نبذة عن ديل كارنيجي

كتابة:
نبذة عن ديل كارنيجي

مولد ونشأة ديل كارنيجي

وُلد المؤلف والمحاضر ديل كارنيجي (بالإنجليزية:Dale Carnegie) في 24 نوفمبر 1888م في ولاية ميسوري في الولايات المُتحدة الأمريكية، وكان والدا ديل مزارعين فقراء؛ مما أثر على نشأته كطفل فقير، وكان ديل لا يهتم كثيرًا بالنشاط البدني ولا يلعب الرياضات المُنتشرة في الولايات الأمريكية في فترة صغره.[١]


لكنه عوض هذه الإمكانات الرياضية بمهاراته العالية في الإلقاء والتحدث، مما أكسبه الكثير من الصداقات، وكسب احترام الأغلبية، وكانت هذه تمهيدًا لنشأته كأكثر الرجال شُهرة في مجال التنمية البشرية وتحسين الذات.[١]

نشأة ديل كارنيجي التعليمية

درس ديل كارنيجي في المرحلتين الابتدائية والثانوية في بلدة وارنسبورج، وخلال دراسته الثانوية حضر العديد من تجمعات تشوتاوكوا الريفية التي كانت تحدث في جميع أنحاء البلاد وتجمع مُتحدثين وفنانين وخُطباء وموسيقيين، وهذا أثَّر على نفسية ديل بشكل كبير، وزادت حماسته للخطابة، فقرر الانضمام لفريق المناقشات في المدرسة، وبسرعة أصبح خطيبًا ماهرًا.[١]


تخرج ديل كارنيجي من المدرسة عام 1906م، ثُم التحق بكلية المعلمين الحكومية المحلية في بلدة وارنسبرج، وبسبب فقر عائلته الشديد لم يتمكّن من دفع تكاليف إقامته في الكُلية، لذا تنقّل من الكلية إلى لمنزل باستخدام الخيل، وهذه التنقلات أفادته بشكل كبير للتدرب على مهارات الخطابة وإلقائها، والضبط الصحيح والدقيق لأساليبها المُختلفة، فشارك ديل بالعديد من مسابقات الخطابة، وفاز بغالبيتها، وعرض عليه الكثير من الطلاب تدريبهم على الخطابة بمقابل مادي بسبب مهاراته العالية بالخطابة.[١]

بداية مسيرة ديل كارنيجي المهنية

تخرج ديل كارنيجي من الكُلية، لكنه لم يعمل في سلك التعليم مباشرةً، بل عمل كبائع أولًا في منطقة نبراسكا،[٢] في العام 1911م استقال من عمله كبائع ساعيًا لتحقيق حلمه بأن يُصبح محاضرًا، إلّا أنّه لم يتمكّن من ذلك، فلجأ إلى التمثيل مع فرقة سياحية في مدينة نيويورك، لكن سرعان ما انتهى هذا العمل أيضًا، وفي العام 1912م تمكّن ديل من العمل كمُدرّس لفن الخطابة في جمعية الشبان المسيحيين بعد أن أقنع مدير الجمعية بذلك مقابل حصوله على 80% من إجمالي العائدات.[٣]


تحولت فصول ديل التعليمية لأنجح فصول في المنطقة، مما حذا به لإلقاء المحاضرات في المنازل المُزدحمة مع انسجام كبير للحاضرين ورغبة بالاستماع إليه مطولًا، ولتوحيد محاضراته وأساليب تدريسه فيها عمل على نشر كتيبات، وقد جمع هذه الكتيبات بعد ذلك على شكل كتاب في عام 1926م وسماه دورة عملية لرجال الأعمال.[٢]

بداية ونشأة كارنيجي في التنمية البشرية والذاتية

عمل كارنيجي كمُحاضر في جمعية الشبان أكسبه مهارات كثيرة حتى بدأ بنشر علمه وأفكاره في مجال التنمية البشرية والذاتية، وكان أبرز مجالات عمله ما يلي:

دورات كارنيجي في فن الخطابة والإلقاء

علّم كارنيجي طلابه كيفية إقامة علاقات إيجابية وتقديم عروض تقديمية مقنعة وإجراء المقابلات بشكل جيد، وكان الأسلوب التعليمي الذي اتّبعه عبارة عن دورات تعليمية في فن الخطابة والإلقاء، وأثبتت هذه الفصول والدورات التعليمية فعاليتها، وزاد عدد المُنتسبين لها بشكل كبير، وكان الطُلاب يجلبون قصصًا ناجحة من أماكن عملهم مبنية عما تعلموه في المُحاضرات.[١]


وفي غضون عامين ومع الشعبية الكبيرة لدورات كارنيجي ولاستيعاب العدد المُتزايد من الطُلاب نقلت هذه المُحاضرات والدورات من جمعية الشبان المسيحية إلى معهد ديل كارنيجي الخاص.[١]

العلاقات الإنسانية والاجتماعية والتأثير الإيجابي

تدريب الطُلاب والمتدربين على طريقة كارنيجي حتى وقتنا الحالي كان لها عدة أهداف، منها بناء العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وخلق التأثير الإيجابي على الآخرين، وعند تطبيق هذه المهارات يُطلب من المُتدرب التركيز على علاقاته الحالية، ثم على العلاقات مع الآخرين، وتتطور التدريبات لتعليم الطلاب التعاون مع الغير وخلق الحماسة في العلاقة معهم، وهذا يؤدي لخلق حالة من التأثير الإيجابي، ويُحسّن من مستوى العلاقات الإنسانية والاجتماعية، لتتحول الحياة لتجارب ناجحة لدى المُتدربين.[٤]

الثقة بالنفس والريادة والقيادة في العمل

يعد كتاب ديل كارنيجي كيفية تطوير الثقة بالنفس والتأثير على الناس من خلال التحدث أمام الجمهور من أهم ما درسه وعلمه كارنيجي للآخرين في مجال الثقة بالنفس والريادة والقيادة في العمل، وهدف من خلاله لتحسين فن الخطابة، وزيادة الثقة بالنفس من خلال التعليم والإعداد السليم، والتصميم والمُمارسة وتحسين الذاكرة، وتعليم أن طريق الثقة بالنفس ليس مُختصرًا، بل هو طريق طويل يمر بتحسين الذات وتثقيف النفس.[٥]


بدأ نشاط ديل كارنيجي في التنمية البشرية عند عمله كمحاضر في جمعية الشبان المسيحيين، لينشر خلالها أفكاره المتعلّقة بالتنمية البشرية؛ فدرّب الطلاب على فن الخطابة والإلقاء عن طريق الدورات التعليمية التي عقدها وقد حققت نجاحًا كبيرًا، كما كان له الدور البارز في تطوير علاقات الأفراد مع بعضهم البعض، وتعزيز الثقة بالنفس.[٥]

مؤلفات ديل كارنيجي

ديل كارنيجي من أشهر وأكثر الكُتاب والخُطباء تأثيرًا في هذا العالم، وقد ألَّف الكثير من الكُتب التي تعني بالتنمية البشرية وتحسين الذات،[٦] وأبرز هذه الكُتب ما يلي:

  • دع القلق وابدأ الحياة: (بالإنجليزية:How To Stop Worrying and Start Living)، هو أبرز كتاب لكارنيجي، ويشرح فيه بالتفصيل كيفية حل القلق وعيش حياة مُرضية، ويُعدد الطُرق التي تؤدي لتدمير حياة الإنسان، كما يذكر العديد من الحيل والنصائح للتغلب على القلق والمخاوف المتعلقة بالنفس البشرية.[٧]
  • كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس (بالإنجليزية:How to Win Friends and Influence People).[٦]
  • كتاب لينكولن المجهول (بالإنجليزية:Lincoln the Unknown).[٦]
  • كتاب الطريقة السريعة والسهلة للتحدث الفعَّال (بالإنجليزية:The Quick and Easy Way To Effective Speaking).[٦]
  • كتاب قصاصات ديل كارنيجي (بالإنجليزية:The Dale Carnegie Scrapbook).[٦]

مؤسسة ديل كارنيجي للتدريب والعلاقات الإنسانية

أسس ديل كارنيجي للتدريب والعلاقات الإنسانية معهده التعليمي في عام 1912م، وهدَفَ كارنيجي في بداية إنشاء المؤسسة كمعهد تعليمي لاستيعاب العدد الكبير من الطُلاب، ولإكمال طريقه في مُساعدة من لديهم مخاوف في التحدث أمام الجمهور، وفي عام 1930م بدأت دورات المؤسسة بالحصول على التراخيص،[٨]


وبعد ذلك بفترة قصيرة توسع المعهد ليشمل 750 مدينة أمريكية، و15 دول أجنبية، وفي عام 1953م نُقل المعهد لمبنى مكون من خمس طوابق في مانهاتن- ولاية نيويورك، وبحلول وفاة كارنيجي قُدر الذين أخذوا دروسه حول العالم بنحو 450 ألف شخص.[١]


عام 1954م تأسست شركة كارنيجي (Dale Carnegie & Associates، Inc)، وتوسعت لتصل إلى أوروبا وأستراليا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وحاليًا لها فروع في الشرق الأوسط وآسيا، ودول عديدة في أفريقيا، وجزر أمريكا الوسطى والكاريبي والمكسيك، ومنذ وفاة كارنيجي تهدف المؤسسة لتحقيق حلم ديل كارنيجي بالتأثير على أكبر عدد مُمكن من البشر، وتحويلهم لخُطباء عن طريق تحسين ذاتهم.[٨]


تُقدم المؤسسة حاليًا العديد من الدورات المُهمة في مجالات التنمية البشرية، وهنالك مجالات عديدة تحاول هذه الدورات التركيز عليها مثل:[٨]

  • التدريب الشخصي على التحدُث.
  • فنون الإلقاء وإعطاء المحاضرات.
  • مهارات المبيعات.
  • خدمة العُملاء.

نصائح وحكم ديل كارنيجي

ديل كارنيجي الرائد في عالم الخطابة العامة والتنمية في العالم، والذي يملك العديد من المؤلفات، وقد شجع الكثير من الناس بشكل مُباشر أو غير مُباشر من خلال اقتباساته الرائعة على شكل نصائح وحِكم؛ ومنها ما يلي:[٩]


  • الحماس الملتهب المدعوم بحس الحصان ومثابرته، يُعتبر الصفة الأكثر نجاحًا في تحقيق النجاح.
  • أحد أكثر الأشياء المأساوية التي أعرفها عن الطبيعة البشرية هو أننا جميعًا نميل إلى تأجيل الحياة، فكلنا نحلم بحديقة ورود سحرية في الأفق بدلاً من الاستمتاع بالورود التي تتفتح خارج نوافذنا اليوم.
  • طريقة هزيمة الخوف: حدد مسارًا للسلوك واتبعه، وابق مشغولًا واعمل بجد حتى تنسى الخوف.
  • عند التعامل مع الناس دعونا نتذكر أننا لا نتعامل مع مخلوقات منطقية، بل نتعامل مع مخلوقات عاطفية، ومليئة بالأحكام المسبقة وتحفزها الكبرياء والغرور.
  • الممارسة، الممارسة، الممارسة في التحدث أمام الجمهور سوف تميل إلى إزالة كل مخاوفك أمام الجماهير، تمامًا كما تؤدي ممارسة السباحة إلى الثقة والراحة في الماء، لذى يجب أن تتعلم التحدث عن طريق التحدث.
  • لن تحقق نجاحًا حقيقيًا أبدًا ما لم يعجبك ما تفعله.
  • الإفراط في الثقة أمر سيء، ولكن تحمل هواجس الفشل أسوأ؛ لأن الرجل الجريء قد يجذُب الانتباه من خلال تحمله ذاته، بينما يدعو جبان أرنب قلبه إلى كارثة.
  • فقط لأنّ وسائل الاتصال متاحة بسهولة لا يعني أنّ الناس قد تعلموا التواصل بشكل جيد.

وفاة ديل كارنيجي

توفي ديل كارنيجي في 1 نوفمبر 1955م بسبب سرطان الغدد الليمفاوية المُسمى هودجكين، والذي شُخص بشكل خاطئ في تلك الأيام ما بين تصلب الشرايين ومرض الدم، وقد عانى المرض لمدة من الزمن اشتدت عليه في آخر ثلاثة أشهر من حياته، وكان واضحًا مرضه وضُعفه أثناء استلامه لشهادة فخرية من كلية سنترال ميسوري الحكومية التي بدأ عمله التعليمي فيها، وبعد وفاته دُفن بمقبرة بيلتون في مقاطعة كاس بولاية ميسوري الأمريكية.[١٠]


ترك ديل كارنيجي تُراث كبير بعد وفاته، وهي خُلاصة لتجاربه المتنوعة في التحدث أمام الجمهور، وطُرق التسويق والبيع الصحيحة، والتمثيل كذلك، وكان دوره عظيمًا في بروز فن الخطابة والتنمية حتى يومنا هذا بالرغم من مرور وقت طويل على وفاته، وتستمر كتب ودورات كارنيجي في التأثير على الكثير من المجالات التسويقية، وطُرق الخطابة، والتحدث السليمة؛ فمثلًا كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس بيع منه 15 مليون نُسخة حول العالم، وقد بيعت أغلب النسخ بعد وفاته.[١٠]

الخلاصة

ديل كارنيجي من أنجح الخُطباء والمُدرسين الأمريكيين والعالميين في العصر الحديث، وكل جوانب قصة حياته وعمله فيها كفاح ونجاح بطعم خاص، فقد تغلب على فقره وضعف نشاطه البدني بصغره بتحوله لخطيب ليجلب الكثير من الأصدقاء حوله، وبعد انتهائه من الدراسة والبدء بحياته المهنية وتمرسه بمجال الخاطبة والتنمية البشرية والذاتية غير حياة الكثير من الناس، وبعد وفاته وحتى وقتنا الحالي هنالك الملايين ممن تغيرت حياتهم للأفضل بسبب كُتب كارنيجي ونصائحه المُفيدة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Dale Carnegie", Biography, 15/4/2019, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Dale Carnegie"، Britannica، Retrieved 24/8/2021. Edited.
  3. "Dale Carnegie Biography", imdb, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  4. " Human Relationship Skills for Success", Dalecarnegie, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "How to Develop Self-Confidence & Influence People by Public Speaking", Squeezed books, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج " Dale Carnegie (1888 – 1955) ", Biblio, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  7. " How To Stop Worrying And Start Living by Dale Carnegie: Summary and Notes", Dan silvestre, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Our Proof is in Our History ", Dalecarnegie, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  9. "Dale Carnegie Quotes", wow4u, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Dale Carnegie", New world encyclopedia, Retrieved 23/8/2021. Edited.
6762 مشاهدة
للأعلى للسفل
×