نبذة عن حياة تميم البرغوثي

كتابة:
نبذة عن حياة تميم البرغوثي


نشأة وطفولة تميم البرغوثي

تميم مريد البرغوثي، شاعر فلسطيني وُلد في القاهرة عام 1977م، هو ابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، والروائيّة المصريّة رضوى عاشور. [١]


قضى الشاعر غالبية نشأته وطفولته في مصر مع والدته، أما والده، فقد طُرد من مصر، وذلك بعد أن شرّعت الحكومة المصريّة اتفاقيّة السلام مع إسرائيل، إذ طُردت معظم الشخصيّات الفلسطينيّة الأدبيّة والبارزة عام 1979م، وكان من ضمنهم مريد البرغوثي.[١]


ومن هنا علِم الشاعر تميم منذ طفولته مدى تأثير الوقائع السياسية على حياته الشخصيّة، وصُقلت موهبته على هذا النهج السياسي، إلى جانب التشبّع الأدبي؛ لنشأته بين أسرة مثقفة وأدبية، بيد أنه حمل عبء الهويتين المصريّة والفلسطينيّة، إذ كانت أشعاره تحدد تحركاته، فهي بمثابة جواز السفر له.[١]


الحياة الشخصية لتميم البرغوثي

عاش الشاعر تميم البرغوثي في حياته باغتراب وغربة، وظهر هذا بشكل واضح وجلي في أشعاره، إذ صوّر الظلم والحصار الذي فرضه العدو الصهيوني، كما أنه مُنع من زيارة القدس من قِبل المحتل، إذ كانت حياته الشخصية مصبوغة بمعاناة الشعب الفلسطيني. [٢]


وقد كانت طفولة الشاعر لها الأثر الواضح في نشأته وتكوين فكره وعقله، إضافة إلى اكتسابه لموهبته الشعريّة والسليقة، فقد كانت الأيام التي فرّقته عن أبيه مريد البرغوثي تؤكد ذلك، حيث عاش طفولته بعيدًا عن والده الذي نفي من مصر، ومن هنا بدأت تتكون لدى تميم ماهية السلطة فبدأ يفكر بالقوة التي يمكن أن تنقذه من ذلك.


أما في الفترات القصيرة التي كانت تجمع تميم بوالده، فقد كان يراه وهو يقرأ الشعر العربي الفصيح بدقة دون انقطاع، فأدرك أن الكلام الذي ينطق به والده يختلف عن الكلام العادي، بل كان ذو موسيقى وقافية موزونة، ومن هنا أدرك تميم أن القوة التي يبحث عنها هي موجودة في لغة الشعر ووزنه، فبدأ يكتب الشعر ويتعلم علوم وزن الأبيات الشعريّة كالعروض وغيره.


الحياة العلمية والعملية لتميم البرغوثي

أكمل تميم البرغوثي تعليمه في جامعة القاهرة فحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1999م، كما حصل على شهادة الماجسيتر في تخصُّص العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وحصل على شهادة الدكتوراه في تخصص العلوم السياسية من جامعة بوسطن في أمريكا عام 2004م. [٣]


وفي عمله فقد عمل في قسم الشؤون السياسية، وعمل في الجامعة الأمريكية في القاهرة أستاذًا للعلوم السياسيّة، ولكن الحكومة المصرية لم تُصدر له تصريح عمل في مصر، فالتحق إلى السودان ببعثة الأمم المتحدة، ومن ثم انتقل إلى ألمانيا فعمل باحثًا في معهد برلين، وفي عام 2011م أصبح أستاذًا للعلوم السياسية في واشنطن بجامعة جورج تاون.[٣]


انطلاقة تميم البرغوثي الأدبية

كان حلم تميم البرغوثي الشخصي والأسمى هو تحرير فلسطين، إضافةً إلى أن حياته تداخلت مع ربيع الشعوب العربيّة كافة، فتنامت شعبيته بأنه شاعر الجماهير المؤيدة للثورة والتغيير، كما أنه كان يُركز في حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر أشعاره، وبثّ صوته بين الجماهير.[٤]


كتب تميم البرغوثي الكثير من الأشعار والمقالات، والتي كان بها يعكس بعض القضايا الشائكة بين القضيتين الكبيرتين، وهما قضية فلسطين وقضية الربيع العربي، كما اتهمه البعض في آرائه وتناقض مواقفه، وذلك ما عكسه تعليمه ودراسته الشخصية في العلوم السياسية. [٤]


إضافةً إلى شعره، فتميم الشاعر كان يسهل عليه إطلاق الأحكام بطلاقة، والتحليق في آفاق الخيال والوصف من خلال لغته الشعريّة في توظيف مفهوم الرمز في أشعاره فيُعبر عما يشاء، أما كونه مُحلّلًا سياسيًّا يقرأ الواقع فينقله، فذلك يتحتّم عليه بعض الحدود، وتفرض عليه بعض الحسابات القاطعة التي سيكون حذرًا في تجاوزها.[٤]


تميم البرغوثي شاعرًا

قدّم الشاعر تميم البرغوثي العديد من قصائده، فكانت أول قصيدة ينظمها وهو في سن الثامنة عشر من عمره وهي قصيدة "يا عمي الله يهديها فلسطين"، والتي كُتبت باللغة العامية الفلسطينية.


وفي شبابه نظم قصيدة "في القدس" والتي قدّمها في مسابقة أمير الشعراء عام 2007م، ولُقّب من بعدها بِـ "شاعر القدس"، إذ أصبحت هذه القصيدة حديث الحاضر فمنحته النجوميّة والشهرة الواسعة، فقد شكّلت قصيدته تلك الأساس والأهم في العديد من الأمسيات الشعريّة التي أُقيمت في رام الله، ومسقط، وبرلين، وفيينا.


أما عن دواوينه الشعريّة، ففي عام 1999م نشر تميم أول ديوان شعري بعنوان "ميجنا" وكان عمره 22 سنة، إذ كتب الديوان باللهجة الفلسطينية، وبعدها بعام كتب ديوانه الثاني بعنوان المنظر، والذي كان باللهجة المصرية.


ميزات شعر تميم البرغوثي

عُرف تميم البرغوثي بأنه الشاعر الذي جمع بين اللهجة الفلسطينية والمصرية في أشعاره، كما أنه أبدع في فضاء القصيدة الفصحى، إذ نوّع بكافة الموضوعات والأغراض الشعريّة، ولكنه كرّس قصائده بشكل أكثر في القضية الفلسطينية والدفاع عنها.


أما أسلوبه الأدبي الشعري فقد تنوّع بكافة الموضوعات أيضًا، ومنها: الرثاء، والقص، والوصف، إضافةً إلى إبداعه بالجمع في التشكيل والعروض، فقد كان يجمع أحيانًا بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، ويجمع بين البحور مثل البحر الطويل، أو البحر الكامل.


كتب ودواوين تميم البرغوثي

كتب الشاعر تميم البرغوثي العديد من الأعمال الأدبية والشعريّة، إذ كانت كتبه الأدبيّة ودواوينه الشعرية هي عبارة عن كتب سياسية تناقش قضية الدولة والاستعمار، وتترجم الشعر والشاعرية ذات العلاقة بالإنسان وقضاياه، ومعظم هذه الكتب والمؤلفات والدواوين غير منشورة إلّا بنسخ ورقية متوفرة في المكتبات:[٣]


  • الوطنيّة الأليفة "الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار": تناول الكتاب الفترة التاريخية في الوطن العربي، إذ تتبع تميم الأحداث الوطنية وسجّلها، وأضاف في نهاية كل حدث تحليل خاص به، يعتمد على دراسته الثقافية في العلوم السياسية.
  • في القدس: هي مجموعة شعرية من القصائد التي نظمها تميم البرغوثي وخصّها في القدس، إذ انقسم الديوان إلى 23 قصيدة، من بينها قصائد سًميت بأسماء مدن فلسطين، وقصائد أخرى تدعو إلى التمسك بالأرض والدفاع عنها في وجه العدو.


  • يا مصر هانت وبانت: هي مجموعة شعرية كتبها الشاعر باللهجة المصرية، والتي أضاء بها على بعض المواقف السياسية آنذاك، وحاول الشاعر من خلال قصائده أن يبعث في روح الشعب المصري قوة المقاومة والشجاعة في الصبر على الأحداث.


  • المنظر: هذا الكتاب عبارة عن ديوان انقسم إلى جزأين: الجزء الأول هو مجموعة من القصائد المكتوبة باللهجة المصريّة والتي توزعت بين شعر التفعيلة والشعر العمودي، أما الجزء الثاني فهو عبارة عن مجموعة سُميت بالأغاني والتي كتبها تميم باللهجة المصرية أيضًا.
  • قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف: هي عبارة عن مجموعة شعريّة كتبها الشاعر تميم ليصفَ مصر، ومدى حبه وتعلقه بها، إذ كان في أغلب القصائد يمدح مصر، ويعرض سبب محبته لها، كما كانت هذه القصائد باللهجة المصرية التي كتب بها الشاعر كامل الديوان.


قصائد تميم البرغوثي

كان تميم البرغوثي يعبّر عن حزنه من النكبات السياسية من خلال أشعاره وقصائده، يظهر دليل ذلك في القصائد التالية:


  • يقول الشاعر في ظل اغترابه ومنعه من زيارة القدس:

مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها

تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها

فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها

متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها


  • يقول الشاعر في قصيدته التي بدأها بالغزل وأنهاها بشكوى الغربة:



قل للصبية تُحييني وتُرديني لم يبق مني سوى ما ليس يبقيني يا ظبيةً في قديم الشعر ما برحت تُبكي الكريم بمنهلٍ ومكنونِ






هي الأسيرُ رأى في البُعدِ أُسرته فصاح لا ترجعوا للدارِ من دوني والروحُ تسعى وراء الروحِ تؤنسها من غربة الدارِ بين الماءِ والطينِ



  • يقول الشاعر في تعبيره عن الحزن من كثرة النكبات والاعتداءات:



قِفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ ألا وانجديني إنّني قَلَّ مُنجدي بدمعٍ كريمٍ ما يُخيَّبُ زائلُهْ إذا ما عصاني كلُّ شيءٍ أطاعني ولم يجرِ في مجرى الزمان يباخلُهْ بإحدى الرزايا ابكِ الرزايا جميعها كذلك يدعو غائبُ الحزنِ ماثلُهْ إذا عجز الإنسانُ حتّى عن البكى فقد بات محسودًا على الموت نائلُهْ وإنَّكَ بين اثنين فاختر ولا تكن كمن أوقعته في الهلاك حبائلُهْ



لقراءة المزيد، انظر هنا: أجمل ما كتب تميم البرغوثي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Tamim al- Barghouti", poetryinternational, Retrieved 6/11/2023. Edited.
  2. حميدة ببانة، غنية بلكحل، الاغتراب في شعر تميم البرغوثي ديوان "في القدس" أنموذجًا، صفحة 30-31. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "تميم البرغوثي"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 6/11/2023.
  4. ^ أ ب ت "Tamim Al Barghouti", all4palestine, Retrieved 6/11/2023. Edited.
5993 مشاهدة
للأعلى للسفل
×