نبذة عن ألفية ابن مالك

كتابة:
نبذة عن ألفية ابن مالك





نبذة عن ألفية ابن مالك

يُعد ابن مالك أحد أبرز أعلام النحاة، وقد لاقت مؤلفاته ذيوعاً وانتشاراً واسعاً، ومن مؤلفاته المشهورة الألفية، وسميت بذلك؛ لأن عدد أبياتها اقترب من الألف؛ إذ يبلغ عدد أبيات الألفية ألفاً وبيتين، وقد نظم ابن مالك ألفيته في مدينة حماة سنة 660 هـ، والاسم الذي أطلقه ابن مالك على الألفية هو (الخلاصة)، لكنها اشتهرت فيما بعد باسم (ألفية ابن مالك نسبةً إلى صاحبها) فيقول ابن مالك في الألفية ويُصرح باسمها:[١]

فقد ضم شمل النحو من بعد شته * وبين أقوال النحاة وفصَّل

بألفية تسمى الخلاصة قد حوت * خلاصة علم النحو والصرف مكملاً.


منهج ابن مالك في ألفيته

وضع ابن مالك ألفيته على ترتيبٍ جديد لم يسبقه فيه أحد؛ فقدّم أصول النحو على فروعه، فوضع أصول النحو (الأحكام الإفرادية) في بداية نظمه، وأخَّر فروع النحو (الأحكام التركيبية)،[٢] وابتدأ ابن مالك ألفيته بذكر اسمه، ثم حمد الله والاعتراف بصفات كماله، ثم الصلاة على النبي محمد، فقال:[٣]

قال محمدٌ هو ابن مالك: * أحمدُ ربي الله خير مالك

مصلّياً على النبي المصطفى * وآله المستكملين الشَّرفا

وأستعين الله في ألفيّهْ * مقاصد النحو بها محويّهْ

تُقرب الأقصى بلفظٍ موجز * وتبسط البذل بوعدٍ مُنجز

وتقتضي رضاً بغير سخط * فائقةً ألفيّة ابن مُعطِ

وهو بسبق حائز تفضيلاً * مستوجب ثنائي الجميلا

والله يقضي بهبات وافره * لي وله في درجات الآخرة


ترتيب الأبواب النحوية في الألفية

رتب ابن مالك الأحكام الإفرادية على ثلاثة أبواب: الباب الأول باب الكلمة والكلام، فقال في أحد أبيات هذا الباب:[٤]

كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم * واسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ الكَلِم


أما الباب الثاني باب المعرب والمبني، وأحد أبيات هذا الباب:

والاسمُ منه معربٌ ومبني * لشبهٍ من الحروف مُدني


بينما كان الباب الثالث باب النكرة والمعرفة، وأحد أبيات هذا الباب:

نكرةٌ قابل أل مؤثِّراً * أو واقعٌ موقع ما قد ذُكرا.


أما الأحكام التركيبية -الأحكام التي لا تكتسبها الكلمة إلا بعد أن تدخل في جملة- فرتّبها على ثلاثة أبواب: الباب الأول باب الأحكام النحوية للجملة الاسمية، وتشمل أحكام المبتدأ والخبر وأحكام النواسخ، وأحد أبيات هذا الباب:

مبتدأ زيدٌ وعاذرٌ خبر * إن قلت زيدٌ عاذرٌ من اعتذر.


أما الباب الثاني، فكان في الأحكام الفعلية للجملة الفعلية، وتشمل أحكام الفاعل ونائب الفاعل والمفاعيل الخمسة، وأحد أبيات هذا الباب:

الفاعل الذي كمرفوعيّ أتى * زيدٌ منيراً وجهه نِعم الفتى


بينما الباب الثالث ذكر فيه أحكام المنصوبات والمجرورات والتوابع، وبعض الأساليب العربية مثل التعجب والنداء، ومن أبيات هذا الباب:

الحالُ وصفٌ فَضلةٌ مُنتصبُ * مُفهِمُ في حال كان كفرداً أذهب.


التعريف بابن مالك

ابن مالك هو محمد بن عبد الله بن مالك الطائي، والذي يُكنى بأبي عبد الله، وُلِد في الأندلس سنة 598 هـ.[٥]


مؤلفات ابن مالك

ترك ابن مالك العديد من المؤلفات في النحو وعلوم اللغة العربية، ومن مؤلفاته:[٦]

  • التسهيل وشرحه.
  • شرح الكافية الشافية.
  • الألفية.
  • سبك المنظوم وفكّ المختوم
  • شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح
  • لامية الأفعال.

المراجع

  1. سليمان العيوني، شرح ألفية ابن مالك، صفحة 29 - 30. بتصرّف.
  2. سليمان العيوني، شرح ألفية ابن مالك، صفحة 32. بتصرّف.
  3. ميثم العقيلي، طالب الألفية في شرح ألفية ابن مالك، صفحة 13 - 14. بتصرّف.
  4. سليمان العيوني، شرح ألفية ابن مالك، صفحة 32 - 35. بتصرّف.
  5. عبد اللطيف الخطيب، متن ألفية ابن مالك، صفحة 5. بتصرّف.
  6. عبد اللطيف الخطيب، متن ألفية ابن مالك، صفحة 5. بتصرّف.
4972 مشاهدة
للأعلى للسفل
×