الصحابي سعيد بن زيد
الصّحابيّ سعيد بن زيد هو أحد الصّحابة العشرة الذين نالوا عظيمَ البُشرى بجنان الخلد، هو سعيد بن زيدٍ بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رزاح العدويّ القرشيّ، وهو ابن عمّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، كما يعدّ والده زيد ممّن إبتعدوا عن الإشراك بالله وعبادة الأوثان وصال وجالَ في الأرض باحثًا عن تعاليم الدّين الحنيف، وقد روت أسماء بنت أبي بكر في الحديث الصّحيح: "لقد رأيتُ زيدَ بنَ عمرو بنِ نفيلٍ قائمًا مسندًا ظَهرَهُ إلى الْكعبةِ يقولُ يا معشرَ قريشٍ واللَّهِ ما منْكمُ أحدٌ على دينِ إبراهيمَ غيري"،[١] وفيما يأتي من المقال سيتمّ ذكر قصّة إسلام الصّحابيّ سعيد بن زيد وبعض مناقبه.[٢]
مناقب الصحابي سعيد بن زيد
الصّحابيّ سعيد بن زيد هو صهر أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، فقد تزوّج أخته فاطمة بنت الخطّاب فيما تزوّج عمر من أخته عاتكة، كان -رضي الله عنه- من السّابقين في دخول الإسلام، وقد سبق إسلامه إسلام عمر بن الخطّاب، وشهد مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المشاهد كلّها بعد غزوة بدر، وما كان ذلك إلّا أنّ النبيّ قد أرسله مع طلحة بن عبيد الله لملاحقة عير قريش والتجسّس عليهم، وقد شهد له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالجنّة فكان من العشرة المبشّرين بالجنّة، وقد جاء في الحديث الصّحيح عن سعيد بن زيد قال: "أشهَدُ على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنِّي سمِعْتُه يقولُ: عشَرةٌ في الجنَّةِ: النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في الجنَّةِ وأبو بكرٍ في الجنَّةِ وعُمَرُ في الجنَّةِ وعُثمانُ في الجنَّةِ وعلِيٌّ في الجنَّةِ وطَلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ في الجنَّةِ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ في الجنَّةِ وسعدُ بنُ مالكٍ في الجنَّةِ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، ولو شِئْتُ لَسمَّيْتُ العاشرَ قالوا: مَن هو؟ فسكَت فقالوا: مَن هو؟ فقال: سعيدُ بنُ زيدٍ".[٣][٤]
كما أنّه -رضي الله عنه- قد نال مرتبة الشّهادة، وقد رُوي عن سعيد بن زيد في الحديث الحسن أنّه قال: "أشهد على التسعةِ أنهم في الجنَّةِ ولو شهدتُ على العاشرةِ لم آثَمْ قيل: وكيف ذاك؟ قال: كنا مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بحِراءَ، فقال: اثبُتْ حِراءُ فإنه ليس عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ، قيل: ومن هم؟ قال: رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ وطلحةُ والزبيرُ وسعدٌ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، قيل: فمن العاشرُ؟ قال: أنا"،[٥] فكان له نصيبٌ من الشّهادة وإن مات على فراشه لشهادة النبيّ فيه، وقد توفيّ -رضي الله عنه- في السّنة الواحد والخمسين للهجريّة.[٤]
قصّة زيد بن عمرو
كان زيد بن عمرو والد سعيد بن زيد على دين إبراهيم -عليه السّلام- قبل أن تنزل على النبيّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- رسالة السّماء، فقد كان ينبذ قريشًا وعبادتهم للأوثان، وترك في سبيل ذلك آل قريش وخرج إلى أرض الشام باحثًا عن الدّين القيّم، فصادف في بحثه راهبًا من رهبان النّصارى فأخبره بإقتراب موعد ظهور النبيّ الموعود بمكّة المكرّمة، وعاد زيد بن عمرو مُسرعًا إلى قريش، وحين عودته قُتلَ ببلاد لخمٍ قبل أن يُدركَ بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاء في الحديث الصّحيح المطوّل الذي رُويَ عن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ومات زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفَيلٍ قبلَ الإسلامِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنه يُبعَثُ أمَّةً وحدَه"،[٦] وقد جاء في كُتب السّيرة النبويّة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دعا له بالرّحمة وإستغفر له عند الخالق سبحانه.[٧]
المراجع
- ↑ رواه الذهبي، في تاريخ الإسلام، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 1/88، حديث صحيح.
- ↑ "سعيد بن زيد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 6993، أخرجه في صحيحه.
- ^ أ ب "فضل سعيد بن زيد رضي الله عنه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم: 2/531، إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير المازني.
- ↑ رواه ابن تيمية، في الجواب الصحيح، عن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 5/167، إسناده صحيح.
- ↑ "ترجمة سعيد بن زيد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.