نبذة عن الطاهر ابن عاشور

كتابة:
نبذة عن الطاهر ابن عاشور

الطاهر ابن عاشور

العالم والفقيه والشيخ أبو عبد الله محمد الطاهر بن محمد الشاذلي بن عبدالقادر بن محمد بن عاشور التونسي، درس تعاليم الدين في جامع الزيتونة، ليصبح فيما بعد أكبر الأساتذة فيه، وأصبح حاكمًا بالمجلس المختلط في عام 1909م، ثم أصبح قاضيًا مالكيًا في عام 1911م، وارتقى بعد ذلك لرتبة الإفتاء، واختير الطاهر بن عاشور لمنصب شيخ الإسلام المالكي، وذلك في عام 1932م، وكان الشيخ ممن أقبلوا على العلم الشرعي منذ الصغر وكان سريع الحافظة والتعلّم، كما كان ذكاؤه لا يخفى على أحد، وقد برع في العلوم التي كانت في عصره، وسرعان ما أصبح قادرًا على التأليف فيها، كما عُرف بلسانه الفصيح وظلّ الطاهر بن عاشور في مكانته السامية حتى حان أجله وتوفي في عام 1972م.[١]

مولد ونشأة الطاهر ابن عاشور

ولد الطاهر بن عاشور في ضاحية المرسى التي تقع بالقرب من العاصمة التونسية وذلك في عام 1879م، وكبر في رحاب الجاه والعلم، وقد بدأ بتعلم القرآن الكريم وهو في سن السادسة من عمره، فقرأ القرآن وحفظه على يد الشيخ المقرئ محمد الخياري، وبعد ذلك حفظ ابن عاشور بعضًا من متون الأحاديث، كما درس قواعد اللغة العربيّة على يد الشيخ أحمد بن الكافي، وفي شبابه التحق ابن عاشور بجامع الزيتونة وكان ذلك في عام 1893م، وفي جامع الزيتونة قرأ الطاهر وتعلمّ علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والقراءات والفرائض والتاريخ والسيرة والفقه وأصوله والنحو والأدب والبلاغة واللغة وعلم المنطق، كما أنّه تعلّم الفرنسية على يد أستاذ خاصّ وهو أحمد بن ونّاس المحمودي، وقد حصل على شهادة التطويع أيّ التعليم الثانوي من الجامع الأعظم في عام 1899م.[٢]

حياة الطاهر ابن عاشور

في الحديث عن حياة الطاهر بن عاشور فبعد دراسته لمختلف العلوم الشرعيّة واللغوية وفي عام 1907م عُيّن نائبًا أول في النظارة التعليمية في جامع الزيتونة، وهنا بدأ الطاهر بتطبيق النظرية الإصلاحية التربوية والعلمية، وأدخل إصلاحاته على الناحية التعليمية، كما كان يسعى دائمًا إلى أن يوجِد تعليمًا ابتدائيًا إسلاميًا في المدن الكبرى في تونس، كما كان الحال في مصر في ذلك العصر، ولكن واجهته العديد من العراقيل، وفي عام 1910م اختير في اللجنة الأولى لإصلاح التعليم، كما اختير في اللجنة الثانية للإصلاح في عام 1924م، وأصبح بعدها شيخًا في جامع الزيتونة عام 1932م، وكان أول من جمع بين منصب شيخ الإسلام المالكي وشيخ جامع الزيتونة، ولكنّه استقال من جامع الزيتونة، وتم إعادة تعينه فيه في عام 1945م، وقام بإصلاحات كثيرة مما أدى إلى ارتفاع عدد الطلاب، وبعد الاستقلال أصبح رئيس الجامعة التونسية وذلك عام 1956م، كما أنّ الطاهر بن عاشور كان في حياته من الفقهاء المجددين، وكان يرفض ما قاله بعض من أدعياء الفقه بأنّ باب الاجتهاد ما عاد مفتوحًا مع نهاية القرن الخامس الهجري، وكان رأيه بأن وضع المسلمين في هذه النظرة الجامدة للفقه ستصيبهم بالكسل، وسيعطلون إعمال العقل لكي يجدوا الحلول المناسبة للقضايا التي تصادفهم في حياتهم، ويرى بأن علم أصول الفقه هو منهج يضبط عمليات الاجتهاد التي تسهم في فهم آيات القرآن الكريم واستنباط الأحكام الشرعيّة منها، وأي خلل قد يصيب هذا العلم هو بسبب بعد العلماء عن الاجتهاد، ويعدّ كتابه الذي يحمل عنوان "مقاصد الشريعة" من أهم الكتب في هذا المجال.[٣]

أمّا عن أسرته فقد تزوج الطاهر بن عاشور من السيدة فاطمة بنت نقيب الأشراف بتونس السَّيَّد محمد محسن، وله منها أربعة أولاد وابنتين، وقد برز من أبنائه السيِّد محمد الفاضل، والذي استلم القضاء والتدريس في جامع الزيتونة، ثم عُيّن عميد الكلية الزيتونيّة للشريعة وأصول الدين، وبعدها تم تعيينه كمفتنٍ للجمهورية التونسية، كما له العديد من المؤلفات المطبوعة.[٢]

كتابات ومؤلفات الطاهر ابن عاشور

محمد الطاهر بن عاشور هو رئيس مفتين المذهب المالكي في تونس وهو شيخ جامع الزيتونة بفروعه كما أنّه من أعضاء المجمّعين العربيين في القاهرة ودمشق، ولابن عاشور مصنفات ومؤلفات عديدة مطبوعة، ومن أشهر مؤلفاته ما يأتي:[٤]

  • مقاصد الشريعة الإسلامية.
  • أصول النظام الاجتماعي في الإسلام.
  • التحرير والتنوير، في تفسير القرآن، صدر منه عشرة أجزاء.
  • الوقف وآثاره في الإسلام.
  • أصول الإنشاء والخطابة.
  • موجزالبلاغة.
  • ومما قام بتحقيقه ونشره (ديوان بشار بن برد) أربعة أجزاء.
  • حاشية التوضيح والتصحيح لمشكلات كتاب التنقيح.
  • كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ.
  • النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح.
  • تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة.

وفاة الطاهر ابن عاشور

عاصر الشيخ الطاهر بن عاشور فترة الاستعمار الفرنسي لتونس، ولم يكن بعيدًا عن سهام الحاقدين والمخالفين لما جاء به من منهج إصلاحي ، فتعرّض في حياته لمحنة قاسية بقيت ما يقارب ثلاثين عامًا، وسميت بمحنة التجنيس وهي أنّ الفرنسيين أصدروا قانونًا في عام 1910م سمي قانون التجنيس يتيح الفرصة للتونسيين بأن يأخذوا الجنسية الفرنسية، ولكن الوطنيين في تونس تصدّوا لهذه القرار، ومنعوا من تجنّس من أن يدفن في المقابر الإسلامية، وكان الطاهر حينها رئيس المجلس الشرعي لعلماء المالكية، وقد أفتى المجلس بأنّه يجب على من تجنّس أن يحضر للقاضي الشرعي وينطق بالشهادتين وأن يتخلى عن جنسيته الفرنسية التي اعتنقها، ولكنّ الاستعمار عارض هذه الفتوى وبدأ يشوّه سمعة العالم الجليل ابن عاشور، كما أنّ من مواقفه المشهورة قبل وفاته هو رفضه وبشدّة لفتوى تبيح الفطر في شهر رمضان، والتي صدرت في عام 1961م، والتي دعا إليها الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة بأن يفطر العامل في رمضان من أجل زيادة الإنتاج، فخمدت هذه الفتوى والدعوة الباطلة بفضل الله ثم بفضل الشيخ الجليل، وقد توفي الطاهر بن عاشور في عام 1973م بعد حياة مليئة بالإصلاحات والتجديد والعلم وذلك على مستوى بلده تونس، وعلى مستوى العالم الإسلامي.[٥]

المراجع

  1. "محمد الطاهر بن عاشور"، www.marefa.org، 2020-05-09، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09.
  2. ^ أ ب "العلامة محمد الطاهر ابن عاشور"، www.alukah.net، 2020-05-09، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  3. "الطاهر بن عاشور.. العالم الشجاع"، islamstory.com، 2020-05-09، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  4. "ابن عاشور"، shamela.ws، 2020-05-09، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
  5. "الطاهر بن عاشور.. العالم الشجاع"، www.ahlalhdeeth.com، 2020-05-09، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-09. بتصرّف.
3570 مشاهدة
للأعلى للسفل
×