نبذة عن الطغرائي

كتابة:
نبذة عن الطغرائي

الطغرائي

الطغرائي هو العميد فخر الكتاب، اسمه أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد،[١] ويُلقّب بمؤيد الدين الذي عرف بالطغرائي وهو من أحفاد أبي الأسود الدؤلي، "والطُّغْرائيُّ نسبة إلى الطُّغْرى، وهي كلمة أعجميّة تعني الطرَّة التي تكتب في أعلى الكتاب فوق البسملة بالقلم الغليظ"[٢]، ولد الطغرائي في أصبهان في مدينة جي عام455 هـ وتوفي عام 513 هـ، ويعدّ أشهر كبار العلماء الذين اختصّوا في علم الكيمياء، من خلال إسهامه في خدمة هذا العلم، وإرجاع الفضل له في العديد من الاكتشافات والنظريّات الكيميائية التي كثُر استعمالها آنذاك، ولعل ميوله العلمي هذا لم يمنعه بتاتًا من حبّه للشعر، فقد أبدع أيضًا في نظم الشعر وله في ذلك ديوان شعري، احتوى على الكثير من القصائد التي نظمها في الحكمة من ضمنها لامية العجم، حيث عُرف الطغرائي كشاعرًا بالدرجة الأولى أضف إلى أنّه كان أديبًا وخطاطًا، ومن خلال السطور القادمة سيتمّ تسليط الضوء على الأديب والشاعر والعالم الطغرائي.[٣]

حياة الطغرائي

عاش الطغرائي في بداية حياته في أصبهان، حيث تلقى تعليمه الأول في مدارسها، ثم انتقل في مقتبل شبابه إلى مدينة إربيل، وعمل فيها أمينًا للسرّ، وكان طموحًا إلى حدٍّ بعيد، الأمر الذي آل به للدخول إلى بلاط السلاجقة وخدمة السلطان الذي يُدعى "ملكشاه بن ألب أرسلان" فتولى طوال مدّة ملكه ديوان الطغراء، وكان ماهر في الكتابة ونظم الشعر، فأصبحوا ينعتوه بالأستاذ، ثم تاقت به نفسه إلى الدولة الأيوبية فعزم على التنقل في مناصبها، فتولى الاستيفاء ثُم ترشح للوزارة، وتولّاها في عهد الملك السلجوقي مسعود بن محمد أثناء ولاية الموصل، ولكنّه ما لبث أن فقد الوزارة بوفاة الملك محمود، إذ سعى "السميرمي" الذي كان وزيرًا في مملكة محمود بن مسعود في منطقة أصفهان، مع بعض الأعوان المقربين من الملك السلجوقي محمود أن يحرضوه على إعلان دولة السلاجقة التابعة للإقليم الغربي في عام 513هـ، ممّا أغضب الملك مسعود الذي قرّر أن يسيّر جيشًا بصحبه وزيره الطغرائي لمُلاقاة جيش الملك محمود بصحبة وزيره "السميرمي"، فدارت رحى الحرب بين الجيشين في موقع قريب من منطقة همدان، وانتهت هذه المعركة بهزيمةٍ نكراء لجيش الملك السلجوقي مسعود ووقع مع وزيره الطغرائي في الأسر، ثُمّ أطلق الملك محمود سراح الملك مسعود فيما حُكم على الطغرائي بالإعدام[٤]، وأراد السلطان محمود أن يقتله إلّا أنّه خشي النقمة عليه لأنّ الطغرائي كان معروفًا ومشهورًا بالعلم والفضل بين الناس، فأوعز إلى خاصته باتهامه بالإلحاد والزندقة ثم تناقل الناس ذلك، ممّا دفع السلطان محمود لأن يتخذها حُجّة وسببًا داعيًا لقتله، فقتله ظلمًا سنة 515هـ،[٥] وقيل سنة 514هـ.[٦]


مسيرة الطغرائي الأدبية

عرف عن الطغرائي أنّه كان شاعرًا وأديبًا بالدرجات الأُوَل، حتى بلغ شعره وأدبه منزلةً رفيعةً بين الناس ومكانةً ساميةً بين المُعاصرين لهُ، حيث تميّز شعره بجودته ورقّته والإبداع في العديد من جوانبه وأغراضه ويبرز ذلك جليًّا في القصائد التي أبدعها وأصبحت تسير بها الركبان ويتناقلونها الرواة، ولا أدلّ على هذا من اشتهار قصيدته المعروفة بلامية العجم، التي لاقت شهرة كبيرةً وواسعة، بالإضافة إلى أنّها حظيت باهتمامٍ كبير في تاريخ الأدب العربي، ولعل أسباب ذلك ترجع لشدّة فصاحة هذه القصيدة وجزالة معانيها، حيث قال عنها الصفدي: "أما فصاحة لفظها فيسبق السامع إلى حفظها، وأما انسجامها فيطوف منه بخمر الأنس جامعًا، وأما معانيها فنزهة معانيها"، وللأهمية التي وصلت إليها هذه القصيدة فقد تناول العلماء دراستها قديمًا وحديثًا من خلال الشروح والبيان، حتى وصل عددهم الثلاثين شارحًا ومُبيّنًا لمعانيها، ومن أشهر هؤلاء العلماء؛ أبو البقاء العكبري وتناولها في كتابه "شرح لامية العجم"، بالإضافة إلى صلاح الدين الصفدي وتناول اللامية أيضًا في كتابه المعروف باسم"الغيث المسجم في شرح لامية العجم"، وكمال الدين الدميري وتناولها شرحًا في كتابه "المقصد الأتمّ في شرح لامية العجم"، كما شرحها محمد بن عمر الحضرمي في كتابه: "نشر العلم في شرح لامية العجم"، ومن العلماء المتأخرين الذين قاموا بشرحها وتبيينها المناوي وذلك في كتابه:"تحفة الرائي للامية الطغرائي"، بالإضافة إلى أبو حامد البطاوري في كتابه: "شافيية الدُجم على لامية العجم".[٧]


مسيرة الطغرائي العلمية

برع الطغرائي واشتهر شهرة واسعة في علم الكيمياء، حتى أنّهُ لُقّبَ في عددٍ من المُصنّفات بلقب الأستاذ، وتكمنُ مهارته في هذا العلم في قدرته الكبيرة على فك رموز الكيمياء جميعها بالإضافة إلى القدرة على الكشف عن بعض أسرار هذه الرموز، حيثُ بذل جهدًا واضحًا وكبيرًا في محاولته لتحويل الفلزات رخيصة الثمن مثل النحاس والرصاص إلى الذهب والفضة، وأفنى في سبيل مُراده هذا الجهد والمال الكثيرين، وممّا يُعرف أنّه قد قام بالكتابة عن صنعة الكيمياء وأجاد تحقيقها،[٧]


يقول الطغرائي في ذكره لهذه الصنعة: "إن هذا العلم لما كان الغرض فيه الكتمان، وإلجاء الأذهان الصافية إلى الفكر الطويل، استعمل فيه جميع ما سمي عند حكمائهم مواضع مغلطة من استعمال الأسماء المشتركة والمترادفة والمشككة وأخذ فصل الشيء أو عرضه الخاص أو العام مكان الشيء، وحذف الأوساط المحتاج إلى ذكرها، وتبديل المعنى الواحد في الكلام الطويل، وإهمال شرائط التناقض في أكثر المواضيع حتى يحار الذهن في أقاويلهم المتناقضة الظواهر، وهي في الحقيقة غير متناقضة، لأن شرائط التناقض غير مستوفاة فيها، واستعمال القضايا مهملة غير محصورة وكثيرا ما تكون القضية الكلية المحصورة شخصية، فإذا جاء في كلامهم تصبغ أو تحل أو تعقد كل جسد فإنما هو جسد واحد وإذا قالوا إن لم يكن مركبنا من كل شيء لم يكن منه شيء فإنما هو شيء واحد."،[٧]


ولقد ترك الطغرائي عددًا لا بأس به من الكتب التي أظهرت ذكاءه ونبوغه في مجال علم الكيمياء، وضمّن هذه الكُتب أهمّ النظريات العلميّة التي لا زالت معروفة إلى هذا اليوم في مجال علم الكيمياء ومن أهم هذه الكُتب؛ كتاب جامع الأسرار، وكتاب تراكيب الأنوار، وكتاب حقائق الاستشهادات، وكتاب ذات الفوائد، وكتاب الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء بالإضافة إلى كتاب مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة.[٧] ويمكن الإشارة هنا إلى أن ابن سينا هو عالم وطبيب وفيلسوف، كما قد ساهم بشكل واسع في نهضة العلوم في بلاده.[٨]


لامية العجم

 ومن أجمل محاسن شعر الطغرائي قصيدته التي عُرفت بلامية العجم وكان قد نظمها ببغداد في سنة 505 هـ واصفً حاله وشاكيًا زمانه،[٩] كما عُرف الطغرائي بباعه الطويل في اللغة العربية والعلوم حيث كان من القلّة الذين أبدعوا في بلاغته ومعجزته في الشعر والنثر، وديوانه الذي أنشأه ضمّ فيه عدّة قصائد في مدحه للأعيان والأمراء والملوك، بالإضافة إلى قصيدته المشهورة بلامية العجم التي عارض بها لامية العرب التي كتبها الشاعر ثابت بن أوس الأزدي، وهذه القصيدة عبارة عن أبيات شعرية مكوّنة من 69 بيتًا شعريًّا، جسّد الطغرائي في هذه الأبيات الحكمة وعزة النفس وكذلك الصبر على الشدائد، وقد لاقت قصيدته إعجابًا كبيرًا من قبل الكثير من المؤرّخين الذين أقدموا على شرحها وبيانها ووصفها، وكان من ضمنهم أبو البقاء الرندي وغيره الكثير، ولا ريب أن تحظى أيضًا باهتمام المستشرقين في أوروبا الذين انكبّوا على الاطّلاع على الشعر العربي وذلك في القرن السابع عشر الميلادي، فترجموها إلى لُغاتٍ عديدة، كاللاتينية والألمانية والفرنسية بالإضافة إلى الإنجليزية، وقاموا بصياغتها في قالب جديد لديهم يتناسب مع ذوقهم الإنجليزي مع إطلاق اسم المُسافر عليها.[١٠]


إنّ اهتمام هؤلاء المُستشرقين بهذه القصيدة يدلُّ على عظم مكانتها ومكانة الطغرائي في الشعر العربي، فضلًا عن الأهمية العظيمة لشعره في فهمه لبعض الأحداث السياسية، ومن البديهيّ أنّ مقتله أثار مشاعر هؤلاء المُستشرقين ليجدوا في سيرته ما يُحاكي أدباء من روّاد نهضتهم، وبالتالي فإنّ الشاعر الطغرائي شكّل أنموذجًا للشاعر والأديب والسياسي تمّ الاطلاع عليه وعلى شعره من قبل المستشرقين في أوروبا.[١٠]



قصائد الطغرائي

تميز شعر الطغرائي بحسن السبك والبساطة والجودة والرقة والإبداع في كثير من جوانبه وأغراضه الشعرية بالإضافة إلى بعده عن الغريب والوحشي من الألفاظ، ويبرز ذلك جليًا في جميع قصائده التي أبدعها وأصبح معظم أبياتها تسير على الألسن كالأمثال، ومن خلال ما يأتي يمكن ذكر أبرز القصائد التي نظمها الشاعر الطغرائي:[١١]

  • سأحجب عني أسرتي عند عسرتي.
  • من خص بالشكر الصديق فإنني.
  • إن قوما فارقتهم ملكوا الأم.
  • ومساعد لي في البكاء مساهر.
  • يقولون أبق المال واجمعه ممسكا.
  • ومروح سري سرور لقائه.
  • يا أيها المولى الذي اصطنع الورى.
  • لقاء الأماني في ضمان القواضب.
  • نصيحكما فيما يقول مريب.
  • بعض التماسك أيها القلب.
  • تصعيد هذا الدهر والتصويب.
  • أهاب به داعي الهوى فأجابا.
  • وكرمة أعراقها في الثرى.
  • أنعت نخلا تجتنى.
  • وكأن آذريون روضتنا.
  • شجرات ورد أصفر بعثت.
  • سارية لم تخلنا.
  • كم ليلة ساهرت زهر نجومها.
  • وكأنما الشمس المنيرة إذ بدت.
  • لا أدعي أني وفيت بعهدكم.
  • وأحور بارزتني مقلتاه.
  • لعمرك ما يرجى شفائي والهوى.
  • قالت وقد سمعت أني نسبت بها.
  • قد كان لي في شبيبتي فرح.
  • أفنى الليالي شبابي.
  • كان الشباب هو السرور فرمته.



مؤلفات الطغرائي العلمية

ممّا لا شكّ فيه أنّ في آثار أيّ شخص مبدع أو أديب أو شاعر تعتبر وثيقة مهمة في التوصّل إلى عبقريته وقيمته العلمية والأدبية؛ إذ من خلال هذه القيمة يمكن الحُكم على أصاله المبدع ومدى علميته والطغرائيّ واحد من أولائك المُبدعين الذين خلفوا ورائهم العديد من المؤلفات التي التي طُبعت وانتشرت في العالم العربي والغربي أيضًا، ومن خلال ما يلي سيتمّ استعراض بعض المؤلفات والتصانيف العلمية للشاعر والأديب الطغرائي:

كشف الطغرائي من خلال ذكائه سرَّ الكيمياء، وقام بفك رموزها، واستخراج كنوزها، وله فيها تصانيف؛[٥] ومنها أيضًا:[٧]

  • جامع الأسرار وتراكيب الأنوار.
  • حقائق الاستشهادات.
  • ذات الفوائد.
  • الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء.
  • مفتاح الرحمة ومصابيح الحكمة في الكيمياء.
  • حقائق الاستشهادات في الكيمياء.
  • رسالة مارية بنت سابة الملكي القبطي في الكيمياء.


اقتباسات الطغرائي

وبعد هذا الحديث المُطوّل عن الشاعر الطغرائي الي تميّز بعلمه وأدبه وشعره، لا بدّ في هذا السياق من إدراج بعض القصائد له؛ للتمتع بجمالياتها والتعرف عن كثب على أسلوبه في النظم والسبك والجودة والإتقان والإبداع، ومن خلال ما يأتي سيتمّ إدراج نماذج شعرية للطغرائي:

  • يقول الشاعر الطغرائي في قصيدته المشهورة "لامية العجم":[١٢]

أصالةُ الرأي صانتْنِيعن الخَطَلِ

وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَلِ

مجدي أخيرًا ومجدِي أوّلًا شَرَعٌ

والشمسُ رأْدَ الضُحَى كالشمسِ في الطَفَلِ

فيمَ الإقامُة بالزوراءِ لا سَكَني

بها ولا ناقتي فيها ولا جَملي

نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفردٌ

كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ

فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِي

ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي

طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي

ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبلِ

وضَجَّ من لَغَبٍ نضوي وعجَّ لما

يلقَى رِكابي ولجَّ الركبُ في عَذَل

يأُريدُ بسطةَ كَفٍ أستعينُ بها

على قضاءِ حُقوقٍ للعُلَى قِبَلي

والدهرُ يعكِسُ آمالِي ويُقْنعُني

من الغنيمةِ بعد الكَدِّ بالقَفَلِ

وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقلٍ


  • يقول الشاعر في قصيدته"خذ العلم عن قرب":[١٣]

خذ العلم عن قرب ونكّب عن البعدِ

ففي القرب أشياء تدل على الرشد

خذ الحجر المنبوذ في الطرق والثرى

وصيّره ماء تستريح من الكدّ

لها جريان بارك الله فيهما

إذا اجتمعا صارا على هيئة الزبدِ

وثالثها فرد وإن جلّ ذكره

ولا بد للاثنين من ذلك الفردِ

ولا بد من حلّ وعقد كلاهما

وكل الذي ترجوه في الحلّ والعقدِ

فهذا وعهد الله جملة سرنا

حكيناه للأخ المقيم على العهدِ


  • يقول الشاعر في قصيدته "تجربة المرء عن يقين":[١٤]

تجربة المرء عن يقين

عون على أمره كبيرُ

ومن يجرّب بغير علم

ولا نصيح له مشيرُ

فقد غدا في الطريق يمشي

لا هو أعمى ولا بصير

فأحكمِ العلم ثم جرّب

فإنما يفلح الخبيرُ

فظاهر الكتب ليس فيه

نفع وتضليله كثيرُ

والحجر الأصل والأداة ال

فرع وتدبيره يسيرُ

وحكمة هذا الستار سر

وأمر ميزانه عسيرُ

فاصبر إذا ما طلبت واصبر

فإنه المطلب الخطيرُ

واسترزق الله بابتهال

فإنه الواحد القديرُ


  • يقول الشاعر في قصيدته "من الناس من لم يكن عارفًا":[١٥]

من الناس من لم يكن عارفًا

بسر الطريق وأحواله

فلما توسّطَ ذاك الطريقَ

عارضه بعضُ أهواله

ولو كان يعرف ما خلطُه

بألوانه أو بأشكاله

وكان له خبرة بالدواء

وانعقاده ويجراله

وكيف يدبّره بالندى

وبالشمس ضنًا بأفعاله

عليما بأيام تدبيره

بأشهره أو بأحواله

وتبييضُه مثل تحميره

ولا تغفلنَّ بإغفاله

ولا تضجرنَّ بطول الزمان

فالصبرُ مفتاحُ أقفاله


  • يقول الشاعر في قصيدته "أقول لصاحبي":[١٦]

أقول لصاحبي ما الرأيُ فيما

أَبثُّكَ فابذُلِ النصحَ الصريحا

أُراني بائعًا قلبي بقلبٍ

ومن ذا يشتري القلب القريحا

فانْ يكسُدْ عليَّ ولم أبِعْهُ

رميتُ به عسى أنْ أسترِيحَا

فقال الرأيُ عندي أن تُداري

على عِلّاته القلبَ الجريحا

فما في الحقِّ أن يشقَى عليلًا

لديكَ وقد سعِدتَ به صحيحا


  • يقول الشاعر في قصيدته "بارزت دهري":[١٧]

بارزتُ دهري وهو قَرْنِي فانتضَى

في السُّودِ من فَوْدَيَّ بيضَ صفائحِ

وجرتْ وقائعُ بيننا مشهورةٌ

فاغْبَرَّ من نقعِ الطِّرادِ مسابحي

ناهبتُه شوطَ الجِراءِ ففاتَنِي

جَذَعًا وقَصَّر عنه جَرْيُ القارحِ

ونزلتُ عن أحوى جَمومٍ سابحٍ

وحملتُ بَزِّي فوقَ أشهبَ رازحِ

يكبو بصاحبهِ ويُسلمُهُ إِذا

دُعِيَتْ نَزَالِ إِلى العدوِّ الكاشحِ

هيهاتَ يسلمُ من يبارِزُ قَرْنَ

هُيوم اللقاءِ على عَتُورٍ جامحِ


  • يقول الشاعر في قصيدته "يا قلب ما لك والهوى":[١٨]

ياقلبُ ما لكَ والهَوى من بعدِ ما

طاب السُلوُّ وأقصرَ العُشَّاقُ

أَوَ ما بَدا لك في الإِفاقة والأُلى

نازعتَهمْ كأسَ الغرام أفاقوا

مرِضَ النسيمُ وصحَّ والداءُ الذي

أشكوهُ لا يُرجى له إِفراقُ

وهَدا خفوقُ البرق والقلبُ الذي

تُطوى عليه جوانحي خفَّاقُ

يغدو طلاعَ جوانحي حُرَقُ الأَسى

وتروحُ مِلْءَ فؤاديَ الأشواقُ

وأنا الفِداءُ لمن تصرَّمَ حبلُه

عنّي ولم تتصرّمِ الأعلاقُ

قلبي أسيرٌ عنده ويسرُّنِي

أسرُ الهَوى ويسوؤني الإطلاقُ

أصفيتُه ودِّي وأصفاني القِلَى

إنّ المودةَ والقِلَى أرزاقُ

يا حبَّذا نجدٌ وأعراقُ الثَّرى

لَدْنٌ وأنفاسُ النسيمِ رِقَاقُ

فهواؤهُ خَصِرُ النسيمِ وتُرْبُهُ

حالي الأديم وماؤهُ رَقْرَاقُ

وبساكنيهِ إنِ استقَرَّ بنا النَّوى

تُشْفَى النفوسُ وتُمْسَكُ الأرمَاقُ

والحيُّ بالجَرْعَاءِ بين بُيوتِهمْ

أُسدٌ وعِينُ جآذرٍ وعِتَاقُ

والبِيضُ أمثالَ الخدودِ صقيلةٌ

والسُّمْرُ أشباهَ القُدودِرِشَاقُ

المراجع

  1. الدميري، شرح لامية العجم للدميري، صفحة 9.
  2. "تعريف و معنى الطغرائي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-14.
  3. "الطغرائي"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-14. بتصرّف.
  4. "الطغرائي"، الحكواتي، اطّلع عليه بتاريخ 13/8/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الطغرائي"، www.taree5com.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15. بتصرّف.
  6. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 454. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج "الطغرائي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15. بتصرّف.
  8. "ابن سينا"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15. بتصرّف.
  9. "لامية العجم الطغرائي الأصفهاني"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15. بتصرّف.
  10. ^ أ ب مها سعيد حميد، وزير الموصل مؤيد الدين الطغرائي دراسة في سيرته ونشاطه العملي، صفحة 187 188 189. بتصرّف.
  11. "الطغرائي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
  12. "أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
  13. "خذ العلم عن قرب ونكّب عن البعدِ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
  14. "تجربة المرء عن يقين"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-21. بتصرّف.
  15. "من الناس من لم يكن عارفًا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
  16. "أقول لصاحبي ما الرأي فيما"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
  17. "بارزت دهري"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
  18. "يا قلب ما لكل والهوى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-15.
5341 مشاهدة
للأعلى للسفل
×