صحابة رسول الله
الصحابة جمع صحابي وهو الرّفيق أو الصديق، وقد عرّف الإسلام الصّحابة على أنّهم أتباع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ورفاق سيرته ممّن لازموه وآمنوا به وإتّبعوا سنّته وماتوا على شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، ولقد أشار التّاريخ الإسلاميّ إلى جميع الصّحابة الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع رسول الله في تبليغ رسالته العظيمة، وأفضل الصحابة أبو بكر الصّدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، ثمّ عثمان بن عفّان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، ثمّ ما بقي من العشرة المبشّرين بالجنّة وأهل بدر وأهل أحد وأهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم أجمعين، والمقال يحكي نبذةً عن الصّحابيّ الجليل البراء بن مالك.[١]
البراء بن مالك
البراء بن مالك -رضي الله عنه- هو البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار، حيث يعود أصله ونسبه إلى قبيلة الخزرج الأزديّة، وهو شقيق الصّحابيّ الجليل خادم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنس بن مالك رضي الله عنهما، وهو صحابيٌّ جليلٌ بدوره خاض مع رسول الله العديد من الغزوات والأحداث، وقد عُرِف بجسارته وشجاعته وحبّه للشهادة في سبيل الله، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيه أنّه مستجاب الدّعوة في الحديث الصّحيح الذي رواه أنس بن مالك: "كم من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ له لو أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه منهم البَرَاءُ بنُ مالكٍ"،[٢] وقد كان عذب الحديث حسن الصّوت ملازمًا للنبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وقد شهد بعد وفاة النبيّ فتوح العراق وفارس مع الخلفاء الرّاشدين، و قد نال شهادته في مدينة تستر حين قُتلَ في فتح تستر في السنة العشرين للهجريّة.[٣]
جسارة البراء بن مالك
عُرِف البراء بن مالك -رضي الله عنه- بالشجاعة والجسارة والإقدام وحبّ الجهاد، وكان من الرّجال الذين تُضرَبُ بشجاعتهم وبسالتهم الأمثال، فقد شهد مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- غزوة أحد وكان من شاهدي بيعة الرضوان في الحديبية، ومن أهمّ صور إقدامه ما كتبه فيه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- لأمراء الجيش ونهيهم عن تأميره على أحد الجيوش لما عُرف عنه في حرصه الشديد على الموت، ومن صور شجاعته -رضي الله عنه- يوم حرب مسيلمة الكذّاب حينما إستعصّى على المسلمين الدّخول إلى الحديقة التي تحصّن بها مسيلمة، فأمر أصحابه بأن يحملوه ويلقوا به إلى الحديقة ليفتح لهم بابها، وما كان به إلّا أن يقتحمهم بعد أن أُلقي به إليهم، فقاتل وإستبسل حتّى تمكّن من فتح الباب لأصحابه، فجُرح يومها أكثر من ثمانين جرحًا.[٤]
وقد كان -رضي الله عنه- حسن الخلق، شديد التّواضع، زاهدًا في دنياه، شديد الحرص على الموت في ساحات الوغى، إستخدم قوّته وشجاعته في إرهاب أعداء الله من الكافرين والمشركين فيما كانَ ليّنًا، طيّب الكلام مع المسلمين، قال تعالى في سورة الفتح: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}،[٥] وقد إستجاب الله له في طلبه وإلحاحه على الشّهادة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، حينما أرسل جيشًا لفتح تستر وكان من ضمنهم البراء بن مالك، فزحف الجيش إلى تستر ولمّا كان المسلمين في ضيقٍ طلبوا من البراء أن يُقسم على الله فإنّ قسمه مبرورٌ مُجاب، فأقسم على الله أن يمنحهم أكتافهم ويُلحقه برسول الله، فقاتل قتالًا شديدًا حتّى نال الشهادة في معركة تستر.[٤]
المراجع
- ↑ "معرفة الصحابة والتابعين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3854، صحيح حسن.
- ↑ "البراء بن مالك"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "بطولات البراء بن مالك"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفتح، آية: 29.