القضاء
القضاء: هو الحكم بين المتخاصمين بالقانون الإسلامي بكيفيّة معيّنة، أو الإخبار عن حكم شرعي على سبيل الوجوب والإلزام،[١] ويعدُّ القضاء مشروعٌ في الكتاب والسنَّة ودليل مشروعيته قوله تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}،[٢] كما أنَّ القضاء عبارة وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ونصرة المظلوم وردع الظالم عن ظلمه، بالإضافة إلى أنَّه وسيلة لإيصال الحقّ إلى أصحابه،[٣] وسيتم في هذا المقال تخصيص للحديث عن ابن باز أحد العلماء الَّذين عملوا في مجال القضاء.
ابن باز
هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز المكنَّى بأبي عبد الله، وُلد ابن باز عام 1330 في مدينة الرياض، وقد كان بصيرًا بداية طلبه للعلم لكنَّه بدأ يضعُف حتى ذهب كاملًا وذلك عام 1350،[٤] رغم ذلك إلَّا أنَّه جدَّ في طلب العلم فكان متقنًا فتعلَّم كافة العلوم الشرعية من فقهٍ وحديثٍ وتفسيرٍ وعقيدة، كما أنَّه جمع كافة صفات أهل العلم فكان شديد التعظيم للسنَّة كما أنَّه كان مستمرًا في تطبيقها بالإضافة إلى أنَّه كان شديد الرقة وكان حليمًا متواضعًا كريمًا سخيًا محسنًا، تُوفي ابن باز يوم الخميس سنة 1420 وكان عمره آنذاك 89 عامًا، [٥]وقد ترك وراءه أثرًا عظيمًا يظهر من خلال إنجازاته ومؤلفاته وسيتم فيما يأتي الحديث عن أعماله وإنجازاته ومؤلفاته:
أعماله وإنجازاته
عمل ابن باز في القضاء في الفترة الواقعة ما بين 1357-1371هـ وهذا كان أوَّل عملٍ تولَّاه بالإضافة إلى إمامته في الناس وأداء خطبة الجمعة وإلقاء الدروس، ثمَّ انتقل إلى الرياض عام 1372 وبدأ التدريس في معهد الرياض العلمي ثمَّ انتقل للتدريس في كلية الشريعة عام 1373 ، وفي عام 1381 أصبح ابن باز نائبًا لرئيس الجامعة الإسلاميَّة، بالإضافة إلى أنَّه قام بتأسيس حلقتيّ إحداها في الجامع الكبير والأخرى في المسجد النبوي.[٥]
مؤلفاته
ترك الشيخ ابن باز عدَّة مؤلفات علميَّة تشهد على علمه وفقهه، وهذه المؤلفات تشمل عدَّة جوانب، كما أنَّها لم تقتصر على المؤلفات المطبوعة بل إنَّ منها ما هو مسموع، ومن هذه المؤلفات ما يأتي:[٥]
- الفوائد الجليَّة في المباحث الفرضية.
- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة.
- ثلاث رسائل في الصلاة.
- رسالتين في الزكاة والصيام.
- العقيدة الصحيحة وما يضادُّها.
- وجوب العمل بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكفر مَن أنكرها.
- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.
فضل ابن باز
كان لابن باز فضلٌ عظيم في إنقاذ الكثير من الأسر التي كادت أن تتهدم بيوتهم ويتشرد أولادهم وتُطلَّق نساءهم، وكان ذلك بانفراده عن علماء بلده في الحكم بالطلاق ثلاثًا حيث أفتى بأنَّه يقع طلقةً واحدة، كما أنَّه كان يرى عدم وقوع الطلاق في الحيض أو طهرٍ وطئ الزوج زوجته به وكذلك أفتى بعدم وقوع طلاق السكران بالإضافة إلى أنَّه كان يرى الحلف بالطلاق يمينًا مكفرة، وكل ذلك أدَّى إلى كثرة مستفتوه عن هذه المشاكل ورحلتهم إليه.[٤]
المراجع
- ↑ ابن فرحون (1986م)، تبصرة الحكام (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية، صفحة 12، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 42.
- ↑ د.فاروق عمر فوزي (2010)، تاريخ النّظم الإسلاميّة (الطبعة الأولى)، فلسطين: الشروق، صفحة 285. بتصرّف.
- ^ أ ب "نبذة عن سماحة الشيخ ابن باز بقلم الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ابن باز .. عالم الحجاز"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.