محتويات
الأدب الفرنسي
الأدب الفرنسي أحدُ أهم الآداب العالمية ومن أكثرها ثراءً على الإطلاق، فهو يحتوي على الكثير من الأعمال العظيمة في جميع المجالات من رواية ومسرحية وقصة وشعر وشعر غنائي وغيرها، وقد كان له تأثير كبير على بقية الآداب العالمية، فكانت الحركات الأدبية والفكرية الفرنسية كالمدرسة والرمزية الكلاسيكية والمدرسة الواقعية ذات تأثير في الآداب الأوروبية عمومًا، وخصوصًا الأدب البريطاني، إضافةً إلى الأدب في الولايات المتحدة الأمريكية، اهتمَّ الأدباء الفرنسيون بالشكل والأسلوب واللغة، كما تقيدوا بالقواعد الأدبية كثيرًا، ومن أشهرهم: موليير، فولتير، ألفرد دي موسيه، بلزاك، فيكتو هوغو صاحب رواية أحدب نوتردام والذي سيدور حولها الحديث في هذا المقال.[١]
فيكتور هوجو
الأديب الفرنسي الشهير فيكتور ماري هوجو، هو أحد أعظم الأدباء في الحركة الرومانسية، وأحد أشهر الأدباء العالميين، وعلى الرغم من الشهرة التي حظيَ بها في فرنسا بصفته شاعرًا كبيرًا في المقام الأول وبعد ذلك بصفته راوٍ إلا أنَّه اشتُهر خارج فرنسا على أنَّه كاتب كبير وراوٍ أكثر من أي صفة آخرى، ولدَ فيكتور هوجو في مدينة بيزنسون عام 1802م، أديب وشاعر وروائي شهير، تُرجمت جميعُ أعماله المختلفة إلى معظم اللغات حول العالم، وله عدد من الدواوين الشعرية الشهيرة منها: ديوان أسطورة العصر، ديوات تأملات وغيرها، أمَّا في مجال العمل الروائي فقد نالَ شهرةً عالمية على أعماله ومن أشهرها: رواية البؤساء، رواية آخر يوم لمحكوم عليه بالإعدام، عمال البحر، ثلاثة وتسعون، الضاحك الباكي، ملائكة بين اللهب وغيرها، وكان هوجو من أهم الناشطيين الاجتماعيين في ذلك العصر، وكان يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام ومؤيدًا للنظام الجمهوري في الحكم، وأمَّا أعماله فغالبًا ما كانت تمسُّ قضايا اجتماعية وسياسية هامة، توفي عام 1885م ودُفن في مقبرة العظماء، تمَّ تكريمه بصور عديدة حيثُ وضعت صورته على الفرنك الفرنسي، وكانت رواية البؤساء قد انتجت في عدد كبير من الأعمال المسرحية والسينمائية والغنائية والتلفزيونية.[٢]
رواية أحدب نوتردام
تعدُّ رواية أحدب نوتردام من أشهر روايات الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو، وهي من الروايات الفرنسية الرومانسية القوطية، نُشرت لأول مرة في عام 1831م، ونوتردام هي كاتدرائية نوتردام الشهيرة في مدينة باريس في فرنسا، واسم الرواية الأصلي هو على اسم الكنيسة، حيثُ تدور معظم أحداث الرواية في الكاتدرائية نفسها، لكنَّ الترجمة الإنجليزية لها والتي نشرت في عام 1833م من قبل فريدريك شوبرل كانت بعنوان أحدب نوتردام وهو الاسم الذي شاع فيما بعد واشتُهرت فيه الرواية، أحداث القصة تجري في مدينة باريس في أواخر العصور الوسطى، وتحديدًا في فترة حكم الملك لويس الحادي عشر، وُصِف هوجو بعد صدور هذه الرواية بأنه شكسبير الرواية، تمَّ انتاج الرواية في السينما ستّ مرات في القرن الماضي آخرها كان في عام 1997م.[٣]
تلخيص رواية أحدب نوتردام
تدور أحداث الرواية حول شخص لقيط أحدب وقبيح جدًّا يدعى كوازيمودو وهو بطل الرواية، وهو ابن لعائلة من الغجر كانت قد أتت إلى نوتردام من أجل سرقتها، لكنَّ القسَّ المسؤول عن الكاتدرائية اكتشف محاولة السرقة تلك وقبضَ عليهم، لكنَّ الجميع هرب ولم يبقَ إلا كوازيمودو معه، تولَّى القس العناية به وربَّاه في الكنيسة، ودرَّبه على العمل فيها ليصبح قارع الأجراس في كاتدرائية نوتردام فأصيب بسبب ذلك بالصمم، وقد حاول فيكتور هوجو أن يصوِّر شخصيةً خيالية مرعبة بصفاتها الخارجية من قبح وحدَب لكنَّها من الداخل شخصية نقية بيضاء تحمل الصفات الحسنة والطيبة، وقد نجح في ذلك إلى درجة كبيرة، وفيما بعد يتم اختيار كوازيمودو حتى يكون رئيس المهرجين في الاحتفال السنوي الذي يقام في باريس والذي يسمى احتفال المهرجين، لكنَّ القس لم يكن يريد له ذلك، فهو يريد من كوازيمودو أن يقضي بقية عمره في الكنيسة حتى لا يظهر أمام الناس بهيئته المرعبة ومظهره السيء ويرعبهم.[٤]
في ذلك الوقت تأتي إلى احتفال المهرجين فتاة فائقة الجمال تدعى إزميرالدا وهي من الشخصيات المهمة في الاحتفال، يُعجب الجميع بها وبرقصها، ويحاول الجميع الوصول إليها يمن فيهم القس، لكن الجميع يفشل في ذلك، ويقع كوازيمودو في حبِّ إزميرالدا أيضًا، وفي ذلك إشارة إلى صراع البشرية ومعاناة المعوقين والمحرومين، بعد أن يكتشف الناس أنَّ كوازيمودو لم يكن متنكرًا للمهرجان يقبض عليه حتى يحاسَب لكن إزميرالدا تشفق عليه وتساعده في الهرب، وتهرب هي أيضًا، مما يثير سخط القس كلود فرولو عليها لأنها لم تطع أوامره، فيساعدها عند ذلك كوازيمودو للهرب من جنود القس ردًّا للجميل، وعند ذلك تشرق نفسه لأنه وجد من يحنو عليه ويحبه، لكن القس يجنُّ من هروبها ويقوم باعتقال جميع الغجر للعثور عليها، وتدور الرواية في أحداث مشوقة تنتهي بحمل الناس كوازيمودو على أعناقهم بعد أن اكتشفوا مدى طيبة قلبه وصفاء نفسه.[٤]
اقتباسات من رواية أحدب نوتردام
تحمل رواية أحدب نوتردام وهي من أشهر الروايات العالمية في طياتها صرخةً ضدَّ الظلم مُنصةً لنداءات المحرومين والضعفاء من الناس، ولم تقتصر القصة على حب شخص لشخص بل تعدَّت ذلك إلى مستويات عالية من الطهر والجمال، فقد وقعَ كوازيمودو في حب الجمال الإنساني الذي حُرم منه، لذلك كان مستعدًّا للتضحية بكل شيء في سبيل بقاء ذلك الجمال في الوجود حيًّا، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية:[٥]
- لم أشعر بدمامتي قبل الآن، وكلما قارنت بين نفسي وبينك لم أتمالك من الشعور بالإشفاق على نفسي، لأنني في نظرك وحش أبشع من وحوش الغابات، ولكنك في نظري شعاع من أشعة الشمس وقطرة الندى وتغريدة من أغاريد الطيور.
- وغاية الشقاء أن يرى الرجل المرأة التي يحبُّها تضع كنوز حبها وجمالها وطهارتها تحت قدمي إنسان آخرٍ ليس أجدر منه بحبها.
- عندما يشرع الإنسان في عمل الشر، فإن من الجنون أن يقف في منتصف الطريق.
- من ذا الذي يستطيع انتزاع العظمة من مخالب النمر الجائع.
- الواقع أنَّ اللقيط لم يكن مخلوقًا أدميًا، بل كان اعتذارًا عن مخلوق أدمي.
- الزمن أعمى والإنسان أحمق.
- أفضل وسيلة لتهدئة الجموع هي أن تؤكد لهم أن التمثيل سيبدأ في الحال.
- اكتشفت بعد ليلة ليلاء فحصت فيها نفسي كما يفحص الإنسان حشرة، أنني مريضٌ بك مرضًا لا برء منه.
المراجع
- ↑ "الأدب الفرنسي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "فكتور هوغو"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحدب نوتردام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أحدب نوتردام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحدب نوتردام"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-12-2019. بتصرّف.