أم عطية الأنصارية
تُعدّ أمّ عطيّة الأنصاريّة من الشّخصيّات التي أضاءت تاريخ الإنسانيّة، حيث عملت على تسطير الكثير من المواقف العظيمة التي يشهد لها الزّمان، وتُعدّ واحدة من فضليات النّساء الرّائدات ولها جانب في الجهاد والفقه ورواية الحديث، واسمها: نسيبة بنت الحارث، وقيل: نسيبة بنت كعب الأنصاريّة، واشتُهرت بكنيتها "أمّ عطيّة الأنصاريّة"، وهي من إحدى فقهاء الصّحابة، حيث روت أحاديث عديدة، ومن بينها التي تحدّثت عن أحكام الجنازة والمرأة، وهي التي غسّلت زينب ابنة الرّسول -عليه السّلام- وعاشت إلى حدود سنة سبعين، ولديها العديد من الإنجازات التي أفاضت تغييرًا في المُجتمع لتصبح قدوة للأمة،[١] ومن الجدير بالذّكر أنّ المرّات التي شاركت فيها الغزو مع الرّسول -عليه السّلام- بلغ عددها سبع، وعدد الأحاديث التي روتها أربعون حديثًا، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرّف على حياة أم عطيّة الأنصاريّة، بالإضافة إلى بعض الأحاديث التي روتها.[٢]
حياة أم عطية الأنصارية
انتقلت أمّ عطيّة الأنصاريّة بعد وفاة الرّسول -عليه السّلام- إلى البصرة، وكانت عالمة في الفقه ورواية الحديث، حيث أخذ عنها رجال البصرة ونساءهم علوم الفقه ولا سيّما فقه الجنائز وغسل الميّت، ومن الصّحابة الذين رووا عنها: أنس بن مالك ومحمد بن سيرين وحفصة بنت سيرين وأم شراحيل وعلي بن الأقمر، وتُعدّ أمّ عطيّة من كبار نساء الصّحابة اللّاتي جاهدنَ في سبيل الله، وتركنَ أثرًا كبيرًا في وقتها، وكان إسلامها على يد النّساء اللّاتي سبقوها من الأنصار،[٣] وكانت -رضي الله عنها- تسير في ركب القتال مع الجيش الغازي بالسّيوف، حيث كانت تروي ظمأ المُشاركين بالجهاد وتطبب المرضى وتُداوي الجرحى، وكانت تقول عن نفسها في الجهاد: "غَزَوْتُ مع الرّسول-عليه السّلام- سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ في رِحَالِهِمْ، فأصْنَعُ لهمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الجَرْحَى، وَأَقُومُ علَى المَرْضَى"،[٤] وكانت -رضي الله عنها- تُغسّل النّساء في زمن الرّسول، وهي من النّساء العشرة اللّاتي خرجنَ للجهاد، حيث شهدت غزوة خيبر التي حدثت في السّنة السابعة من الهجرة،حيث قاد هذه الغزوة الرّسول -عليه السّلام- وكانت بعد عقد صلح الحديبية، وهي من أكبر المعارك التي حدثت في زمن الرّسول وشاركت فيها أم عطية الأنصارية.[٥]
الأحاديث التي روتها أم عطية الأنصارية
إنّ علم مصطلح الحديث يتضمّن الرّوايات التي نقلها الصّحابة سواء من النّساء أم الرّجال، وتُعدّ أمّ عطيّة الأنصاريّة من الصّحابيّات اللّاتي نقلنَ عن الرّسول أقواله وأفعاله الصّحيحة، وفيما يأتي بيان بعض منها:
- قولها -رضي الله عنها-: "نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، ولَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا"،[٦] ويُعدّ هذا الحديث من أكثر الأحاديث المشهورة عنها حيث تمّ إخراجه في الكتب السّتّة.[٧]
- قول أمّ عطيّة: أنّ امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها الرّسول: "لا تَنْهَكي ، فإنَّ ذلك أحْظى للمرأةِ، و أحبُّ إلى البعْلِ".[٨][٩]
- وقالت أيضًا عندما توفيت ابنة الرّسول: "دَخَل عليْنا الرّسول -عليه السّلام- حين تُوُفِّيَتِ ابنتُهُ، فقال: اغْسِلْنَها ثلاثًا أوْ خمسًا أوْ أَكثَرَ مِن ذلكَ بماءٍ وسِدْرٍ...".[١٠][١١]
المراجع
- ↑ "أم عطية الأنصارية"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-05. بتصرّف.
- ↑ "أم عطية الأنصارية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-05. بتصرّف.
- ↑ "أم عطية الأنصارية"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-05. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية الأنصارية، الصفحة أو الرقم:1812، صحيح.
- ↑ الدكتور محمد عبدالقادر أبو فارس (2000)، حقوق المرأة المدنية والسياسية في الإسلام (الطبعة 1)، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:1278، صحيح.
- ↑ "شرح أحاديث عمدة الأحكام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أم عطية الأنصارية نسيبة بنت الحارث، الصفحة أو الرقم:7475، صحيح.
- ↑ "الأحاديث الواردة في ختان المرأة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:371، صحيح.
- ↑ "أحاديث روتها أم عطية الأنصارية"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08. بتصرّف.