نبذة عن ديوان زهير بن أبي سلمى

كتابة:
نبذة عن ديوان زهير بن أبي سلمى

زهير بن أبي سُلمى

هو زهير بن رَبيعة بن قرط. والنَّاس ينسبونه إلى مُزينة، وإنَّما نسبه في غطفان، وليس لهم بيت شعر ينتمون فيه إلى مزينة إلّا بيت كعب بن زهير. [١] وهو قوله:

هُمُ الأصلُ مِنَّى حَيثُ كُنتُ وإنَّني

من المُزنيِّينَ المُصَفِّينَ بالكَرَمْ[٢]


أحد أشهر شعراء العرب وحكيم الشعراء في الجاهلية، وهو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، وإنما اختلفوا في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه. وأما الثلاثة فلا اختلاف فيهم، وهم (امرؤ القيس) و(زهير) و(النابغة الذبياني).[٣] ويروى عن عمر بن الخطاب أنَّه قال: أنشدوني لأشعر شعرائكم، قيل: ومن هو؟ قال: زهير، قيل: وبمَ صار كذلك؟ قال: كان لا يعاظِل بينَ القولِ، ولا يتَّبع حواشي الكلامِ. ولا يمدح الرَّجل إلا بما هو فيه.[٤]


ديوان زهير بن أبي سُلمى

حظي ديوان زهير بن أبي سُلمى باهتمام الباحثين والدارسين، فنجد علماء اللغة القدامى أبدوا اهتمامًا بجمعِ مؤلفاتِهِ، فنجد لديوان زهير روايتين مطبوعتين: رواية الأصمعي البصرية ورواية ثعلب الكوفية،[٥]وتمتاز الرواية البصريّة بالتَّشدد فهي لا تروي سوى 18 قصيدة ومقطوعة بينما الرواية الكوفية تضيف عشرات القصائد والمقطوعات.[٥] في المجمل، تصل عدد قصائده إلى (54) قصيدة ومقطوعة،[٦] جسدَ فيها صور الحياة الجاهلية، منها ما يأتي:

  • أمن أم أوفى دمنة لم تكلمِ: المعلقة، من البحر الطويل، وأبياتها 59 بيتًا.
  • صحا القلب عن سلمى، وقد كاد لا يسلو: من البحر الطويل، وأبياتها 41 بيتًا.
  • لسلمى بشرقي القنان منازل: من الطويل، وأبياتها 24 بيتًا.
  • خشيت ديارًا بالنقيع فثهمد: من الطويل، وأبياتها 44 بيتًا.
  • بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا: من البسيط، وأبياتها 33 بيتًا.
  • قف بالدِّيار التي لم يعفها القدم: من البسيط، وأبياتها 37 بيتًا.
  • هل تبلغني إلى الأخيار ناجية: من البسيط، وأبياتها 13 بيتًا.
  • هل في تذكُّر أيام الصبا فند: من البسيط، وأبياتها 32 بيتًا.
  • لمن الديار غشيتها بالفدفد: من الكامل، وأبياتها 27 بيتًا.
  • أثويت أم أجمعت أنك غادي: من الكامل، وأبياتها 7 أبيات.
  • هاج الفؤاد معارف الرسم: من الكامل، وأبياتها 20 بيتًا.
  • غدت عذالتاي فقلت مهلًا: وهي قصيدة غزلية من الوافر، وأبياتها 35 بيتًا.
  • ألا أبلغ لديكَ بني تميم: من الوافر، وأبياتها 16 بيتًا.
  • عفا من آل فاطمة الجواء: من الوافر، وأبياتها 63 بيتًا.
  • أمن آل ليلى عرفت الطلولا: من المتقارب، وأبياتها 17 بيتًا.
  • وبلدة لا ترام خائفة: من المنسرح، وأبياتها 11 بيتًا.


نبذة عامة عن شعر زهير بن أبي سلمى

كان زهير بن أبي سُلمى ذا موهبة شعرية عالية، يتميّز بوصفه الدقيق، فالتصوير أساس فنه وموهبته الشعرية، وكان يُجهِد نفسه في رسم هذه الصور إجهادًا عبَّرَ عنه القدماء بأنَّه حوليّ صاحب الحوليات،[٧] إنَّ كل جانب في شعره يدفعنا إلى الإيمان بأنه كان يعاني طويلًا في صنع قصائده وما يتخذه لها من هذا الإطار الفني الدقيق.[٧]


إذا أخذنا نستعرض شعر زهير وجدناه يَنظمُ في المديح والغزل ووصف الصيد والهجاء وفي تضاعيف ذلك يجنح إلى الحكمة ووصف مكارم الأخلاق. [٨]


ويمكننا عرض الأغراض التي ينظم فيها على النحو الآتي:


المدح

وتلمع بين مدائح زهير معلقته وقد نظمها مشيدًا بهرم بن سنان والحارث بن عوف حين سعيا بالصلح بين ذبيان وعبس فأعلنا أنهما يتحملان ديات القتلى حتى تضع الحرب أوزارها بينَ القبيلتين المتناحرتين.[٨] فيقول فيها:

يمينًا لنعمَ السيدانِ وُجِدْتُما

على كل حالٍ من سحيلِ ومُبرمِ

تداركتما عبسًا وذبيان بعدما

تفانوا ودَقُّوا بينهم عطرَ مَنْشِمِ


الغزل

اعتمد في أغلب أشعاره الغزلية على الوصف الدقيق المُتقَن، مثال:

كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتُبِقَت

:::مِن طَيِّبِ الراحِ لَمّا يَعدُ أَن عَتُقا


وصف الصّيد

والصّيد هو مِن صفات الشجاعة في الجاهليّة، فهو عندهم فخر بالذّات يتباهى به الجاهليّ أمام الآخرين، يقول زهير بن أبي سلمى:

وقد أروحُ أمامَ الحيِّ مُقتَنِصاً

قُمْراً مراتِعُها القيعانُ والنَّبَكُ


الحكمة

وهي مِن أكثر الأغراض التي تتجلّى عند زهير بن أبي سلمى، فإذا أردنا أنْ نقرأ شعره وجدنا الحكم تُنثَرُ في كلِّ جانب مِن خلال موضوعات مختلفة في أبياته، ومنها:

وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ

:::يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ

وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ

:::يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ



المراجع

  1. ابن قتيبة، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر (2006)، الشعر والشعراء، القاهرة:دار الحديث، صفحة 137، جزء 1.
  2. زهير بن أبي سلمى، "أتعرف رسمًا بين رهمان فالرقم"، الديوان.
  3. مصطفى الغلاييني، رجال المعلقات العشر، صفحة 29.
  4. ابن قتيبة، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر (2006)، الشعر والشعراء، القاهرة:دار الحديث، صفحة 137-138، جزء 1.
  5. ^ أ ب شوقي ضيف، العصر الجاهلي (الطبعة 33)، القاهرة:دار المعارف، صفحة 305. بتصرّف.
  6. "زهير بن أبي سلمى"، الديوان. بتصرّف.
  7. ^ أ ب شوقي ضيف، العصر الجاهلي (الطبعة 33)، القاهرة :دار المعارف، صفحة 332. بتصرّف.
  8. ^ أ ب شوقي ضيف، العصر الجاهلي (الطبعة 33)، القاهرة:دار المعارف، صفحة 307.
7903 مشاهدة
للأعلى للسفل
×