الصحابيات
ينبثق المراد بالصحابية من معرفة المراد بالصحابي، فالصحابي: كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام، ويدخل في ذلك كل من لقيه، سواءٌ أطال مجالسته أم لا، وكل من روى عنه ولم يروِ، وكل من غزا معه، ومن لم يغزو، وكل من رآه رؤية، أو من لم يره بسببٍ عارضٍ كالعمى،[١] فالصحابيات تخرجن من مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهن شرفٌ وعزة، نزلت فيهن آياتٌ تتلى آناء الليل وأطراف النهار، تربَّين على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأخلاق العظيمة، [٢] ومن الصحابيات اللواتي نزل فيهنّ آياتٌ من القرآن الكريم خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها، وفي هذا المقال سيتم الحديث حول نبذة عن خولة بنت ثعلبة.
نبذة عن خولة بنت ثعلبة
إسمها خولة بنت حكيم وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة، صحابية جليلة من صاحبات البلاغة والفصاحة، زوجها أوس بن الصامت، تتميز شخصيتها بتقوى الله تعالى والخوف منه وتحري الأحكام الشرعية، ويظهر ذلك من خلال موقفها مع زوجها، وسيأتي ذكر القصة لاحقًا، ومن أبرز ملامح شخصيتها أيضًا الجرأة في الحق، ويظهر ذلك في الحوار الذي حدث بينها وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما خرج من المسجد ومعه الجارود العبدي حيث كانت رضي الله عنها في الطريق فسلّم عليها، فردت عليه السلام وقالت له: "هيهات يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سُميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سُميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قَرُب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي عليه الفوت"، ومن أبرز ملامح شخصيتها بلاغة اللسان وفصاحته، ويظهر ذلك من خلال موقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وجدالها له عندما ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وما يترتب على التفريق من سلبيات على الأولاد.[٣]
قصة خولة بنت ثعلبة
تناولت السيرة النبوية الكثير من المواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المواقف التي تناولتها موقفٌ حدث في أحد بيوت الصحابة رضوان الله عليهم، في المدينة المنورة، صاحب البيت الصحابي أوس بن الصامت وزوجته خولة بنت ثعلبة، أما أحداث القصة فهي أنّ خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها راجعت زوجها في أمر من الأمور مما أثار غضبه، فقال لها: " أنت علي كظهر أمي"، أي محرمة عليّ، وبعد أن هدأ الزوج وأراد معاشرة زوجته، أبت الزوجة وامتنعت، وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدّثته بما حصل، وتشتكي إليه زوجها، فما لبثت رضي الله عنها حتى أنزل قول الله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}،[٤] ثم قال لها رسول الله:"مريه فليعتق رقبة، قالت: فقلت: والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق، قال: فليصم شهرين متتابعين، قالت: فقلت: والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال: فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر، قالت: قلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنا سنعينه بعرق من تمر، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، قال: قد أصبتِ وأحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا، قالت: ففعلت".[٥][٦]
المراجع
- ↑ "التعريف الاصطلاحي للصحابي"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "لماذا نقتدي بالصحابيات"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
- ↑ "خولة بنت ثعلبة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المجادلة، آية: 1،2.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن خويلة بنت ثعلبة، الصفحة أو الرقم: 4279، حديث أخرجه في صحيحه.
- ↑ "فوائد وأحكام في قصة خولة بنت ثعلبة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.