نبذة عن الصحابي حجر بن عدي

كتابة:
نبذة عن الصحابي حجر بن عدي

فضائل الصحابة

جعل الله سبحانه لأصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الفضل الكبير في الدّنيا والجزاء العظيم في الآخرة، وذلك لما لهم من مآثر وتضحياتٍ في سبيل الله ونشر رسالته، وإنّ محبة الصّحابة -رضوان الله عليهم- من محبّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ومحبّة الله سبحانه وتعالى، قال تعالى في سورة التوبة مُثنيًا عليهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}،[١] وقد أثنى عليهم أيضًا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قال فيهم: "خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثُمَّ الثانِي، ثُم الثالِثُ، ثُمَّ يَجِيءُ قَومٌ لا خيرَ فِيهِمْ".[٢][٣]

نبذة عن الصحابي حجر بن عدي

الصحابي حجر بن عدي هو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكنديّ، عُرِف بين قومه بأبي عبد الرحمن، وقد كُنّي بحجر الخير، دخل في ظلّ الدّين الإسلاميّ في سنٍّ صغيرة، وقد ورد في صفاته أنّه كان كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معروفًا بصلاحه وكثرة تعبّده، من الأمراء المطاعين في آله وقومه، قائدًا مغوارًا شجاعًا له من الإقدام والورع والأمانة والزّهد في الدّنيا ما له، ذكره التّاريخ الإسلاميّ على أنّه واحدٌ من القادة العظماء الذين شاركوا في الفتوحات الإسلاميّة التي طالت أرض فارس والعراق وبلاد الشام.[٤]

أسلم الصحابيّ حجر بن عدي مع الوفد الذي جاء إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- برفقة أخيه هاني بن عدي، وقد ورد في سيرته أنّه أُبعد من قبل ثالث الخلفاء الرّاشدين عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- نزولًا عند الإنتقادات التي تمّ توجيهها له في سياسة حكمه من قبل الصّحابيّ أبو ذر الغفاريّ، وحينما تولّى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- الخلافة لازمه الصّحابيّ حجر بن عدي وكان من شيعته، وقد شارك معه في الحروب التي خاضها في صفين ومذحج والأشعرين والنهروان، وكان ممّن واجه الضحاك وجيشه المُغير على الأراضي الواقعة تحت حكم علي بن أبي طالب، وانتصر عليهم وطردهم من أراضي المسلمين.[٤]

مقتل حجر بن عدي

بعد وفاة الإمام الحسن بن عليّ قام الصّحابيّ معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بتصعيد الأوضاع ضد شيعة عليٍّ في الكوفة، وقد تمّ قتل بعض الشخصيات الشيعيّة التي عارضت خلافة معاوية، وكان من ضمن هذه الشخصيّات الصحابي حجر بن عدي رضي الله عنه، وقد اختلف العلماء في مسألة قتله فمنهم من رأى أنّ معاوية لم يكن ليهدر دمّه لو اقتصرت معارضته له في القول فقط ولكنّه جمع له الجموع ودعا إلى الحرب ضدّه، ومنهم من روى عن استشارة معاوية بن أبي سفيان لقومه في مسألة قتل عدي بن حجر، فمنهم من أشار بالقبول ومنهم من سكت عن الإشارة، وفريقٌ منهم كانوا يرون في العقوبة الإصابة وفي العفو السّلامة، وهي مسألةٌ خلافيّةٌ بين علماء المسلمين.[٥]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية: 100.
  2. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4019، حديث صحيح.
  3. "فضل الصحابة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "حجر بن عدي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
  5. "سبب قتل معاوية رضي الله عنه حجر بن عدي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
4458 مشاهدة
للأعلى للسفل
×