محتويات
المكزون السنجاري
المكزون السنجاري هو الحسن بن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري والملقب بالأمير عز الدين أبو محمد، أو كما يشتهر بالمكزون السنجاري، وهو أحد أمراء العلويين في سوريا ويعدُّه العلويون هناك أحد عظمائهم وكبار رجالهم بالإضافة إلى كونه شاعرًا وفقيهًا، ولدَ في عام 1187م، وفي عصر السلطان سليم الأول استعان به قومه بعد أن طردهم العثمانيون إلى رؤوس الجبال وقتلوا منهم الكثير، فنصرَ الأمير قومه وألحق الهزيمة بجيش العثمانيين،[١] توفي عام 1240م في كفر سوسة في مدينة دمشق وقبره فيها معروف،[٢] وفي هذا المقال سيدور الحديث حول مسيرة المكزون السنجاري الأدبية والتعرف على عناوين قصائده وبعض أهم الاقتباسات من أشعاره.
مسيرة المكزون السنجاري الأدبية
في الحديث عن الأمير المكزون السنجاري لا بدَّ من الإشارة إليه بوصفه أحد الشعراء المجيدين في عصره بالإضافة إلى ذكره كأحد الفقهاء والمتصوفين في عصره، فبعدَ أن استنجدَ به قومه في اللاذقية، هبَّ لنجدتهم بجيش قوامه 50 ألف مقاتل وهزم الإسماعيليين وأنهى نفوذهم وسطوتهم وقاتل من حالفهم من الأكراد وغيرهم ونظَّم صفوف العلويين، بعد ذلك انصرف المكزون السنجاري إلى العبادة وتفرَّغ لها ونهجَ منهجَ التصوف في حياته وقد ظهر ذلك جليًّا في كثر من أشعاره،[٢] وقد كتب كتابًا في أصول الفقه وهو عبارة عن رسالة حول العقيدة النصيرية بعنوان تزكية النفس في معرفة بواطن العبادات الخمس،[٣] كما تركَ ديوانَ شعر يحتوي على عدد كبير من القصائد، ويشار دائمًا إلى أنَّ في شعره جودة وبراعة.[٢]
قصائد المكزون السنجاري
بعد الوقوف على مسيرة المكزون السنجاري الأدبية، سيتمُّ التعرُّف على بعض قصائده، فقد اشتُهر منها الكثير وصار الناس يردِّدون أشعاره فيما بينهم ومنها ما يعدُّ من روائع الشعر العربي، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أهم قصائد المكزون السنجاري:[٤]
- شاغل القلب هوى عذب اللمي
- وأحوى قد حوى مهج البرايا
- إذا عصم التمسك من ظلال
- سفهاء قومي في المحبة سفهوا
- قل لمن قال إن باري البرايا
- أحسن زهد المرء في رغبه
- أطعت أمر الهوى فيكم بمعصيتي
- بدر سبى الناس حتى الشمس قد كلفت
- وبدر دجى شعر متى برقت به
- غناك عن الشيء نفس الغنى
- إذا كانت حياة المرء نوما
- إلى الرحمن نسبة كل عبد
- أرضى وإن سخط العذول علي من
- يبلي هوى الصور الحسان بلاها
- ما أومض البرق بين الطلع والبان
- كم صرعت من أسد العرين
- شربت من الحميا ما سقتني
- أنا والورى باسم الهوى سيان
- لو كنت مني ما غبت عني
- وعن طرب أصفق إذ تغني
- بنطق سمعي جرى لساني
- لا أوحش الله منك مغنانا
- يا راغبا بغناه عن فقرائنا
- شبهت فرق الحبيب حين بدا
- سرى طيفها وهنا فلله ما أهنا
- وجود وجدي فيكم لم يزل
- أنسى بذكرك من ناسيك أوحشني
- يعن لطالب الدنيا ثلاث
- أما وإحسانك القديم وما
- يا ولي الفضل بالفضل من العدل أعذني
- أمي الشريعة والمقيم لها أبي
- من سره الإحسان منه وساءه
- أيماري من لا رأى طيف سعدى
- كن مع الحق كيف كان عيانا
- في ظله ظل من عن حده حادا
- تدرع في لقاء الخطب صبرا
- قلت للندمان لما غادر
- تذكر ربي لغيره أنساني
- من لي بوصل ممنع قطعت يدي
- أدين لليلى بالوفا غير جاهل
اقتباسات من شعر المكزون السنجاري
في نهاية المطاف يجدر بالذكر المرور على بعض أشعار الشاعر والأمير المكزون السنجاري، لملامسة أسلوبه في الشعر والأدب، والتعرُّف على بعض أشعاره التي تركها قبل ما يزيد على ثمانية قرون من الزمن، وفيما يأتي بعض اقتباسات من شعر المكزون السنجاري:
- يقول الشاعر في قصيدته إذا كانت حياة المرء نومًا:[٥]
إذا كانَت حَياةُ المَرءِ نَومًا
وَلَيسَ لَهُ سِوى المَوتِ اِنتِباهُ
فَعَيشُ المَرءِ في الدُنيا خَيالٌ
يُخَيُّلُهُ لِناظِرِهِ كَراهُ
- وفي قصيدة أراني البعض في بعضي يقول:[٦]
أَراني البَعضَ في بَعضي
وَكُلَّ الكُلِّ في بَعضِ
وَمِن فَوقي تَرى تَحتي
وَفي تَحتي سَما أَرضي
وَفي طولي بَدا عُمقِيَ
بَينَ الناسِ في عَرضي
وَقَبضُ البَسطِ في بُسطي
وَبُسطُ البَسطِ في قَبضِي
- وفي قصيدة أخرى غزلية بعنوان لبانتنا هواك وما لبينى يقول:[٧]
لبانَتُنا هَواكِ وَما لُبينى
سِوى إِسمٍ بِهِ عَنهُ كَنينا
لِنَطِوي مِن حَديثِكَ ما نَشَرنا
وَنَنشُرُ مِن جَمالِكِ ما طَوَينا
وَلَو لَم تَظهَري بِحِمى المُصَلّى
لما طُفنا هُناكَ وَلا سَعَينا
وَلَولا لَيلُ شَعرَكِ ما ضَلَلنا
وَلَولا صُبحُ ثَغرَكِ ما اِهتَدَينا
وَمِثلُ جَميلِ ذِكرِكِ ما سَمِعنا
وَمِثلُ جَزيلِ بَرِّكِ ما رَأَينا
- ويقول الشاعر في قصيدة بعنوان حث الركاب بنا والقوم قد وقفوا:[٨]
حَثَّ الرِكابُ بِنا وَالقَومُ قَد وَقَفوا
دونَ الحِمى وَعَلى ضالِ الغَضا عَكَفوا
ظَنّوا سَرابَ الفَلا ماءً فَمالَ بِهِم
عَن مَورِدِ الرَيِّ في الوَعساءِ فَاِعتَسَفوا
وَأَوهَموا الناسَ رُشداً في الضَلالِ فَكَم
وَجهٍ إِلى الغَيِّ عَن نَهجِ الهُدى صَرَفوا
- وفي قصيدة أخرى بعنوان يا من بصرفي إليه القصد بدَّلني يقول المكزون السنجاري:[٩]
يا مَن بَصَرَ في إِلَيهِ القَصدَ بِدَّلَني
بِالذُلِّ عِزّاً وَبِالإِقلالِ إِكثارا
وَمَن بِإِعدامِ صَبري عَنهُ أَوجَدَني
وَجَدا عَلَيهِ بِهِ أَمسَيتُ صَبّارا
وَمَن بِقَصِّ جَناحي في هَواهُ لَهُ
إِلى أَعالي المَعالي صِرتُ طَيّارا
حَسنُ اِتِّكالي عَلى حُسنِ اِختِيارِكَ لي
لَم يُبقِ لي غَيرَ ما تَحتارُ مُختارا
صَدَدتَ فَصَدَّ عَن عَيني رِقادي
وَقَرَّحَ جَفنَها وَصلُ السُهادِ
وَأَلبَسي جَفاكَ ثِيابَ سَقمٍ
خَلَعتُ بِها الخَلاعَةَ عَن فُؤادي
وَقَد رَوّى الثَرى دَمعي وَقَلبي
إِلى وَشَلِ المَراشِفِ مِنكَ صادي
وَها أَنا بِالجَفا مُذمَلَت مُضنىً
يُطَوِّحُ بِيَ الهَوى في كُلِّوادي
المراجع
- ↑ "المكزون السنجاري"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "المكزون السنجاري"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "المكزون السنجاري"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "المكزون السنجاري"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "شعر المكزون السنجاري إذا كانت حياة المرء نوما"، adabworld.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "أراني البعض في بعضي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "لبانتنا هواك وما لبينى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "حث الركاب بنا والقوم قد وقفوا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "يا من بصرفي إليه القصد بدلني"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17. بتصرّف.
- ↑ "صددت فصد عن عيني رقادي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-17.