نبذة عن رواية أحلام الشباب

كتابة:
نبذة عن رواية أحلام الشباب



نبذة عن رواية أحلام الشباب

الرواية للكاتبة التونسية خولة حمدي، تتكون من ثلاثمئة وعشرين صفحة، وتتحدث الرواية عن أحلام مجموعة من الشباب، وما يواجههم من مشكلات وعقبات في أثناء تحقيقها، ومحاولة الوصول إليها، ويمكن تلخيص المشكلات التي طرحتها الرواية بما يأتي:[١]

  • مشكلة التمسّك بالهوية الإسلامية
والمحافظة على مبادئ العقيدة الصحيحة في ظل الانفتاح الخاطئ الذي تواجهه مجتمعاتنا، الذي يقوم بدوره بمحاربة كل مظاهر التدين واستنكارها، فيغدو المتمسك بها غريبا بين الناس.  
  • صراع الأجيال
ويتمثل في علاقة مجموعة من الشباب بآبائهم، فكل جيل يرى أن وجهة نظره هي الصحيحة، والأصلح للتطبيق، ويحاول أن يفرض خياراته على الآخر، فيما يتعلق بالعمل واختيار التخصص وشريك الحياة وغيرها من المشكلات الأخرى.  
  • الصراع مع الآخر المخالف في العقيدة
وما قد يولده من صراعات نفسية، وكيفية البحث عن طريقة صحية للحوار الهادف، مع البعد عن التشنج والتعصب ونبذ الرأي المخالف.  
  • اختيار شريك الحياة المناسب
بالاعتماد على المنطق والعقل، ومحاولة تنحية العواطف جانبا، مع عدم الاستسلام للمواصفات الشكلية التي يفرضها المجتمع على الشاب أو الفتاة، ويحاول من خلالها تحويل الزواج إلى مؤسسة مادية بحتة، تحقق المصالح، وتفرّغ علاقة الزواج المقدسة من معانيها العميقة.  
  • الصراع بين العقل والعاطفة
إذ تحاول العاطفة في مرحلة الشباب فرض نفسها بالقوة في معظم المواقف، وتكون غالبا أسبق على العقل الذي يحاول أن يتخلص من سطوتها ليتمكن من رؤية الأمور على حقيقتها، واختيار الطريق الصحيح.  


قصة الرواية

بطلة الرواية مرام طالبة في كلية الطب البشري، ملتزمة دينيا، تحاول أن تشق طريقها في هذه الحياة وتثبت ذاتها وتخدم أمتها، من غير إخلال أو تنازل عن مبادئها وثوابتها، وقد جاءت هذه الرواية من خلال كتابة مرام لمذكراتها، وقد طرحت من خلالها مشكلات مجموعة من الشباب المحيطين بها وهم كالآتي:[٢]

  • راوية
صديقة مرام المقربة، تشاركها في أنشطتها الدعوية التي تسفر عن اعتناق جاد للإسلام، تدخل في صراع نفسي بين تعلقها به، والتزامها الديني. ثم تدخل في صراع آخر حين يتقدم لخطبتها لخشيتها من الاختلافات الاجتماعية بينهما، علاقتها بوالدتها تشوبها المشاكل، بسبب عجزهما عن البوح باحتياجاتهما العاطفية.  
  • حسام

زميل مرام في الكلية، شاب ملتزم، يسعى إلى الارتباط بها، فيدخل في صراعات متعددة مع والدها ووالده، كونه ما يزال طالبا على مقاعد الدراسة.

  • دالية

أخت حسام وصديقة راوية ومرام، بسيطة ولا تدرك ما الذي تريده تماما من الحياة، مما يؤدي إلى انجرافها حول اختيارات المجتمع لها في موضوع الزواج، لكنها تستيقظ من سباتها، لتصحح مسار حياتها قبل فوات الأوان.

  • طارق

ابن عمة مرام المغترب في أمريكا، وصديق طفولتها، يفقد هويته هناك، لكن حبه لمرام يعيد إلى دينه، لكننا نجده يعاني صراعا نفسيا واضحا بين التزامه وحياة الغرب التي اعتاد عليها، وبين رغبته في الاستقرار في الوطن وضغط والده للعودة، مما ينتج عنه حالة عاطفية عصبية تظهر ارتباكه الفعلي وعدم قدرته على اتخاذ القرار.

  • سناء

أخت طارق، تفقد هويتها تماما في أمريكا، لتصبح غريبة تماما عن مجتمعها ووطنها.

  • سارة

أخت سناء والشخصية المناقضة لها تماما، إذ إن الانفتاح الذي شاهدته في الغرب دفعها إلى التقوقع والانعزال وفقدان الثقة بذاتها، حتى تعود إلى أرض الوطن، وتلتقي بمن يشبهها، فتعود إلى الغربة مع أيمن ابن خالتها القريب منها في الروح والشخصية.

  • حنان

أخت أيمن، فتاة لا تدرك من الحياة إلا مظاهرها، ولا تجد راحتها حتى تتزوج برجل ثري، لتشعر أنها وجدت ذاتها وما تسعى إليه.

  • جاد

الطالب اللبناني النصراني، الذي يعتنق الإسلام بمساعدة راوية ثم يتقدم لخطبتها، متجاوزا كل العقبات التي تقف في وجه هذه العلاقة.


العبرة

يمكن أن نجمل العبر التي طرحتها الرواية في النقاط الآتية:[٣]

  • الصراعات هي جزء من طبيعة الحياة، والنجاح الحقيقي هو أن تمتلك القدرة على التعامل معها، لا أن تيأس وتستسلم أمامها.
  • تحكيم العقل والمنطق، ومشاورة أصحاب العقول، والاستخارة هي الوسائل الصحيحة لتحديد الطريق الذي نختار أن نسلكه في الحياة.
  • الحوار الهادئ، وبسط وجهات النظر بصورة صحيحة، هو الطريق الأمثل لإزالة أي سوء تفاهم، وسبيل الوصول إلى حلول مشتركة، ترضي الطرفين، مما يساهم في خلق علاقات سليمة مبنية على أسس صحيحة.
  • المرجعية الدينية الصحيحة هي الجدار الذي نتكئ عليه كلما تزلزلت بنا الأرض وشعرنا بالضياع، وهي المستند الذي يشعرك بالثبات في زمن المتغيرات، وكلما كانت هي أساس حياتك، مضت حياتك في خير وسلام.
  • اختيار الزوج المناسب، لا يمكن أن يخضع لمعايير شكلية، فالزواج عملية تشكيل لحياة قادمة، وهذه الحياة لا يمكن أن تبنى على معايير المادة وإلا أصبحت جوفاء لا تطاق ولا يمكن الاستمرار بها، وإنما يحتاج إلى بناء روحي متين ليثبت أمام عواصف الحياة ويزدهر.
  • العمل الدؤوب والسعي هو طريق النجاح في العلاقات والدراسة والعمل، لا يمكن للأشياء أن تنجح دون أن نقدم لها من أرواحنا وأوقاتنا وجهودنا.
  • الدعوة إلى الله طريق طويل، يحتاج منا الحكمة والصبر والأناة والحلم، إنه طريق يحتاج من سالكه أن يكون واعيا بما هو مقدم عليه، يخطط وينظم، ولا يستعجل النتائج، فقد تتأخر إلى ما بعد حياته.
  • الصدمة الحضارية التي قد يتعرض لها الشباب المغترب يمكن أن تفقد البعض هويته فيصبح مسخا لا تعرف له ملامح محددة، وقد تدفع البعض إلى التعصب والتزمت والانغلاق. والوعي بعقيدتي وعقيدة الآخر، ووضوح الرؤية هو ما يمكن أن يحمي من الوقوع في مثل هذه الزلات.

المراجع

  1. "رواية أحلام الشباب – خولة حمدي"، موسوعة أخضر للكتب. بتصرّف.
  2. "رواية احلام الشباب"، رواياتي. بتصرّف.
  3. "رواية أحلام الشباب للكاتبة خولة حمدي"، وطن الكتب. بتصرّف.
4846 مشاهدة
للأعلى للسفل
×