نبذة عن الأحنف بن قيس

كتابة:
نبذة عن الأحنف بن قيس

بنو تميم

إحدى قبائل العرب الكبرى، عرفت بشدّتها وقوة رجالها وكثرتهم، يعود نسبها لجدها تميم بن مر بن آد من سلالة عدنان، وهو من ذرية نبي الله إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام-، تذكر الأخبار أن تميم رحل من مكة إلى اليمن ثم استوطن في نجد؛ حيث تكاثرت ذريته، وتنتشر القبيلة اليوم في الجزيرة العربية وبعض مناطق الشام والعراق وشمال إفريقيا، وقد أسلم بنو تميم بعد فتح مكة زمن الرسول الذي امتدح هذه القبيلة في عدّة مواقف منها صدقهم وأمانتهم في جمع الصدقات وأموال الزكاة، واشتهر منهم في الإسلام صحابة أشداء لعبوا أدورًا كبيرةً في الفتوحات الإسلامية كالقعقاع بن عمرو التميمي، وكان من أبرز رجالات القبيلة وساداتها الأحنف بن قيس.[١]

الأحنف بن قيس

هو الضحّاك بن قيس بن معاوية بن حصين سيد بني تميم المعروف باسم الأحنف بن قيس لحنف في رجليه وهو التواء وعوج، اشتهر بحلمه وسؤدده قبل الإسلام، وكان ذو رأي وحكمة وفطنة، أسلم في حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكنه لم يرى النبي أبدًا لذلك فهو يعدّ من التابعين، وفد على عمر بن الخطاب أثناء فترة خلافته، والتقى بعدد كبير من الصحابة، فأخذ عنهم أحاديث النبي، ونقلها وحدّث بها، وقد أخذ عنه عدد من رواة الحديث.[٢]

تذكر الأخبار أن الأحنف بن قيس ولد في العراق، وكان أعرف الناس في مناطقها ومدنها، وقد شهد عددًا من الفتوح فيها كفتح تكريت والموصل، كما شهد فتح خراسان واعتزل الفتنة في بدايتها؛ فلم يشهد موقعة الجمل؛ لكنه شارك في معركة صفين في صفوف جيش علي بن أبي طالب، ولما استقرّت الأمور لمعاوية بن أبي سفيان في الشام لم يتعرض للأحنف خوفًا من قومه الذين يغضبون لغضبته ويأتمرون بأمره وقال معاوية قولته المشهورة لمّا عاتبوه باللين الذي أظهره مع الأحنف: هذا الذى إذا غضب غضب له ألف لا يدرون فيما غضب.[٣]

فضل الأحنف بن قيس ومناقبه وحلمه

أسلم الأحنف بن قيس زمن النبي حين أسلمت جموع كثيرة من بني تميم بعد الفتح؛ ولكنه لم يرَ النبيّ، ثم وفد على المدينة زمن عمر بن الخطاب، ومكث فيها عامًا أخذ فيه الحديث عن عمر بن الخطاب وعن علي وأبي ذر الغفاري والعباس وعبد الله بن مسعود وعن عثمان بن عفان، ثم روى عنه عدد من التابعين والرواة مثل الحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق بن حبيب، وقد عرف بصدقه وأمانته، وشارك في فتح خراسان وقاد الجند إلى بلخ فصالح أهلها.[٤]

تذكر الكتب ما لا يحصى من أخبار حلمه وكرمه، فكان في الجاهلية لا يأتيه ضيف إلا أكرمه ولا نازعه منازع إلا غلبه بالحلم حتى وصف بالشرف والمكرمات والحكمة، وبعد الإسلام ظل سيدًا ومقدمًا في قومه، وكان عمر يشاوره ويأمر ولاته بأخذ المشورة منه والاستماع لرأيه ونصحه، وكان يحكم في الديّات، وقد وفد ذات مرّة ليحكم بدية، فطلب أهل القتيل ديتين فقبل الأحنف بن قيس ثم ذكرهم بحكم الله وحكم الرسول وحكم العرب في ديّة القتل، ونصحهم بأنهم اليوم طالبين وقد يكونون مطلوبين غدا في دفع دية، فلن يرضى أحد منهم عندها إلا كما طلبوا، فأعادوا له ما دفع، وقبلوا بديّة واحدة، ويروى عن الأحنف بن قيس الكثير من الأقوال والحكم التي مازال يرددها الحكماء من بعده، وكان لايفتأ عن نصح الناس وتذكيرهم بالخير في المعاملات، وكان يحسن الخطابة والكلام، عفيف النفس عن كل مكسب ومال، كثير الصلاة والصيام، دائم التعبد.[٢]

المراجع

  1. "بنو تميم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الأحنف بن قيس"، al-hakawati.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
  3. "الأحنف بن قيس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
  4. "الأحنف بن قيس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
6997 مشاهدة
للأعلى للسفل
×