محتويات
الشعر العربي المعاصر
إنَّ مصطلح الشعر العربي المعاصر يُطلق على الشعر الذي كتبه الشعراء العرب في الوقت ذاته الذي تناوله وقرأه القرَّاء والمتذوقون للشعر العربي، أي هو الزمن الذي يعاصر فيه الشاعرُ القارئَ، ولا شكَّ أنَّ الشعر المعار هو مرحلة من مراحل الشعر العربي الحديث، وهي المرحلة الحالية التي يقرأ فيها المتذوق العربي والناقد شعر الشاعر سواء كان هذا الشاعر حيًّا أو ميتًا، فنزار قباني ومحمود درويش وأدونيس وعبد الله البردوني شعراء معاصرون، أمَّا أحمد شوقي فهو ليس بشاعر معاصر، وفيما يأتي من هذا المقال سيتم أخذ نبذة عن الشاعر عبد الله البردوني، الشاعر اليمني المظلوم إعلاميًا نوعًا ما والذي ملأ شعره الآفاق.
نبذة عن الشاعر عبد الله البردوني
في نبذة عن الشاعر عبد الله البردوني، يمكن القول إنَّ البردوني عبد الله صالح حسن الشحف الملقَّب بالبردُّوني بتشديد حرف الدال نسبة إلى قرية البردون في محافظة ذمار في اليمن، ولد البردوني عام 1929م، وهو واحد من أبرز الشعراء والنقاد والمؤرخين في القرن العشرين، فَقَدَ عبد الله البردوني بصرَهُ وهو في سنِّ الخامسة من عمره بسبب إصابته بمرض الجدري، ولكنَّ على الرغم من فقدان بصره المبكر لم يترك تعليمه، فدرس في قرية البردون الذي ولد فيها، ثمَّ انتقل مع عائلته إلى ذمار وهناك التحق بالمدرسة الشمسية الزيدية المذهب، ظهر اهتمام البردوني بالأدب والشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، حيث كان مولعًا بحفظ القصائد التي تقع بين يديه.
[١]
انتقل عبد الله البردوني إلى صنعاء وهو في أواسط العشرينيات من عمره، وهناك حصل على جائزة التفوق اللغويِّ من دار العلوم الشرعية، ثمَّ وفي عام 1948م أدخل البردوني السجن في عهد الإمام أحمد بن يحيى بسبب مواقفه السياسية ومساندته لثورة الدستور، وقد كان البردوني شاعرًا من أعظم الشعراء اليمنيين إن لم يكن أعظمهم، اشتهرت قصائده القومية والسياسية التي تميل إلى السخرية من الوضع اليمني المؤسف، وقد تميَّز شعره بقوَّة السبك وعرامة اللغة، وهو بهذا ينتمي إلى الشعراء الكلاسيكيين إلى حدٍّما بيدَ أنَّه لم يتمسَّك بالنمطية التي كان يتمسك بها شعراء اليمن، وفي اليوم الثلاثين من أغسطس من عام 1999م توفِّي عبد الله البردوني في الأردن أثناء سفره للعلاج فيها، تاركًا وراءه عددًا كبيرًا من الدواوين والمؤلفات.[١]
دواوين عبد الله البردوني
بعد أخذ نبذة عن الشاعر عبد الله البردوني، كان عبد الله البردوني شاعرًا من طينة الشعراء الكبار، وكان يغرف من بحر، فغزارة شعره أنتجت عددًا كبيرًا من القصائد والدواوين الشعرية، حيث أصدر البردُّوني اثني عشر ديوانًا شعريًا في الفترة الممتدة بين عامي 1961م و 1994م، وهذه الدواوين هي:[٢]
- من أرض بلقيس.
- مدينة الغد.
- لعيني أم بلقيس.
- السفر إلى الأيام الخضر.
- وجوه دخانية في مرايا الليل.
- زمان بلا نوعية.
- ترجمة رملية لأعراس الغبار.
- كائنات الشوق الآخر.
- رواغ المصابيح.
- جواب العصور.
- رجعة الحكيم بن زائد.
- في طريق الفجر.
مؤلفات عبد الله البردوني الفكرية
لم يقتصر إنتاج الشاعر اليمني عبد الله البردّوني على الشعر وحده، فقد كان الشاعر ناقدًا ومؤرخًا وكاتبًا سياسيًّا، صبَّ كلَّ أفكار عقله برفق ولين على الورق، فخلَّد اسمه في ذاكرة الشعر والسياسة والنقد والتاريخ، ومن أشهر مؤلفات عبد الله البردوني الفكرية:[٢]
- رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه.
- قضايا يمنية.
- فنون الأدب الشعبي في اليمن.
- اليمن الجمهوري.
- الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.
- الثقافة والثورة.
- من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته.
- أشتات.
شعر عبد الله البردوني
يمكن للقارئ أن يكوِّن صورة الشاعر عبد الله البردوني في عقله بعد أن يطِّلع على مرآة الشاعر الروحية، وهي قصيدته التي أخرجها من بنيَّاتِ أفكاره فكانت كابنته تمامًا، يرعاها ويمشط شعرها ويحرص على أن تبدو بأحسن صورة، وفيما يأتي بعض قصائد الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردُّوني:
مـن أرضِ بلقيسَ هذا اللحنُ والوترُ
- مـن جـوِّها هـذهِ الأنسامُ والسَّحرُ
مـن صدرها هذه الآهات، من فمِها
- هـذي الـلحونُ، ومن تاريخها الذِّكَرُ
مـن "السَّعيدة" هذي الأغنيات ومنْ
- ظـلالِها هـذه الأطياف والـصُّورُ
أطـيافُها حول مسرى خاطري زمرٌ
- مـنَ الـتَّرانيم تـشدو حـولها زمرُ
من خاطر "اليمن" الخضرا ومهجتها
- هـذي الأغاريدُ والأصداءُ والفكَرُ
هــذا الـقصيد أغـانيها ودمـعتها
- وسـحرُها وصـباها الأغيدُ النَّضِرُ
- وتتجسَّد الدرامية الشعرية في أبهى صورها في قصيدة الشاعر عبد الله البردوني "سندباد يمني في التحقيق":[٤]
كما شئت فتّش، أين أخفي حقائبي
- أتسألني من أنت؟ أعرف واجبي
أجبْ، لا تحاولْ، عمرك، الاسم كاملًا
- ثلاثونَ تقريبًا، "مثنَّى الشَّواجبي"
نعم، أين كنتَ الأمس؟ كنتُ بمرقدي
- وجمجمتِي في السِّجن في السُّوق شاربِي
رحلتَ إذنْ، فيم الرحيلُ؟ أظنّهُ
- جديدا، أنا فيه طريقِي وصاحبِي
إلى أين؟ من شعب لثانٍ بداخلِي
- متى سوف آتي! حين تمضِي رغائبي
جوازًا سياحيًّا حملتُ؟ جنازةً
- حملتُ بجلدي، فوق أيدي رواسبِي
منَ الضِّفة الأولى، رحلت مهدّمًا
- إلى الضفة الأخرى، حملت خرائبي
مراءٌ غريبٌ لا أعيهِ، ولا أنا
- متى سوف تدري؟ حين أنسى غرائبي
- ويقول الشاعر عبد الله البردوني في قصيدته "عروس الحزن":[٥]
صوتُها دمعٌ وأنغامٌ صبايا
- وابتساماتٌ وأنّاتٌ عرايا
كلّما غنّتْ جرى من فمِها
- جدولٌ من أغنياتٍ وشكايا
أهي تبكي أم تغنّي أم لها
- نغمٌ الطير وآهاتُ البرايا ؟
صوتُها يبكي ويشدو آه ما
- ذا وراء الصَّوت ما خلفَ الطَّوايا؟
هل لها قلبٌ سعيدٌ ولها
- غيرُهُ قلبٌ شقيٌّ في الرَّزايا؟
- ويقول الشاعر عبد الله البردوني في قصيدته "أبو تمام وعروبة اليوم" والتي وجهها للشاعر حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام:[٦]
حـبيبُ، وافـيتُ من صنعاء يحملُني
- نـسرٌ وخـلف ضلوعي يلهث العرب
مـاذا أحـدِّث عـن صنعاء يا أبتي؟
- مـليحةٌ عـاشقاها: الـسُّلُّ والـجربُ
مـاتت بصندوق "وضَّـاح" بلا ثمنٍ
- ولـم يمتْ في حشاها العشقُ والطَّربُ
كـانت تـراقبُ صبحَ البعثِ فانبعثتْ
- فـي الـحلم ثـمَّ ارتمت تغفو وترتقبُ
لـكنَّها رغـم بـخلِ الغيثِ ما برحتْ
- حبلى وفي بطنِها "قحطانُ" أو"كربُ"
المراجع
- ^ أ ب "عبد الله البردوني"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عبد الله البردوني"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "من أرض بلقيس"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019.
- ↑ "سندباد يمني في التحقيق"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019.
- ↑ "عروس الحزن"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019.
- ↑ "أبو تمام وعروبة اليوم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-07-2019.