَ يوم المغار.
- الشِّعرُ دِيوانُ العربْ.
- قَنَاتُي على ما تَعهدانِ صلِيبةُ
- أقَرّ لهُ بِالذَّنبِ ؛ والذّنبُ ذنبهُ.
- أَسَاءَ فزَادَتهُ الإِسَاءةُ حُظوة.
- أبِيتُ كأنِّيّ لِلصَّبابة ِ صاحِبُ.
- أَرَانِي وقَومِيّ فرَّقتنَا مذاهبُ.
- إِنَّ في الأسرِ لصبًّا.
- ألَزمني ذنبًا بِلا ذنب.
- ياليلُ؛ ما أغفَلَ، عَمَّا بِي.
- أبَنَيتِي، لا تَحِزني.
- وقفَتنِي على الأسى والنَّحِيب.
- يا ضَارِبَ الجَيشِ بِي فِي وسطِ مَفرِقهِ.
- ومُعوَّدٍ لِلكرِّ في حمس الوغَى.
- وما هُو إلَّا أنْ جرّت بِفِرَاقِنَا.
- ألا ليتَ قوميَّ، والأمَانيّ مُثيرة.
- قامَت إِلى جَارَتِهَا.
- جَارِيَةٌ، كَحلاءُ، مَمشُوقَة.
- ألا أَبلُغ سَرَاةَ بُنِّيَّ كُلاَّب.
- عَجِبتُ، وَقَد لَقِيتَ.
المراجع
- ↑ "الدولة الحمدانية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "أبو فراس الحمداني"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "ما لا تعرفه عن أبو فراس الحمداني .. من هو؟ سيرته الذاتية، إنجازاته وأقواله، معلومات عنه"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2020. بتصرّف.