محتويات
الأدب العربي الحديث
هو الأدب العربيّ الذي تطوّر في بدايات القرن العشرين من خلال حركتَيْن أساسيّتين: أولاهما حركة ترجمة الآداب الغربية بمختلف أشكالها، وثانيهما حركة إحياء أعمال التراث العربي القديم، فقد بدأ نشاط أصحاب حركة إحياء التراث منذ أول القرن التاسع عشر بغية منع الأدب العربي من التدهور والانحطاط، ومن أهم الأدباء الذين قاموا بإحياء النصوص القديمة المرموقة: إبراهيم اليازجي، محمود شكري الأولسي وغيرهما، وقد ظهرت في الأدب العربي ألوان جديدة كان أهمها الرواية التي نضجت في منتصف القرن العشرين، ومن أهم الروائيين: نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، إميلي نصر الله، رضوى عاشور، عبد الرحمن منيف صاحب رواية خماسية مدن الملح التي سيدور حولها الحديث في هذا المقال.[١]
عبد الرحمن منيف
هو واحد من أهم الأصوات الروائية في العالم العربي، ولدَ عبد الرحمن منيف لوالد سعودي ووالدة عراقية في العاصمة الأردنية عمَّان في عام 1933م، حصل على الشهادة الثانوية في الأردن ثمَّ انتقل إلى مدينة بغداد ليكمل تعليمه الجامعي فيها، فالتحق بكلية الحقوق عام 1952م، ودخل في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، ولكنَّه تعرض للطرد من العراق بعد توقيع حلف بغداد في عام 1955م مثل الكثيرين من الطلاب في تلك الفترة، فرحل إلى مصر ليتابع دراسته وعاش فيها حتى عام 1958م، سافرَ بعد ذلك إلى بلغراد وحصل فيها على دكتوراه في اقتصاد النفط، وسافرَ إلى دمشق للعمل في الشركة السورية للنفط عام 1962م، ثمَّ انتقل إلى لبنان للعمل في مجلة البلاغ عاد بعدها إلى العراق للعمل في مجلة النفط والتنمية، ثم في عام 1981م انتقل إلى فرنسا ليتفرغ للتأليف والكتابة، وفي عام 1986م رجع إلى دمشق وكان متزوجًا من سيدة سوريَّة، وقضى ما تبقى من عمره في دمشق حتى وفاته عام 2004م، ويعرف عنه أنَّه كان معارضًا لأنظمة الحكم العربية وللإمبريالية العالمية.[٢]
رواية خماسية مدن الملح
رواية مدن الملح هي أشهر روايات الأديب السعودي عبد الرحمن منيف ومن أشهر الروايات الأدبية في العالم العربي، كتبها منيف بين عامَيْ 1984م و1989م، تتكوَّن الرواية من خمسة أجزاء منفصلة عن بعضها البعض، لذلك تعرف بخماسية مدن الملح وهي: رواية التيه، رواية الأخدود، رواية تقاسيم الليل والنهار، رواية المنبت، رواية بادية الظلمات[٣]، يتناول فيها الكاتب أحداث اكتساف النفط في منطقة الخليج العربي وخصوصًا في السعودية، وما طرأ من تغييرات على الحياة عمومًا في المملكة العربية السعودية منذ بداية القرن العشرين، وقد صنَّفته هذه الخماسية معارضًا للأسرة الحاكمة في السعودية، فمنعت من التداول ثمَّ سُمح لاحقًا بنشرها في معرض الكتاب في الرياض، وأدرجتها جريدة أخبار الأدب المصرية ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية.[٤]
تلخيص رواية خماسية مدن الملح
في خماسية مدن الملح يتحدَّث عبد الرحمن منيف عن التغيرات التي طرأت على طبيعة الحياة في شبه الجزيرة العربية مع اكتشاف مارد النفط في بدايات القرن الماضي، مصوِّرًا التحولات الكبيرة والمتسارعة التي دهمت المن والقرى بشكل مخيف، حيثُ يبدأ في الجزء الأول بالحديث عن بوادر اكتشاف النفط من خلال السكان، ويخلق شخصية متعب الهذال الذي يرفض هذه التغييرات والسيطرة على الأراضي معبرًا عن موقف أصحاب الأراضي الرافضين لذلك، ما أجبر السلطات على التعامل معهم بعنف واضح، ويصور أيضًا تفاصيل بناء المدن الجديدة كحران مثلًا، مع تصوير التغييرات العاصفة والقاسية ماديًّا وإنسانيًّا، في الجزء الثاني يبدأ منيف بالحديث عن أصحاب السلطة وسياسيتهم في الصحراء التي تحولت إلى حقول نفطية، تكون نقطة البداية عند تسلم خزعل السلطة من والده خربيط، الذي يمنح الولايات المتحدة الأمريكية كثير من التسهيلات لتحقيق مآربهم، ومن خلال الشخصية الرئيسية وهو المستشار الجديد اللبناني الأصل صبحي المحملجي تتلاحق الأحداث وتتابع لتنتهي بانقلاب فنر على أخيه عندما كان خارج العاصمة موران.[٥]
في الجزء الثالث يعود الكاتب إلى جذور الأسرة الحاكمة، وسنوات الصراع القبلي التي توجت خربيط زعيمًا في المنطقة في نفس الفترة التي يجتاح فيها الغرب صحراء شبه الجزيرة العربية، وفي تحالف خربيط مع الغرب يجد الوسيلة المناسبة لامتلاك الثروات واستغلال الظروف للسيطرة على كل شيء، وينتقل في الجزء الرابع لاستعراض أحوال السلطان المخلوع خزعل، بعد أن أطاح به أخوه وقد كان وقتها في زيارة لألمانيا، وقد شارك بهذا الانقلاب عدد من الرجال كان المستشار صبحي قد زرعهم بينما كان على علاقة وطيدة معه، وفي الجزء الأخير وبعد أن يستقر فنر على رأس السلطة، يعود الكاتب للبحث في أحوال الناس في تلك المرحلة، وفي ظل كثير من المتغيرات، حيثُ يتغير كل شيء العادات والأماكن وحتى الانتماء والهوية، وتنتهي الرواية باغتيال السلطان فنر من قبل خاصته.[٥]
اقتباسات من رواية خماسية مدن الملح
بعد الحديث عن خماسية مدن الملح بشيء من التفصيل، لا بدَّ من الغوص في أعماق بعض أجزائها من خلال الاقتراب من أسلوب عبد الرحمن منيف في الكتابة والمرور على أسلوبه رفيع المستوى، وفيما يأتي سيتم إدراج بعض الاقتباسات من الرواية:[٦]
- في أحيان كثيرة لا يعرف الإنسان أين هو الخطأ، وربما هذا هو أقسى العذاب.
- إذا أشكل عليك أمران فانظر أيهما أقرب إلى نفسك واجتنبه.
- أما الموت فإنه يضع حدًا للصعوبات كلها، والدليل أن الميت يتوقف عن الألم، يتوقف عن الصراخ والاحتجاج، تاركًا هذه المهمة للذين حوله، للذين ما زالوا على قيد الحياة.
- الرِّهان بيننا وبين الآخرين ليس أننا قادرون أو غير قادرين، الرِّهان هو الزمن.
- لا يمكن لأحد أن يفسر الحزن الذي يعيشه هؤلاء إلا إذا عرف الصحراء وعاش فيها، هذه الصحراء الملعونة لا تلد إلا مثل هؤلاء البشر ومثل تلك الحيوانات التي رأيناها ونحن آتون، والبكاء يخفف عنهم، لكنهم قساة، عنيدون، ولذلك يبكون في داخلهم.
- كيف يمكن للأشخاص والأماكن أن يتغيروا إلى الدرجة التي يفقدون صلتهم بما كانوا عليه، وهل يستطيع الإنسان أن يتكيف مع الأشياء الجديدة والأماكن الجديدة دون أن يفقد جزءًا من ذاته؟
- إذا رفعت السلاح فأضرب، أو لا ترفعه أبدًا.
- إذا تكلم سوف تكون كلماته قاتلة، لقد رأى أشياء كثيرة في هذه الحياة، ولا بد أن تقتله علته.
المراجع
- ↑ "الأدب العربي الحديث"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "عبد الرحمن منيف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "مدن الملح"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 0912-2019. بتصرّف.
- ↑ "عبد الرحمن المنيف"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "مدن الملح"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "عبد الرحمن منيف"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019.